تتعرض تجربة التيارات الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط لانتكاسة كبرى عقب ما حدث للإخوان المسلمين فى مصر وما يحدث حاليا فى تركيا وليبيا وتونس، فإلى اى مدى سيؤثر ذلك على مستقبل هذه التجربة؟ يرى خبراء فى شئون الجماعات الاسلامية ان اسباب الفشل تعود الى عزلة هذه الجماعة عن المجتمع وعن الشعب والاعتماد على اهل الثقة فقط فى معظم الامور ،واهمال الخبرات الاقتصادية والسياسية والفنية وغيرها فى المجتمع،وأيضا سوء قراءة الواقع السياسي، ويقول الدكتور كمال حبيب المفكر الاسلامى والخبير فى شئون الجماعات الاسلامية أن مسألة عدم قدرة الاسلاميين على ادارة الدول وادارة السلطة كان احد اهم الاسباب للصراع السياسى والحزبى بمعنى أن الناس اعتادت على ان ترى الاسلاميين فى أعمال الخير والبر وفجأة وجدوهم فى الصراع السياسى والحزبى ،وأضاف حبيب أن مشكلة الاسلاميين أنهم ينتقلون من التعبير عن الامة كلها الى التعبير عن جزء منها ،ومن ثم هناك جزء من الأمة يرفض هذا، وأشار إلى أن الاسلاميين انتقلوا من الدعوة الى الدولة بمنطق الدعوة وليس بمنطق الدولة وهى غير مرتبطة بالواقع السياسى . واضاف ان ادارة التنظيمات الاسلامية تقوم على علاقة الاجتماع بين القائد والفرد التابع له فى التنظيم بينما الدولة بها تنوعات كثيرة وقوى اجتماعية رافضة لمشروعهم ،ومن ثم فالتنظيم يأمر ومن معه يقوم بالطاعة دون مناقشة وهم حاولوا فرض هذا الفكر على الدولة لكنهم فشلوا .واكد حبيب ان حكم التيارات الإسلامية لم ينجح فى التوفيق بين المصالح المتعارضة. وعلق حبيب على ان حزب النهضة فى تونس يختلف عن حكم الإخوان فى مصر وحكم الرئيس رجب طيب اردوغان فى تركيا ،حيث ان حزب النهضة التونسى له قدرة على التوفيق بين المصالح المتعارضة فى تونس. ومن جانبه يرى الدكتور كمال الهلباوى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ان فشل انظمة الحكم الاسلامية تعود الى عدة اسباب منها عزلة هذه الجماعات عن المجتمع وعن الشعب والاعتماد على اهل الثقة فقط فى معظم الامور ،واهمال الخبرات الاقتصادية والسياسية والفنية وغيرها فى المجتمع ،ومعاداتهم لمؤسسات الدولة الحيوية والاستراتيجية مثل الجيش والشرطة والاعلام والقضاء . وأشار الهلباوى الى انه فى الوقت الذى يتجه فيه أردوغان فى تركيا والإخوان فى مصر الى الصدام مع المجتمع والشعب تتجه حركة حزب النهضة فى تونس إلى التوافق والوحدة إلى حد ما باعتبار أن العقلية التونسية مثقفة ،فنجد ان الشيخ راشد الغنوشى وحزب النهضة وافقوا على أن يكون رئيس الجمهورية من نصيب اليسارى المنصف المرزوقي، وقبلوا بتغيير الحكومة أكثر من مرة وهو ما رفضه الإخوان فى مصر ،وأوضح الهلباوى أن الاعلان الدستورى المعيب ( نوفمبر 2012) هو الذى أدى الى كره الشعب للإخوان وابرازهم بأنهم ديكتاتوريون ويريدون تحصين قراراتهم .