افتتح المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أمس الأول فعاليات الموسم الثقافي بندوة حول تكامل المؤسسات الدينية والإعلامية في نشر المنهج الوسطي في الإسلام. شارك فيها الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور محمود يوسف وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة وعدد كبير من الأئمة والدعاة. والندوة أقيمت تحت رعاية الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف. بدأت الندوة بكلمة للدكتور علي جمعة الذي تحدث عن فوضي الفتاوي الدينية, وأكد أنه بعد التتبع الدقيق لبعض الفتاوي وجد أنه ليس لها أصل وأذيعت في وسائل الاعلام وتناولتها الأقلام مثل فتوي الوردة التي تحرم الجلوس في كرسي جلست عليه امرأة, مما يؤكد أننا قد دخلنا في عصر قد لا يلتفت إليه أحد تفتري فيه الفتاوي لتشويه صورة الإسلام والمسلمين, كما أشار الي جانب آخر مهم في فوضي الفتاوي وهي أنها تصدر من غير متخصص مما يمثل مصيبة كبري لأن الدين علم ككل العلوم يحتاج الي استاذ ومنهج وكتاب علمي, وأن الفتوي يجب أن تكون مسايرة للواقع وأن يعي الإنسان أن إدراك الشريعة فقط لا تجعله قادرا علي الفتوي, ويجب تيسير الأمور علي الناس حتي نواجه المشكلات الكبيرة التي نحياها ولذلك فنحن لا نخرج عن الكتاب والسنة إلا إذا اجتمعنا فاجتهدنا كما حدث مثلا في نقل الأعضاء والأمور المستجدة في الوقت المعاصر. وتناول المفتي في الندوة أيضا أهمية تجديد الخطاب الديني ليساير الواقع وأن يكون مبتعدا عن التشدد والتعصب, وتحدث عن نقطة أخري مهمة وهي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة مجتمعية فعسكري المرور علي سبيل المثال هو آمر بالمعروف وناه عن المنكر, وأكد علي أهمية عدم الخلط بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمؤسسة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كجماعة فهذا لا يجوز إطلاقا. وأوضح الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي في كلمته أن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في هذه الآونة يتحمل مسئولية كبري كانت له من قبل ولكنها اليوم بحاجة الي قدر كبير من التجديد, فلم يعد مجرد إدارة أو هيئة بل أصبح مشعلا من المشاعل التي يرجي لها أن تضيء طريق مصر إلي مستقبل يحمل الاسلام المستنير, وأن تكون مصر في مقدمة الأمم التي تقدم الاسلام الوسطي المعتدل الذي ينير للحضارة الإنسانية طريقها ويعيد لها رشدها.وقال الدكتور عدلي رضا إن هذه الندوة بداية لمجموعة من الندوات الشهرية التي تقدم الصورة الصحيحة للاسلام خاصة في ظل ماتقدمه بعض القنوات الفضائية من فوضي في الخطاب الديني تؤدي إلي بلبلة وفهم خاطيء لصحيح الدين, كما أشار الي تعمد الإعلام الغربي تشويه صورة الإسلام وتقديمه في صورة جهل وتخلف مما يدعونا الي تكاتف الجهود والتخطيط السليم لمحاربة هذه الصورة السيئة والاستفادة من الطاقات الإعلامية لتقديم صورة موضوعية عن الإسلام والمسلمين. وتحدث الدكتور محمود يوسف عن شمولية الإسلام وأنه دين جعله الله صالحا لكل نواحي الحياة الثقافية والتربوية, وأكد أن للدين الاسلامي نظاما إعلاميا وأن الرسول صلي الله عليه وسلم له سنته الاعلامية, وأن قواعد الممارسة المهنية للإعلام المعاصر وفي إطارها الأخلاقي تلتقي مع مفاهيم الإسلام.