أخشى من وجود خطة منظمة يهندسها خبراء دوليون ومحليون فى تشكيل الرأى العام،تعمل لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين على محاور عديدة. هدفها الأول إحباط همم المصريين وقتل أى آمال يمكن أن تراودهم فى غد أفضل،وإرباك الرأى العام المصرى، بحيث لا يرى أمامه سوى حائط مسدود وتلال من المشكلات المعقدة المستعصية على الحل!،تلزمه أن يطامن من آماله وطموحاته، وينزل من الشجرة العالية التى اعتلاها بعد ثورة 30يوينو بآفاقها الرحبة، ويروض نفسه على قبول الأمر الواقع! والواضح من مجمل ما نراه على الساحة السياسية،أن ثمة محاولات حثيثة لخفض آمال الناس وتوقعاتهم فى إمكان نهوض دولة مدنية ديمقراطية تقطع علاقاتها بكل أنظمة الحكم السابقة،حيث تجرى عملية منظمة تضخ مخاوف مصطنعة من إمكان عودة (جمهورية الخوف)التى تعتقل الآلاف دون محاكمات،وتكمم أفواه الجميع،وتصادر حريات الرأى والتعبير،وتمسك بخناق الصحفيين والمعارضين،تتشبث بوقائع وأخطاء محدودة،أغلب الظن أن المشير السيسى لا يدخل طرفا فيها، علاوة على نشر مخاوف أخرى تحذر من عجز نظام الحكم القادم عن مواجهة تحديات المستقبل، لأن المشكلات ضخمة ومركبة ربما يستحيل حلها!. وأظن أن هذه الخطة الشيطانية تحسن استثمارتآكل قدرة الحكومة الانتقالية على المبادأة، وغياب رؤية شاملة تجعل الحل الأمنى جزءا، من جهود متكاملة على جميع الأصعدة الوطنية،تحاصر الإرهاب وتنجح فى تجفيف منابعه،كما أنها تستثمر أيضا الضجر المتزايد لدى الرأى العام المصرى من قلة الحصاد، وطول أمد الفترة الانتقالية،فضلا عن أخطاء السلطة المتكررة والثغرات الأمنية التى لا يزال ينفذ منها الإرهاب،والإخفاق الواضح فى تحديد أمد الصراع ومستقبله..، بحيث يصبح الرأى العام المصرى مهيئا فى غضون الفترة القليلة لمقبلة لقبول حل وسط،يبقى على جماعة الإخوان كيانا سياسيا معترفا به،بديلا عن رغبة الإرادة الوطنية العارمة فى اجتثاث جذور الإرهاب..،فهل تنجح هذه الخطة الخبيثة التى دخلت بالفعل حيز التنفيذ!. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد