أكتب هذه الكلمات بعد أن عدت فورا من الإدلاء بصوتي في الاستفتاء وقلت نعم لمشروع الدستور. وكل ما شاهدته اليوم سواء علي القنوات الفضائية قبل أن أتوجه إلي اللجنة أو في أثناء ذهابي إليها أو وأنا أدلي بصوتي يجعلني أقول ما قلته قبل ذلك أن يوم30 يونيو من العام الماضي كان ميلادا جديدا لدولة مصرية عصرية ديمقراطية لن تحكم بعد اليوم بفاشية دينية ولا فاشية بوليسية. الذي رأيته اليوم شيئا رائعا يؤكد أن مصر أكدت اليوم في استفتائها علي مشروع الدستور بهذا الاقبال الذي لم يكن يتوقعه أحد بالافراح والزغاريد والهتافات التي كان يطلقها الناس بتلقائية أن اليوم هو يوم رائع في حياة شعب مصر وقواته المسلحة الباسلة ورجال أمنه وقبل ذلك كله وبعد ذلك كله في سيادة القانون واستقلال القضاء الذي لا تقوم دولة حديثة بغير سيادته. سيادة القانون أساس الحكم في الدولة كما يقول الدستور الذي قلت له نعم صباح اليوم الذي قال له نعم ملايين المصريين من كل حدب وصوب ومن كل الأديان والأجناس والأعمار. لم أر الفرحة علي وجوه المصريين جميعا كما رأيتها اليوم ولم أر الأمل يضئ وجوهم كما رأيته اليوم. وقد وضع الشعب المصري في هذا اليوم الرائع نهاية للفئة الضالة المضللة التي حكمت مصر لصالح أمريكا واسرائيل وليس لصالح مصر والتي شوهت وجه الإسلام الحنيف الذي يقوم علي المحبة وعلي التسامح كما تقوم المسيحية علي المحبة والتسامح تماما. إن جوهر الدين واحد. وإن جوهر الدين هو المحبة. لأن الله محبة والدين محبة والنور محبة وكما قال البابا تواضروس الثاني بابا الكرازة المرقسية ورأس الكنسية القبطية الأرثوذكسية وخليفة البابا الوطني العظيم المتنيح قداسة البابا شنودة الذي قال الكلمة الرائعة إن مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما هي وطن يعيش فينا وقد كرر قداسة البابا تواضروس الثاني هذه المقولة في كل أفعاله وأقواله. ما أروع كلماته في عظته الأخيرة عن أن الإنسان جائع للمحبة وأن المحبة هي العطاء الإلهي للخلق أجمعين. ما رأيته صباح اليوم من السيدات قبل الرجال ومن المسيحيين قبل المسلمين ومن الشباب قبل الشيب يؤكد أن هذا الشعب العظيم الذي عاصر التاريخ منذ فجر التاريخ سيظل دائما عظيما رائعا وسيظل دائما معلما وفرازا ولن ينطلي عليه الزور والضلال والبهتان. أنا واثق أن مصر ولدت هذا اليوم ولادة جديدة وأنها لن تعود إلي الوراء أبدا, والذي لا يشكر الناس لا يشكر الله والذي لا يقدر الحق لأصحاب الحق هو منكر وجاحد للفضل. وأنا أقول بملء الفم والقلب للرجل الذي فجر ثورة30 يونيو الفريق أول عبد الفتاح السيسي حفظك الله ورعاك وأدام عطاءك لمصر وأنا واثق أنك لن تخذل إرادة هذا الشعب العظيم وأنك لن تدير ظهرك له أبدا. أقول قولي هذا وأنا والحمد لله بلغت من العمر ما لا يجعلني انتظر شيئا من أحد إلا أن نعمل جميعا من أجل مصرنا الحبيبة التي أعطتنا كل شيء والتي يجب ألا نبخل عليها بأي شيء. تحية من الأعماق للفريق أول عبد الفتاح السيسي ودعواتي له بكل التوفيق, وليس بيدي ما أقدمه إلا الرأي المخلص والصريح. ولا يستطيع الإنسان في هذا العمر أن يقدم أكثر من ذلك. إنه يوم رائع بحق وإنها ولادة جديدة لمصر. حفظ الله مصر ورعاها من كل سوء. عاشت مصر بكل مكوناتها ومؤسساتها. بقضائها الشامخ الذي أراد المضللون هدمه فهدمهم الله وبجيشها الرائع العظيم الذي أعادهم إلي جحورهم وأنهاهم نهاية أبدية هم ساعدوا عليها عندما حكموا بأن جعلوا مصر كلها تكرههم حتي النخاع لأنهم كما يقول الصديق المخلص الطيب الأخ المهندس حسب الله الكفراوي ضلالية ومضللين. حفظ الله مصر ورعاها من كل سوء. أنا واثق أن اليوم سيكون بداية للاستقرار والأمن, وهذان هما البداية الحقيقية للنمو الاقتصادي ولجذب الاستثمار والرخاء. رعي الله مصر من كل سوء. والله المستعان. لمزيد من مقالات د. يحيى الجمل