المثابرة مفتاح النجاح لقد قدمت لك الآن كل المعلومات التي تحتاجها لتبرمج عقلك الباطن لتحقيق النجاح في كل ما تفعله , ولقد أوضحت لك كيف تستخدمه لتحقق رغباتك الداخلية : كسب حب واحترام شريك حياتك وأطفالك وأصدقائك وجيرانك وزملائك في العمل , وأوضحت لك أيضاً كيف يمكنك استخدام قوة عقلك الباطن الهائلة لتحقق الشهرة التي تتمناها والثروة والسلطة والصحة الجيدة بالإضافة إلى التخلص من الخوف والحيرة والقلق والتخلص من العادات السيئة مثل الإفراط في الشراب والتدخين وداء التسويف والمزاج السيئ . والآن الشيء الوحيد الذي يمكنه إعاقة نجاحك هو الافتقار إلى المثابرة لذا خصصت الفصل الآخير لمناقشة هذا الموضوع . وعلى الرغم من أنه الأقصر غير أنه الأهم ولا يقلل قصره من أهميته . كيف تحقق لك المثابرة النتائج المرجوة ؟ تعد المثابرة إحدى أهم الخصال الشخصية التي يجب أن تتمتع بها لتحقق النجاح في حياتك ما لم تكن الأهم . وبدون المثابرة فلن تنجز شيئاً ذا قيمة . وهي أحد عوامل النجاح الأساسية التي تفرق بين الشخص الذي يعمل والآخر الذي يكتفي بالتمني . ومن السهل أن يملأك الحماس والإصرار لتنجز عملاً صعباً أو مشروعاً معقداً طالما أن الأمور تسير على ما يرام ولكن إذا كانت البداية شاقة والأمر يصعب التعامل معه , فسوف تجد الشخص الذي يتمنى يجلس ساكناً بينما الشخص الذي يعمل يستمر في عمله . ولكن يمكنك دائماً إذا رفضت الاستسلام أو الاعتراف بالهزيمة استخدام المعوقات المؤقتة لمساعدتك وأنت تسير على طريق تحقيق الإنجازات الناجحة . وأقرأ السير الذاتية للعظماء وستجد أنهم جميعاً ولا استثناء قد توقفوا لإعادة حساباتهم مرة أو أكثر ولكنهم كانوا دائماً على الطريق . ومعظم الأحيان لا تستطيع تحقيق النجاح الكامل دون دفع ثمن باهظ وغالباً ما يكون على شكل معارضة أو صعوبات أو معوقات من أي نوع والقليل من الناس يتمكنون من عبور نهر الحياة دون أن تبتل أقدامهم . وبدون المثابرة فلا أمل تقريباً في تحقيق النجاح . والمثابرة تعني التماسك حتى النهاية والصمود والإخلاص . وهي أيضاً القدرة على تحمل الألم والضغط والمرض ومواجهة الكوارث وخيبة الأمل . والمثابرة هي المفتاح الذهبي الذي يمكنه تحويل الفشل المؤقت إلى نجاح دائم والهزيمة إلى نصر , وهؤلاء الذين وصلوا إلى قمة النجاح يشتركون في خصلة واحدة ألا وهي المثابرة . وكما سمعت من قبل "المثابرة هي أن تستمر يداك وقدماك في العمل حتى لو كان عقلك يقول إن هذا العمل لا يمكن إنجازه" . وقد وصف أحد رؤسائنا المثابرة بقوله : "لاشيء في العالم يمكن أن يحل محل المثابرة , فالموهبة لا يمكنها أن تحل محل المثابرة فليس هناك أكثر من الرجال الفاشلين الذين يمتلكون الموهبة كما لن تفلح العبقرية لأن العادة جرت على عدم مكافأة العباقرة . كما أن التعليم وحده لا يكفي لأن العالم مليء بالمتعلمين , لذا فإن المثابرة والعزيمة هما القوة الهائلة التي لا حدود لها . وكم من المشاكل تمكن شعار المثابرة من حلها" . هذا هو نوع المثابرة التي تحتاجها لتحقيق النجاح الكامل ولا شيء غيرها يجدي . كيف تستخدم التكرار لتحقيق النجاح ؟ يقول خبراء الذكاء إنك إذا أردت أن تحفظ شيئاً بسيطاً مثل قصيدة قصيرة فعليك تكرارها 42 مرة حتى تنطبع إلى الأبد في بنك ذاكرة عقلك الباطن ويقولون أيضاً إنك إذا أردت حفظ شيء طويل وصعب مثل خطبة لنكولن جيتيسبرج سيستلزم الأمر منك تكرارها 500 مرة قبل أن تتمكن من إلقائها دون خطأ أو تردد . ويعد التكرار عاملاً قوياً لبرمجة عقلك الباطن برمجة فعالة لأنه يخدم هدفين : الأول أن العقل الباطن لا يمكنه دراسة شيء دون فهمه أولا والتكرار يجعل الفكرة أوضح عندما يقدم الموضوع بأكثر من طريقة . ثانياً : التكرار يقلل مقاومة أفكار متناقضة أو متعارضة والتي تقف حائلاً أمام الاستعداد لتقبل الموضوع . وكما قال جوب : "المياه تذيب الحجر" وتعتبر هذه العبارة واحدة من أوضح الصور التي تبرز قوة التكرار . واسمح لي بأن أقدم لك مثالا آخر عن الحفار . منذ بضع سنوات مضت حفرت بئراً عميقة حتى أتمكن من الحصول على مصدر دائم ورخيص للمياه من أجل الحشائش . وعلى الرغم من أن فلوريدا محاطة بالبحيرات وتحيطها المياه من ثلاث جوانب إلا أن هطول المطر بها قليل , ولكن ينبغي ري الحشائش باستمرار طوال العام وإلا سيجف ويموت . وقد أحضر السيد الذي حفر لي البئر حفاراً في ساحة المنزل وكان له ثقل حديدي يبلغ عرضه عدة بوصات وطوله عدة أقدام . وكان هذا الثقل معلقاً فس سلسلة ترفعه لأعلى في الهواء ثم يسقط محدثاً ثقباً صغيراً في كل مرة يرتطم فيها الأرض . واستمرت هذه العملية لمدة ثلاثة أيام حتى وصلت الحفرة إلى العمق الذي يمكن معه استخدام الحفار المزود بأنبوب من الحديد وعندما وصل أخيراً إلى الطبقة الصخرية المائية اندفع الماء في الهواء بارتفاع عدة أقدام . وقد تمكنت هذه العملية المتراكمة , الطرق المستمر وقوة الحفار , من إضعاف مقاومة الصخور الأرضية والحجر الجيري لأحصل في النهاية على مصدر طبيعي دائم للمياه الباردة والنقية والعذبة لأستخدامها في ري الحشائش . نفس الأمر ينطبق على مبدأ التكرار الذي يؤدي إلى الشهرة وهو الاهتمام الذي يدفع بالإنسان من بئر الحرمان والفقر إلى قمة الرفاهية والغنى . ونفس هذا التكرار هو الذي يسمح لعقلك الباطن بتحقيق الأهداف التي تحددها له بغض النظر عن كنهها ومن ثم تصبح ناجحاً . لماذا تؤدي الممارسة إلى الإتقان ؟ ونفس هذا التكرار مطلوب ليس فقط في الحفظ وتخزين المعلومات في بنك ذاكرة العقل الباطن ولكن أيضاً لتجويد الخصال والمواهب الفطرية للشخص . وقد طبق عازف كمان مشهور هذا المبدأ على موهبته الموسيقية حيث كان يواظب على التدريب لمدة ثماني ساعات يومياً طوال حياته المهنية وعندما سئل عن سبب مداومته على التمرين حتى بعد أن أصبح مشهوراً وأسرت موسيقاه قلوب الناس فأجابهم : "إذا أهملت التمرين لمدة شهر واحد فسيلاحظ جمهوري الفرق وإذا أهملت التدريب لمدة أسبوع فستلاحظ زوجتي الفرق ولكن إذا لم أتدرب ولو ليوم واحد فسأستبين أنا الفرق بنفسي" . هناك شخص آخر له شهرة عالمية كعازف بيانو , لم يكن يتدرب على العزف على البيانو فحسب بل كان يتدرب في ذهنه عندما لا يجد بيانو ليتدرب عليه . وأعرف هيئة معروفة للتدريب على عزف البيانو أوصت باتباع هذا الإجراء . ويقول هذا العازف إنه يجب أن أتدرب على المقطوعة الجيدة في ذهني أولا , لأنه يتعين علي حفظها وعزفها في عقلي أولا قبل أن ألمس أصابع البيانو . وواحد من أفضل مدربي الجولف المعروفين على مستوى العالم , يعلم الناس في البداية كيف يتصورون ما سيفعلونه في التدريب حتى قبل أن يختاروا النادي الذي سيلعبون فيه , ويقول إن الجوالف 90% منه عقلي و 8% تدريب بدني و 2% تتمثل في آلية الحركة الآلية . وإذا كنت تواضب على لعب الجولف مثلي في الإجازات الأسبوعية وتود تحسين مستواك . فإنه يمكنك البداية أن تتصور في عقلك صورة لما تود فعله . وتصور النتيجة النهائية أي تخيل الكرة وهي تنظلق إلى الهدف الذي حددته وسيتولى عقلك الباطن مهمة توجيه عضلاتك للقيام بما هو مطلوب لتعويض أخطائك . وهذا ليس مجرد أمر نظري , لأنني عندما اتبعت هذا الإجراء تمكنت من تحقيق 90 من ضربات البداية دون تدريب فعلي . والآخرون الذين اتبعوا هذه الطريقة قد تمكنوا من تحسين نتائجهم . كيف تجعل المثابرة واحدة من أفضل عاداتك ؟ يعتقد معظم الناس أن العادة تشير إلى شيء سيئ . ولكن هذا ليس حقيقياً لأن قاموسي يعرف العادة على أنها الميل إلى فعل شيء بطريقة محددة أو فعل شيء محدد بطريقة معينه طوال الوقت . إذن العادة يمكن أن تكون عادة حسنة مثل تنظيف أسنانك بانتظام والانضباط في المواعيد . ويمكن تغيير العادة السيئة بالتحول إلى العادة الحسنة باستخدام التكرار والمثابرة وعلى سبيل المثال يوجد صديق لي سندعوه آل اعتاد على الإفراط في الشراب وكان الأمر سيئاً وانتهى به الأمر إلى إدمانه وانضم إلى برنامج علاج مدمني الشراب , ومنذ العلاج لم يعاقر الشراب منذ أكثر من خمس سنوات . وعندما سألت آل كيف تمكن من حل مشكلته قال : "المثابرة لأن الأمر سهل للغاية , فبمجرد أن فهمت طبيعة مشكلتي , وعلمني برنامج مساعدة مدمني الشراب أن تناولي للشراب كان مجرد عادة سيئة وليس إدماناً . لذا واظبت على عادة الإقلاع عن الشراب وبالمثابرة والإصرار لم أعد سكيراً" . وأنت أيضاً يمكنك القيام بالمثل وتغيير عاداتك السيئة مهما كانت وإذا ثابرت على عملك فستحقق النجاح كما فعل آل . الإنجازات الناجحة في حاجة دائماً إلى المثابرة أفضل البائعين وأنجحهم لا يستسلمون أبداً . وتوضح الإحصائيات أن 80% من إجمالي المبيعات تتحقق بعد المكالمة الخامسة . ومع ذلك فإن 48% من البائعين لا يعاودون الاتصال بعد أول محاولة فاشلة , و25% يتركون الأمر بعد