معادلة نظام الدراسة بمدرسة عين شمس للمتفوقين بالبكالوريا المصرية    إعلان نتائج بطولة الملاكمة بالدورة الرياضية للجامعات والمعاهد العليا دورة الشهيد الرفاعي "53"    وزارة الأوقاف تعقد 574 ندوة علمية حول "الجوار الصالح مفتاح للسكينة والمودة"    وزير البترول يبحث فرص التعاون في المعادن الحيوية مع هانتر الأسترالية    البورصة المصرية تختتم جلسة الخميس 27 نوفمبر بارتفاع جماعي    الاتحاد الأفريقي يدعو الى الإفراج الفوري دون شروط عن رئيس غينيا بيساو    مدبولي: تحرك جاد لتفعيل بروتوكولات التعاون مع الجزائر وتعزيز الشراكة في مختلف المجالات    تدريبات بدنية خاصة للاعبي الزمالك قبل لقاء كايزر تشيفز    بمشاركة منتخب مصر| كل ما تحتاج إلى معرفته عن كأس العرب 2025    تعرف على الطرق البديلة بعد إغلاق ميدان الجيزة وشارع الهرم    الأزهر: التحرش بالأطفال جريمة منحطة حرمتها جميع الأديان والشرائع    حلمي عبد الباقي يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد مصطفى كامل    توزيع جوائز الفائزين بمسابقة أجمل صوت فى تلاوة القرآن الكريم بالوادى الجديد    أحمد السلمان: مهرجان الكويت المسرحي موعد مع الإبداع والاكتشاف    رئيس المجلس الوطني للإعلام بالإمارات يزور عادل إمام.. والزعيم يغيب عن الصورة    مُصطفي غريب ضيف آبلة فاهيتا "ليلة فونطاستيك.. السبت    غلق وتشميع 4 معامل تحاليل ومركزين للجلدية في حملة مكبرة ببني سويف    مقتل سيدة بطلقات نارية في قنا    قراءة في هدية العدد الجديد من مجلة الأزهر، السنة النبوية في مواجهة التحدي    أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي 3 أسابيع بسبب شد الخلفية    عقدة ستالين: ذات ممزقة بين الماضى والحاضر!    توجيهات مزعومة للجنة الدراما تثير جدلا واسعا قبل موسم رمضان 2026    سوريا تعلن إطارا تنظيميا جديدا لإعادة تفعيل المراسلات المصرفية    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    «التأمين الصحى الشامل» يقرر تحديث أسعار الخدمات الطبية بدءًا من يناير 2026    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    أسوان تحصد جائزتين بالملتقى الدولى للرعاية الصحية    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    روسيا تصدر أحكاما بالسجن مدى الحياة بحق 8 أشخاص بشأن الهجوم على جسر رئيسي في القرم    وزارة التخطيط تستعرض الإصلاحات الهيكلية المنفذة منذ يوليو 2024    التحقيق مع 5 عناصر جنائية حاولوا غسل 50 مليون جنيه حصيلة النصب على المواطنين    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    مقتل أكثر من 30 وفقدان 14 آخرين بسبب الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية في سريلانكا    لتعاطيهم المخدرات.. إنهاء خدمة 9 عاملين بالوحدة المحلية وإدارة شباب بكوم أمبو    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    السعودية: 4.8% من سكان المملكة أكبر من 60 عاما    الهلال الأحمر المصري يرسل القافلة ال82 إلى غزة محملة ب260 ألف سلة غذائية و50 ألف بطانية    وزير الشباب والرياضة يستقبل سفير دولة قطر لبحث التعاون المشترك    محامي رمضان صبحي: التواصل معه صعب بسبب القضية