لأننا نمتلك تراثا غنيا ومتنوعا في كافة فنون الثقافة الشعبية, من الغناء والانشاد والرقص,وروايات السير الشعبية, والأدب الشفاهي والمدون, والمهن والحرف والصنائع, ما بقي منها وما اندثر, وما إلي ذلك من الفنون. هذا العالم بمكوناته المدهشة لا يحتاج إلي جهد كبير للوصول إلي كنوزه, فقط مجرد إلتفاتة, لتنفتح المغارة وتمنح دررها للمحبين. هذه الوجدانيات كانت متاحة عادة لكن الصحافة لم تولها اهتماما لائقا قدر اهتمامها بالثقافة النخبوية. لذا تبادر الأهرام بتدارك الأمر, والالتفات إلي الثقافة الشعبية, في مصر وخارجها, احتراما لإبداع الجماعة الشعبية ووجدانياتها الإنسانية في مختلف الأمكنة والعصور. وتفتح هذه الصفحة لعشاق الموال, والتنورة, والألعاب والحواديت الشعبية, وحكمة الأمثال, والرسوم البهية علي واجهات الدور الطيبة, والأيقونات القبطية, ومحبي أحزان الناي, وشجن الربابة, ومواجع العدودة, وغرام العاشق والمعشوق في خرط الخشب والأرابيسك, وقصص الحب الشعبية, وطرق النحاس, وغناء السمسمية والصيد, وحداء الرعيان, وبهجة مواسم الحصاد, وصناعة الفخار, وموسيقي الجراكن. وتتيحها للباحثين في الملاحم, والمعتقدات, والعادات والتقاليد, والطب الشعبي, ومحبي الأولياء, والأحاجي, والمعاظلات اللسانية, وحرير أخميم, وتلي أسيوط, وسجاد فوة, وحصير ميت الشرفا, والخيامية, والفوانيس, والكنفانية, وغيرها من مكونات الثقافة الشعبية التي تبدو لا نهائية. لعلنا نستطيع استعادةتجليات الكبار جابر أبو حسين, و أحمد برين, و خضرة محمد خضر, وأبو دراع, و محمد طه, ويوسف شتا, وسعد الشاعر, و فتحي سليمان, و مصطفي مرسي, وغيرهم. واستلهام إخلاص ودأب زكريا الحجاوي, وعبد الحميد يونس, وأحمد تيمور, وأحمد رشدي صالح, وعبد العزيز الأهواني, وأحمد صادق الجمال, و محمد رجب النجار, وغيرهم من رواد الثقافة الشعبية الكبار. واستنهاض كبار الباحثين الذين ما زالوا يطرحون إنتاجهم, والموهوبين من الشباب الذين ثبتوا علي الدرب, وأظهروا إخلاصا كبيرا لوجدان هذا الوطن, وندعوهم جميعا للمساهمة في إعادة الاعتبار لثقافة شعبنا العظيم.