يبدو أن عام2014 سيشهد استكمال استحقاقات الثورات والحركات الشعبية التي اندلعت في العام المنصرم بغرض الحفاظ علي المكتسبات الديمقراطية والمبادئ السياسية كهدف أسمي تليها المطالبة بتحسين ظروف الحياة الاقتصادية, وكانت دول مثل تركياوالبرازيلوأوكرانياوتايلاند مسرحا لتفاعلات ثورية هزت العالم وكأنها موجة ثورية تالية لرياح الربيع العربي العاصفة. ويرشح تصاعد الأحداث في كل من تركياوأوكرانياوتايلاند لتغيير قريب في رأس النظام في ظل حالة احتقان شعبي وتلاش للثقة بين السلطة وقطاع عريض من الشعب دفع بالمواجهة الي سطح بركان فائر. اللافت للنظر في طريقة تعامل السلطة مع الغضب الشعبي هو الاختيار ما بين استخدام العنف والقبضة الحديدية لاجهزة الأمن مهما طالت المواجهة أو تقديم تنازلات سريعة للمتظاهرين حفاظا علي الدماء. ويبدو حاضرا النموذج التركي السلطوي الذي صعد بالمواجهة مع الشعب من مجرد اعتراض جماعات بيئية علي إزالة أشجار من ميدان تقسيم لإقامة مركز تجاري الي صدام مع الشرطة والجيش والقضاء والاعلام وهي معركة من الصعب ان يخرج منها رئيس الحكومه أردوغان منتصرا في النهاية. أما في أوكرانيا فالأوضاع تبدو وكأنها عودة للحرب الباردة تقودها حكومة كييف بالوكالة عن روسيا في مواجهة المعسكر الغربي الذي أبدي تعاطفا مع الشعب الأوكراني الذي ثار لرفض حكومته اتمام اتفاق تجاري مع الاتحاد الاوروبي. ويقترب هذا النموذج من الصراع من نظيره التركي السلطوي في التوسع في استخدام بطش السلطة وتقييد حرية التظاهر وعدم اتاحة الفرصة لصندوق الاقتراع للفصل في النزاع, حيث يرفض الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. أما تايلاند فهي تنتهج نفس اسلوب تقييد حرية التظاهر والتوسع في فرض الطوارئ رغم محاولة ارضاء المحتجين علي سياسة الحكومة بحل البرلمان واجراء انتخابات عامة مبكرة الشهر المقبل, لكنها قد تصبح في مهب الريح وهو ما يرشح الوضع للمزيد من الانفجار.أما البرازيل فهي النموذج الأكثر انفرادا بإيثار المهادنة مع المحتجين علي التفاوت بين الطبقات بالشروع في اصلاحات سياسية واقتصادية مطلوبة شعبيا, لكن الاستقرار لم يعرف طريقه بعد لبلاد السامبا. لمزيد من مقالات شريف عابدين