الأخرى.. وحالة بوجبا مختلفة    روز اليوسف على شاشة الوثائقية قريبًا    عادل فتحي نائبا.. عمومية المقاولون العرب تنتخب مجلس إدارة جديد برئاسة محسن صلاح    عشرات القتلى و279 مفقودًا في حريق الأبراج العملاقة ب هونغ كونغ    3 قرارات جديدة لإزالة تعديات على أملاك بنك ناصر الاجتماعى    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    المفوضة الأوروبية: ما يحدث في السودان كارثة إنسانية    جامعة بنها ضمن الأفضل عربيًّا في تصنيف التايمز البريطاني    جولة إعادة مشتعلة بين كبار المرشحين واحتفالات تجتاح القرى والمراكز    طقس الخميس.. انخفاض فى درجات الحرارة وشبورة كثيفة صباحا    الأحزاب ترصد مؤشرات الحصر العددى: تقدم لافت للمستقلين ومرشحو المعارضة ينافسون بقوة فى عدة دوائر    وزير الري يستعرض المسودة الأولية للنظام الأساسي واللائحة الداخلية لروابط مستخدمي المياه    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    «امرأة بلا أقنعة».. كتاب جديد يكشف أسرار رحلة إلهام شاهين الفنية    كرة يد - "أتفهم حزن اللاعبات ونحتاج دعمكم".. رسالة مروة عيد قبل كأس العالم للسيدات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تكبح وتوقف توجهات الفشل وتتقدم إلى الأمام ؟
نشر في البداية الجديدة يوم 18 - 09 - 2013

قد يبدو غريباً بالنسبة لك إذا عرفت أن 95 من كل 100 شخص أخفقوا في تحقيق الأهداف المهمة في حياتهم , لأنهم ببساطة استمرأوا الفشل , أو لأنهم فضلوا عدم استغلال إمكاناتهم .
وقبل أن نمضي قدماً في هذا الفصل أعتقد أنه يتعين على تعريف النجاح والفشل من وجهة نظري . وإن كنت أعتقد أن تعريفي لهذين الكلمتين مختلف عن تعريفكم لهما .
فبالنسبة لي فإن النجاح هو التحقيق المستمر للأهداف المنشودة , فإذا كان الشخص يسير في اتجاه تحقيق هدف محدد ذي قيمة اختاره لنفسه فهو بذلك شخص ناجح . فالنجاح هو أن يعمل الشخص في المجال أو في المهنة التي اختارها لنفسه مثل السباك أو الميكانيكي أو الموسيقى أو البائع . والنجاح أيضاً ينطبق على ربة البيت والأم التي أرادت أن تصبح ربة بيت وأماً , وهي بذلك تؤدي عملاً متميزاً في مجالها . وبعبارة أخرى النجاح هو قيام الشخص بعمل ما يريده هو بالفعل , وليس ما يريده شخص آخر مثل الأب والأم على سبيل المثال .
أما الشخص الفاشل فهو من يمتلك الموهبة والقدرة على تحقيق أكثر مما يمتلك بالفعل , والشخص الفاشل هو من لا يمتلك هدفاً محدداً مسبقاً أو من لا يحاول استغلال كل إمكاناته , بغض النظر عن المركز الذي يشغله أو مقدار دخله .
إذن النجاح يتطلب بذل جهد بدني وعقلي , ولكن الحقيقة الثابتة أن الناس كسالى إلى أقصى حد ممكن . وعلى سبيل المثال فإن الشخص الفاشل لا يعنيه العمل بجد بل إنه يتجنب الكفاح ويتفادى ألم الجهد البدني والعقلي ويأخذ الأمور ببساطة .
ومع ذلك إذا لم تكن مستعداً لتقع فريسة لأعراض الفشل وترغب في التغيير للأحسن , فإن هذا الفصل سيساعدك أيما مساعدة عندما تستخدم الأساليب التي سيرد ذكرها هنا لاحقاً .
ستحقق الفوائد الرائعة
1 . عندما تكبح وتوقف توجهات الفشل وأفكاره فإنك ستكون قادراً على توجيه طاقاتك وجهودك في اتجاهها الصحيح , وبالتالي تحقق النجاح في كل ما تفعل .