المكالمة الثانية و 12% يستسلمون بعد المكالمة الثالثة وخمسة بالمائة من البائعين يواظبون على الاتصال محققين نسبة 80% مبيعات . وكما تلاحظ من هذا فإن الإصرار ينجح . وهناك صديق لي حقق أعلى نسبة مبيعات كمندوب في شركة تأمين وأنا أعرف عنه أنه مثابر على الرغم من أنني لم أشتر منه أي وثيقة تأمين طيلة حياتي ولكنه يحاول إقناعي دائماً . وفي أحد الأيام قلت : "فرانك كم مرة ستتصل بي قبل أن تستسلم وتقلع عن محاولة إقناعي بشراء وثيقة تأمين ؟" . "هذا يتوقف على من منا ستوفى قبل الآخر" هذا ما أطلق عليه المثابرة . وعندما سمعت ما قاله فرانك استسلمت واشتريت منه وثيقة تأمين . فسألني : "جيم لماذا غيرت رأيك في النهاية ؟" فأجبته : "الحقيقة يا فرانك لم أتمكن من مقاومتك أكثر من هذا لقد شلت مثابرتك مقاومتي" . لذا لن يمكنك مقاومة الشخص المثابر لفترة طويلة , وأعرف أنكم جميعاً شاهدتم إعلانات خضراوات بيردسي المجمدة التي تعرض على شاشة التلفاز . ولكن من المحتمل أنك لا تعرف أن كلارنس إي . بيردسي قد خسر كل ثروته حتى الأموال التي اقترضها على وثيقة التأمين على الحياة الخاصة به عندما فشل عمله في مجال الخضراوات المجمدة . ولكن هذا لم يوقف كلارنس بيردسي فقد تحلى بالمثابرة لأنه مازال يؤمن بأن الخضراوات المجمدة مازال لها سوق لذا بدأ من جديد واقترض من أصدقائه بعض الخضراوات المجمدة لتجربتها في الأسواق وهل نجح ؟ لقد باع شركته للأطعمة المجمدة بمبلغ 22 مليون دولار وعلى الرغم من فشله إلا أنه نجح في النهاية لأنه تحلى بالمثابرة والإيمان بما يفعل . العناد مختلف على المثابرة إذا أردت أن تنجح فيجب أن تفرق بين المثابرة والعناد . فالعناد يعني أن يرفض الإنسان الاستسلام ولكن دون تغيير طرقه التي انتهجها . ويرفض الاعتراف بخطئه ويواصل ضرب رأسه بالحائط على الرغم أنه لا يحصل على النتائج التي يرجوها . ومع ذلك يرفض الاعتراف بأخطائه أو محاولة انتهاج طريق آخر . وعندما تعاني من معوقات أو فشل مؤقت فإنه يمكنك استخدام المثابرة لتحقيق النجاح مستعيناً بهذه الخطوات الثلاث البسيطة . 1 . أقنع نفسك بوجود طريقة ما تمكنك من القيام بما تريد . وتذكر أنه لا مشكلة بلا حل طالما أنك مؤمن بهذا المبدأ . وعندما تؤمن بأن الحلول ممكنة فستتمكن من سلوك الطريق الصحيح . 2 . تراجع وابدأ من جديد , ففي كثير من الأحيان تكون مهتماً بالمشكلة للغاية حتى إنك لا ترى الحل , لذا فيجب عليك الاستراحة ثم عد مرة أخرى للعمل على حلها . 3 . كن مثابراً ولا تستسلم أبداً وكتب التاريخ مليئة بالأمثلة لأناس نجحوا بعد الفشل لأنهم لم يستسلموا أبداً , لنكلون , وأديسون , ونيكسون على الرغم من أنه استقال من منصبه كرئيس للبلاد فإنهم جميعاً حققوا أهدافهم نتيجة لمثابرتهم . وأنت أيضاً يمكنك تحقيق أهدافك , وكل ما تحتاج إليه أن تبرمج عقلك الباطن بما تريد وتثابر على عملك وستحقق كل ما تتمناه .""