شهدت الإذاعة قبل شهور قليلة انتشارا ملحوظا للفترات المفتوحة علي شبكاتها فيما يشبه( العدوي) التي أصابتها ولم تفرق بين الهوية الخاصة التي تميز كل منها ففقدت المضمون الذي كان يجب أن تقدمه واختارت فقط( كوكتيل) من أي شئ عنوانه( الفترات المفتوحة) لمستمع لم يعد لديه غيرها علي المائدة الإذاعية علي مدي النسبة الأكبر من ساعات البث بعد انفرادها كأحد الألوان الإذاعية والذي أطاح بالألوان الأخري وأصبح سائدا لأسباب عديدة اختلفت حولها الآراء فيقول عمرو عبدالحميد رئيس شبكة الشرق الأوسط: إن الفترات المفتوحة تحقق التواصل المباشر مع المستمع من خلال طرح كل الموضوعات للمناقشة انطلاقا من حرية الإعلام التي نعيشها حاليا في ظل وسائل الإيصال الحديثة مع وجود كفاءات إذاعية متوافرة في الشبكة تعمل بلا أخطاء وتقدم هذه الفترات بدقة تقارب المواد المسجلة, وهو مايعني انتهاء عصر الإذاعة( المحفوظة) في زمن الإعلام الصحي( الطازج) دائما. أما مجدي سليمان رئيس شبكة البرنامج العام فيقول: إن الهدف الأساسي من الفترات المفتوحة يتمثل في أهمية توفير التفاعل بين الإذاعة والمستمع باستخدام جميع وسائل الإيصال للتواصل معه سواء كانت التليفون أو الفيس بوك أو التويتر لعرض مشكلاته علي المسئولين وحلها وتلك الفترات قليلة في شبكة البرنامج العام ولكنها تقدم كل مايهم المستمع مع الاحتفاظ بهوية شبكة البرنامج العام إلا أن شبكات أخري نقلت مضمون ما نقدمه وهو ما أدي إلي التشابه بين الجميع. ويضيف عمرعبد الخالق رئيس شبكة الشباب والرياضة: أعتقد أن الفترات المفتوحة هي الشكل المثالي الذي يمكن من خلاله التحاور مع المستمع في إطار من الحرية الكاملة وطرح جميع قضاياه للمناقشة بالإضافة إلي أن تقديم الفعاليات الرياضية من مباريات ستديوهات تحليلية يجب أن يتم علي الهواء لتحقيق المصداقية والحيوية وليس معني ذلك غياب الألوان الإذاعية الأخري ولكنها موجودة بنسبة أقل من الفترات المفتوحة. ويعترف عبدالرحمن رشاد رئيس شبكة صوت العرب قائلا: إن الإذاعة تواجه خطرا حقيقيا بسبب غزو الفترات المفتوحة لشبكاتها والتي تذهب بذاكرتها إلي النسيان نظرا لغياب البرامج المسجلة لأن تلك الفترات تضيع في الهواء ولا يبقي لها أثر بعد انتهائها وليس ذلك فقط وإنما هي شكل ومضمون لا اختلاف فيهما علي كل الشبكات إلا في العناوين فقط مما أضاع معه هوياتها جميعها, ولأن إعدادها ضعيف والمذيع بلا موهبة فإن النتيجة الطبيعية تكون الفشل, وكنقد ذاتي أجد ضرورة قصوي في إعادة تقييم الفترات المفتوحة والبحث عن أشكال إذاعية جديدة حتي لا تسقط الإذاعة في دائرة الملل وتخسر المستمع للأبد. ويتفق في الرأي حسام فرحات ويقول: يجب البحث عن شكل إذاعي جديد أكثر تطورا لأن الفترات المفتوحة انتشرت وتشابهت وأدت إلي فقدان هوية الشبكات وهي مسئولية رئيس الإذاعة فقط لأنه مسئول عن التوجه وهو لم يفعل فأصبحت الإذاعة مجرد فترات مفتوحة ليست إلا مكالمات عشوائية مثل الموضوعات التي يناقشها مجموعة كبيرة من المذيعين باستخفاف وتفاهة وثقل دم بأدوات واحدة بأسلوب سطحي يكشف عن عدم الوعي والثقافة الغائبة عنهم, لذلك يجب أن يقل عددها وتنفيذها جيدا وأن تعود البرامج المسجلة لفترات زمنية أكثر وأيضا الدراما الإذاعية والبرامج والسهرات وكلها قادرة علي أن تعيد للإذاعة جاذبيتها المفقودة. وفي النهاية يبقي السؤال حائرا: أين تذهب تقارير إدارة المتابعة المسئولة عن تقييم الأداء بالملاحظات في الخطأ والإشادة عند التميز؟ وهل تصل إلي رئيس الإذاعة؟ وإذا وصلت هل يقرؤها؟ أتمني!!