لا يوجد إنسان فاشل, هذه معلومة غير صحيحة, ولكن هناك إنسان استسلم للفشل, حتي سيطر عليه ثم قضي عليه! بالتأكيد الفشل ليس نهاية الحياة, بل هو فرصة لتجربة طريق آخر, والتصميم والمثابرة كفيلان بتحقيق الفوز, فالإخفاق هو الذي لا تتعلم منه شيئا, ودقيقة نجاح تعوض سنوات من الفشل. يقولون وراء كل ناجح امرأة, وأيضا وراء كل فاشل امرأة, لكن لكل قاعدة استثناء, وحتي تنجح لابد أن تكون رغبتك في الفوز أقوي من خوفك من الهزيمة, وإرادتك في كل الأحوال هي التي تحدد طريقك. لا توجد وصفة سحرية للنجاح, لكن النجاح يغري بمزيد من النجاح, ولا يمكن أن تنجح إلا إذا أحببت ما تقوم به, ولو وضعت عقلك وقلبك وروحك في أبسط الأشياء فسوف تحقق هدفك. ومع ذلك فالنجاح أسوأ معلم, لأنه يغري الأذكياء بأنهم لن يخسروا, وهنا نقطة الضعف ومكمن الخطر, لذا احترس من الغرور, فهو الأب الشرعي للفشل. تذكر جيدا: النجاح سلم لا يمكنك أن تتسلقه ويداك في جيبك, والفوز أحلي بعد الهزيمة, وأحيانا تكون الانتصارات أسوأ من الهزائم, لأنها تخدعنا وتجعلنا أكثر غطرسة ولا مبالاة. عموما الفشل والنجاح نسبيان, فما تعتبره نجاحا ربما يراه آخرون فشلا, وأن تنتصر علي النفس فهذا هو التحدي الحقيقي, فالنفس أمارة بالسوء, وكثيرا ما تغري بالصعود إلي الهاوية. وما الحياة إلا اختبار كبير, وطريق حافل بالانتصارات والانكسارات, وصدق عمر الخيام: زخارف الدنيا أساس الألم, وطالب الدنيا نديم الندم, فكن خلي البال من أمرها, فكل ما فيها شقاء وهم! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود