علي الرغم من وجود إدارتين للمتابعة الإذاعية, الأولي للإذاعة, والثانية للأمانة العامة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون للرقابة علي الأداء الإذاعي وتقييمه سواء بالإشادة أو رصد الأخطاء فإن الواقع يؤكد تعمد إهمالها وتجاهل تقاريرها ووضعها في أدراج مكاتب المسئولين تحقيقا لشعار كله تمام الذي يخالف الحقيقة, فهل هي إدارة للمتابعة( الشكلية) فقط ؟! يقول عمر عبد الخالق رئيس شبكة الشباب والرياضة: إن وجود( المتابعة) يمثل ضرورة في تحديد إيجابيات العمل الإذاعي وأيضا لكشف الأخطاء, وأحيانا قد تكون تقاريرها غير دقيقة, وهوما تؤكده نائبته نادية مبروك المشرف علي إدارة التنفيذ بها وتقول: إن المشكلة الحقيقية ترجع إلي إزدواجية المتابعة في إدارتين, ولماذا لا يتم دمجهما في واحدة خاصة أن وجودها في غاية الأهمية علي الرغم من ارتكاب مجموعة من العاملين بها لأخطاء( مضحكة) في تقاريرهم لعدم القدرة علي التصنيف الصحيح للألوان الإذاعية فلا يتحقق الفائدة منها, ومع اعترافي بأنها تبدو أكثر نشاطا في الفترة الأخيرة إلا أن دورها ليس رقابيا ولكنه تقييم للأداء الإذاعي الإبداعي الذي يرجع إلي وجهات النظر المتعددة. ويرد علي الدمك مديرعام الإدارة العامة لمتابعة البرامج وتنفيذ الهواء بشبكات الإذاعة التابعة لقطاع الإذاعة ويقول: إن التقارير يتم تسليمها إلي رئيس الإذاعة الذي يرسلها لرؤساء الشبكات الذين يطلبون الردعليها من المذيعين ثم تعود عكسيا في دورتها الثانية وهي التي يرصدها في البداية أخصائي المتابعة بصفته ناقدا ومراقب جودة ورقيبا علي العمل الإذاعي وليس خصما يتربص لأحد, وقد تعلمت أن المتابعة هي المرحلة الأكثر أهمية بعد الإبتكار ثم خروجه للمستمع, فهي المرآة التي تعكس للمبدعين الإذاعيين تميزهم وأخطاءهم في تقارير يتم التثبت من صحتها بطرق عديدة, ورغم الظروف الصعبة في إدارة المتابعة ومنها النقص الشديد في عدد العاملين بها والعمل بأدوات بدائية لا تتيح الإستماع لكل الإذاعات مع عدم وجود إدارة لبحوث المستمعين للتعرف علي تقييمهم للإذاعة مثل الموجودة في متابعة أمانة الاتحاد وبرغم ذلك نعمل بالامكانيات المتاحة ونواصل التدريب والإجادة. ويؤكد د.عبدالعزيز سيد عبدالعزيز رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بقنا جامعة جنوبالوادي أهمية إدارة المتابعة في إذاعات العالم المتقدم لأنها المراقب الأمين لأدائها بهدف الارتقاء بها من خلال عدم تكرار الأخطاء التي ترصدها وهو ما لا يحدث في الإذاعة المصرية لأن هدفها العمل من أجل الحاكم وليس المستمع, وبالتأكيد فإن عدم توفير الإمكانات يجعلها بلا فاعلية. ومع عدم الاهتمام بتقاريرها يصبح الناتج النهائي للعمل الإذاعي بشكل عام صفرا كبيرا والمسئولية عنه يتحملها وزير الإعلام ورئيس مجلس الأمناء ورئيس الإذاعة نظرا لتعمدهم تغييب عنصر التقييم عن العملية الإبداعية. ويضيف الإذاعي القدير وجدي الحكيم ساخرا: لا تقدم شبكات الإذاعة المصرية ما يستحق المتابعة لأنها بالفعل في أسوأ فتراتها بما يجده المستمع في هذه الأيام من برامج سطحية ورغي ونشرات أخبار مكررة, علي عكس الماضي عندما كانت المتابعة يقوم بها رواد الإذاعة سعد لبيب وطاهر أبوزيد وهمت مصطفي وفاروق خورشيد وغيرهم أما الآن فمن يعمل في المتابعة موظف بلا تاريخ إذاعي ولا خبرة تؤهله للتقيم الصحيح, وبصراحة أكثر فإنني أشك في وجود إدارة للمتابعة, لأنها لو كانت موجودة بالفعل لما وصل مستوي الإذاعة إلي تحت الصفر من عشرة! وفي النهاية يبقي السؤال مباشرا حائرا يبحث عن إجابة: لمصلحة من يتواصل منع المتابعة عن مهمتها الرقابية وتقييم الأداء الإذاعي في ماسبيرو؟!