وضعت رأسي في حقيبة القواميس وخرجت بلا لسان أغني فراغ في رأسي ، أنظر من النافذة ، شارع جوبير يشبه الشوارع الأخري لماذا لا أسقط عن طريق الخطأ، فتنكسر رقبتي وتتدحرج عيني تحت أقدام جارتي التي ستضع مكانها وردة. رأسي فارغ لا وزن له، لا أستطيع دفعه خارج جسدي ليسقط كثمرة ناضجة في صندوق العازف الذي لا يكف عن الصراخ: يا لها من حياة ! محاولا اقناع البوليس بأهمية الصراخ. في اليوم التالي وجدوا لسان العازف علي باب السوق في اليوم التالي وجدوا أصابعه في أمعاء سمكة التونة في اليوم التالي أشار أحد المارة إلي رأسي صائحا: رأس العازف.. أضع رأسه بين يدي وأمشي متخيلة أنني أحمل رأسي نزرع هلبا في الصحراء ونمضي خلف القرن الواحد والعشرين حاملين جذورا نابتة في الهواء أزرع الهلب في بطني وأعلق جذوري جوار وجه العازف أزرع الهلب علي الحائط وأرتدي وجهه أضع وجهه علي طاولة العشاء الأخير وأرتدي الهلب ، أضع رأسي علي المائدة بدلا من العشاء ، النمل الذي يدخل فمي جائع أوهمه لساني المدد في طبق المقبلات بانتهاء رحلة الصيف ، خدعته عيني التي تشبه زيتونا سيئ التخزين بينما يردد عقلي أن معدتي فارغة. وضعت رأسي علي خشبة تنظيف السمك وضعت رأسي علي خشبة تقطيع الخبز وضعت رأسي في الثلاجة قبلت رأسي ثم وضعتها جوار حائط وضعت رأسي علي كتفي وضعت رأسي علي لوحة إعلانات وضعت رأسي فوق شجرة مشمش لكي لا أكذب عليها وضعت رأسي في النهر كنت رأسا عادية قبل أن يحول الساحر لساني إلي ضفدعة لذا حافظت علي فمي مقفولا. كنت رأسا عادية قبل أن يحولني الساحر إلي كلمة محاصرة في كتاب. كنت الساحر الذي حول الكلمة إلي ضفدعة كانت في الأصل رأسا فارغة. وضعت رأسي علي السرير لتداهمه الأحلام. أمنحك إجازة من إصدار الأوامر تصبح الشرايين بيضاء.. الأمعاء بيضاء ..الكراهية بيضاء كوجه العازف الذي كان محمرا من الصراخ. الأيدي والأقدام تسقط كعصي جافة القلب واللسان أحتفظ بهما لنفسي ونفسي أحتفظ بها لنفسي كذكري عزيزة لمعني أفسده الكلام. بداية أخري دراما العازف أو لماذا لا أضع رأسي علي كتفي؟ كنت أدفع رأسي للخارج، فتقول أمي إن رأسي ثقيلة وأنني في يوم سأقع وعندما سألتها متي، قالت في يوم ما لذا لم أصدقها رأسي فارغ كبالونة أنظر من النافذة. لا أسقط. شارع جوبير يشبه الشوارع الأخري تنتهي دائما بحارة سد. نقطة البداية هي نقطة النهاية، فلا يتوه سوي الأطفال لأنهم لا يعرفون أنها كروية، الأرض كروية وماذا لو أنها مربعة كغرفتي؟! لماذا لا أسقط عن طريق الخطأ فتنكسر رقبتي وتدحرج عيني تحت أقدام جارتي التي ستضع مكانها وردة، جارتي التي لها عمر جدتي وبشرة أمي و قطة إيرانية وفأر لتدلل علي حوار الحضارات، تتردد أصابعي علي فروه: كيف سأواجه أمي بعد أن تناسيت ثأرها من كل فئران الأرض أمي التي كانت تقضي الليل في حراسة كتاكيتها وفي الصباح تعد الناقص علي الأصابع. أمي التي دفنت وفي بطنها أخي الثالث ولغز حيرني من مات منهما أولا؟ جارتي لا تستطيع اقناعي بحب الفئران وعداوة أمي لم تقنعني بكراهيتهم ورأسي رأسي يريد أن يطير بعيدا ليسقط كثمرة ناضجة في صندوق العازف الذي لا يكف عن الصراخ: يا لها من حياة ! محاولا اقناع البوليس بأهمية الصراخ في اليوم التالي وجدوا لسان العازف علي باب السوق في اليوم التالي وجدوا أصابعه في أمعاء سمكة التونه في اليوم التالي لم يعثروا علي رأسه.