وقف حضرة الصاغ امام الكاميرا و امامه الفنانة شادية فى اول تجاربه السينمائية فيلم ( عيون سهرانة ) 1954 -- كان صوت دقات قلبه اقوى من صوته اثناء التصوير , انتهى المشهد , جلس فى حجرته يدخن سيجارة و هو يسأل نفسه , ايه اللى بتعمله ده ياحضرة الصاغ ؟ ده انت استاذ فى كلية الشرطة , بتخرج ضباط , رجالة , ده انت كنت مكلف بحراسة الرئيس السادات ايام قضية امين عثمان و سمحت له بالتدخين فى السجن --- لا--لا -- دى مجرد تجربة لارضاء شقيقى المخرج عزالدين ذوالفقار و بعد كدة ارجع شغلى . ولكن هيهات , لم يمهل المخرج عز الدين ذوالفقار شقيقه فرصة للتراجع و رشحه للمشاركة فى بطولة فيلم ( رد قلبى ) امام اساطير السينما المصرية فى ذلك الوقت حسين رياض مريم فخر الدين شكرى , سرحان , لم يستطع حضرة الصاغ ان يرفض فقد ندهته النداهة , نداهة السينما التى ندهت من قبله شقيقه البكباشى عزالدين ذوالفقار و من بعده البكباشى احمد مظهر , انه الصاغ صلاح ذوالفقار الذى اشتهر بين جمهور السينما بعبارة على يا ويكا التى كان ينادى بها شقيقه شكرى سرحان فى فيلم رد قلبى . توقف النقاد كثيرا امام الوجهان الجديدان فى ذلك الوقت صلاح ذوالفقار و احمد مظهر و اللذان قدما معا بعد ذلك اروع كلاسيكيات السينما المصرية ,ولكن لم ينسى صلاح ذوالفقار يوما انه ضابط شرطة حتى انه فى احد تصريحاته اعترف انه استقال من الشرطة ليس بسبب السينما و لكن بسبب وفاة ابوه الروحى الاميرالاى محى الدين احمد فاستقال من كلية الشرطة و تفرغ للعمل بالمجلس الاعلى للفنون و الاداب كسكرتير للجنة السينما ثم تفرغ للعمل السينمائى كان صلاح ذوالفقار ضابطا فى كل شؤن حياته , فى مواعيده اثناء التصوير , فى انضباطه الاخلاقى بين زملائه , حتى انه اثناء تصوير فيلم الايدى الناعمة تأخر عن موعد التصوير لاسباب خارجة عن ارادته فلامه بشدة المخرج وشقيقه محمود ذوالفقار و النجمة مريم فخر الدين فوقع مغشيا عليه من شدة الانفعال و عدم احتماله للوم زملائه , كما انه كان دائم البحث عن ادوار الضباط فى السينما فمثل دور الضابط 23 مرة فى اعمال مختلفة , فادى دور ضابط المباحث فى فيلم الرجل الثانى , و رئيس المخابرات فى رافت الهجان و قام بدور المشير احمد اسماعيل فى مسلسل الثعلب , و كان اخرها دور رئيس القوات البحرية المصرية فى فيلم( الطريق الى ايلات) و الذى توفى اثناء تصويره مرت حياة صلاح ذوالفقار الفنية بمراحل متعددة ابرزها مرحلة الشارب والتى بدات منذ 1954 مع فيلم ( عيون سهرانة ) و قدم خلالها صلاح ذوالفقار افلام من اهم علاماته الفنية مثل ( رد قلبى ) , الرجل الثانى , الناصر صلاح الدين , جميلة بوحريد , و اخرها الايدى الناعمة سنة 1962 و ربما كان من سبيل المصادفة ان يشاركه بطولة هذة الافلام ما عدى فيلم الرجل الثانى البكباشى احمد مظهر احد فرسان الجيش المصرى رغم نجاحات صلاح ذوالفقار الفنية فى هذة المرحلة الا انه كان دائم البحث عن دور يخرجه من اطار الشاب اللطيف صاحب الابتسامة الحلوة , كان يريد ان يخرج من هذة النمطية و يبرز امكانياته كممثل متنوع , شامل الا ان المنتجين لم يستجيبوا لمحاولاته فما كان منه الا ان اعتزل العمل السينمائى لمدة تسعة اشهر ليهرب من الحاح المنتجين عليه ليلعب نفس الادوار المكررة الى ان استقر فكره الى انتاج فيلما سينمائيا يقدم فيه نفسه بشكل يفجر طاقاته , فكان فيلم ( اغلى من حياتى ) عام 1964 و الذى فقد فيه ماله و شاربه ليظهر و لاول مرة امام جمهوره بدون شارب و ذلك بسبب المراحل العمرية المختلفة للدور , و يعتبر هذا الفيلم هو بداية الارتباط الفنى و الشخصى بين صلاح ذوالفقار و شادية . انه الصاغ صلاح ذوالفقار , صاحب الابتسامة الحلوة , و صاحب , على ياويكا لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا