إحساس محزن، عندما يصل الإنسان إلى سن المعاش ويجد نفسه مضطراً للبحث عن عمل ليلبى نفقات بيته وأولاده .. ويزداد الحزن حتى يصبح «هما» عندما يكون هذا الإنسان «معاقا»، يحتاج أن يأكل ويشرب ويلبس ويسكن، يحتاج مصاريف لعلاج الأمراض التى خرج بها بعد سنوات طويلة من العمل الحكومى.. وبدل من أن توفر له الدولة قسطا من الراحة فى أيامه المتبقية، تتركه يصارع طواحين الهواء.. هذا جزء ضئيل جدا مما يحمله صدر وقلب السباح عبدالعظيم محمد على .. وإلى التفاضيل. يقول الكابتن عبدالعظيم محمد على لصفحة «صناع التحدى»: ولدت عام 1952 فى منطقة باب الخلق بالقاهرة، وأصبت بشلل أطفال فى الساقين وعمرى 6 أشهر، وعندما أكملت عامى السادس دخلت مدرسة درب سعادة الإبتدائية، وكنت أذهب إلى المدرسة مستخدما «عكازين» خشبين لقربها من البيت، وعندما التحقت بمدرسة المحمدية الإعدادية أحضر لى والدى «عجلة» رالى «بدال علوى» لكى أتحكم فيها بيدى، واستخدمتها فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، وعندما وصل عمرى 13 عاما التحقت بنادى نقابة المهن الزراعية لممارسة رياضة السباحة، واشتركت بعدها فى عام 1968 بحمام التربية والتعليم ومركز شباب الجزيرة لمزيد من التدريب، وعام 1971 كنت أول معاق يشترك فى بطولة المناطق للمدارس ممثلا لمدرسة الخديوية الثانوية وتوقف تعليمى عند هذه المرحلة، ثم أكملته مرة أخرى وحصلت على دبلوم التجارة، وفى عام 1972 اشتركت فى نفس البطولة فى 800 ،1500 متر وحصلت على المركز الثانى فى السباقين، مما أهلنى للتصعيد لبطولة الجمهورية. ويواصل حديثه: فى عام 1974 حصلت على المركز الرابع على العالم بعد موافقة السيدة جيهان السادات على اشتراكى فى بطولة العالم التى أقيمت فى «ستوك ماندفيل» بانجلترا للسباحة، وكنت ضمن البعثة الرياضية برئاسة المرحوم الفريق أنور عبد اللطيف، وفى عام 1975 اشتركت فى بطولة الجيزة ممثلا لاحد الاندية وحصلت على 5 شهادات استثمار علاوة على اشتراكى فى بطولة الجمهورية العامة وحصلت على كأس تقدير، فى نفس العام قمت مع آخرين بتأسيس نادى الإيمان الرياضى للمعاقين. ويضيف: فى عام 1981 تم تكوين فريق من المعاقين لعبور المانش تحت إشراف وزارة الشباب والاتحاد المصرى للسباحة الطويلة والمدربين الأكفاء المرحوم الكابتن رغيب الحديدى شيخ المدربين والكابتن فؤاد فريد، وأقام الاتحاد بطولة خارج سباق النيل الدولى وحصلت على المركز الرابع فى الترتيب العام والأول للشلل بالساقين. ويكمل: فى 1992 أقام لى اتحاد المعاقين مهرجان تكريم فى النيل بمقر الاتحاد المصرى للسباحة الطويلة وحصلت فيه على أربع دروع وميدالية، وفى 1994 قمت بمحاولة ولمدة 16 ساعة ببحيرة التمساح بالإسماعيلية قاطعا مسافة 40 كيلو مترا بغرض عبور المانش فردى، وفى 2001 حصلت على المركز الأول وشهادة تقدير من نادى الإيمان للمعاقين لسباق 50 متر ظهر و100 متر حرة، وكان عمرى فى ذلك الوقت يقترب من 50 عاما، فى عام 2002 تأهلت للمانش بعد قيامى بمحاولة فى بحيرة التمساح بالإسماعيلية لمدة 16 ساعة قاطعا 40 كيلومترا. وبعد أن أتم الكابتن عبدالعظيم 62 عامًا قضى منها 26 موظفا فى وزارة الرياضة « المجلس الأعلى للشباب والرياضة سابقا» وأصبح من أهل المعاش المعاقين يقول بكل حسرة: هل من المعقول والمنطق بصفة عامة بعد أن يخرج المعاق من العمل الحكومى أن يبحث عن عمل من جديد ليسد به متطلباته واحتياجاته ليكمل ما يتقاضاه من جنيهات لا تتجاوز 800 جنيه فقط، وهى لا تكفى 10 أيام فى الشهر- ومطلوب من المعاق أن يأكل ويشرب ويلبس ويسكن، ولا يجد مصاريف علاج الأمراض التى خرج بها بعد عقود طويلة فى العمل الحكومى، ألم يئن له أن ينال قسطا من الراحة فى أيامه المتبقية من كد وتعب وما عاناه فى زهرة شبابه هذا لغير ذوى الإعاقة، فما بال معاليكم يا رئيس الوزراء بحال ذوى الإعاقة بعد بلوغهم سن المعاش. يسترسل فى حديثه: قبل خروجنا للمعاش قمنا بالتوقيع على إخلاء الطرف وإبراء ذمتنا المالية وأخذنا معنا أمراض السنين التى قضيناها فى العمل الحكومى بحلوه ومره.. ذوو الإعاقة يا فخامة رئيس الوزراء، المال بالنسبة له وسيلة وليست غاية، ذوو الإعاقة يبذل مجهودا مضاعفة فى النزول والصعود من وإلى مسكنه، ذوو الإعاقة معظمهم اشتروا سيارات مجهزة طبيا فى أثناء عملهم، فهل من المعقول أن يستغنوا عنها عند بلوغهم للمعاش، ويحبسوا فى بيوتهم لعدم قدرتهم على توفير النفقات للصرف على السيارة، ذوو الإعاقة من أصحاب المعاشات منهم من تزوج فى سن مبكرة وأنجب أولادا مازالوا فى مراحل التعليم المختلفة، استحلفك بالله معالى رئيس الوزراء أن تتقبل منى هذا الاقتراح وتعمل على تنفيذه وهو (مضاعفة المعاش للمعاقين حتى نعيش حياة كريمة) لأن الشخص ذوى الإعاقة نفقاته تفوق نفقات الشخص العادى، وإن لم تطبق الحكومة هذا الاقتراح، فانصحهم بتخصيص أماكن لأصحاب المعاشات «المعاقين» على أبواب المساجد الكبرى وعلى صدورنا «هايدى كارت» لإعفائنا من القبض على المتسولين وهكذا يكون انجازا وإعجازا فى الوقت نفسه.