2 . ستتعلم كيف تركز على الأهداف المهمة بدلاً من إهدار وقتك في تحقيق أهداف ثانوية أو أهداف صغيرة .
3 . سيزيد تقييمك الذاتي وثقتك في نفسك كلما اكتشفت أنك ناجح في كل مهمة توكل إليك .
4 . ستصبح شخصيتك قوية , وتحصل على المركز الاجتماعي واحترام الآخرين وتقديرهم , بالإضافة إلى الجوائز المادية عندما تخلص نفسك من توجهات الفشل وأفكاره واستبدالها بأفكار إيجابية عن النجاح .
الأساليب التي يمكنك استخدامها لتحقق تلك الفوائد الرائعة
كيف تمحو توجهات الفشل وأفكاره ؟
كما أخبرتك آنفاً , فإن عقلك الباطن لن ينسى أي شيء برمجته به , سيحتفظ به حتى يستدعيه عقلك الواعي عندما يحتاجه . وهذا يعني أنك ( أو أي شخص آخر ) لو غذيت عقلك الباطن بأفكار عن الفشل فسيكون المردود أفكاراً سلبية مثل الخوف والفشل لأن النتائج تعادل المعطيات دائماً . أو إذا استمرأت الارتكان ولم تكن على استعداد لبذل المزيد من الجهد المطلوب لتحقيق النجاح , فإن عقلك الباطن بدوره سيركن إلى الراحة , وكما أخبرتك آنفاً لابد أن تحقق نسبة 95% من الجهد والعرق لتحقق النجاح .
ومع ذلك يمكنك التخلص من تلك المفاهيم السلبية التي خزنتها في عقلك الباطن إذا بدأت برمجته بأفكار عن النجاح بدلا من أفكار الفشل . وعندما تفعل هذا سيقرر عقلك الباطن أن عقلك الواعي تخلى عن الفشل , وبالتالي يقوم بدفن أفكار الفشل في أعمق أعماق بنك الذاكرة . وعلى الرغم من ذلك ستظل تلك الذكريات مختزنة في بنك الذاكرة , ولن تطفو على السطح أبداً وتعود إلى عقلك الواعي ما لم تسمح أنت لها بالظهور .
إذن كيف يمكنك تحقيق هذا التغير المهم ؟ بإتباع قاعدة بسيطة وهي بحق المفتاح الذهبي لكل الإنجازات الناجحة , وهذه القاعدة ببساطة هي :
تصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل
هذه العبارة البسيطة الصغيرة هي الصيغة التي ستسمح لك بالتحول من شخص فاشل إلى شخص يحقق نجاحاً باهراً , وهذا لا يعني أنك لن تواجه في طريقك بعض الهزائم المؤقته , ولكن هذا لا يعني أنك قد خسرت الحرب بل خسرت معركة واحدة صغيرة . وفي كل مرة تحاول تنفيذ طريقة ولا تنجح معك ستعرف أن عليك إبعادها من قائمتك والمحاولة من جديد . والآن سأقص لك قصة رجل تعامل مع أسلوب عدم الاعتراف بالفشل وأصبح الآن فوق قمة جبل النجاح على الرغم من الهزائم العديدة المؤقتة .
كان جوزيف بي رئيساً لأحدى شركات التجميل العالمية , والتي تصل أرباحها السنوية إلى عدة ملايين من الدولارات . غير أن الأمور لم تكن تسير على نفس الوتيرة دائماً . فمنذ 25 عاماً مضت كان جوزيف متخرجاً حديثاً في الجامعة ويريد أن يثبت أنه حاصل على درجة علمية في الكيمياء .
كان شعلة حماس متأججة , وكان جوزيف يحاول التوصل إلى مادة تحافظ على مواد التجميل من الفساد والعطب . ولم يكن لديه أي فكرة عن المشاكل غير المتوقعة التي تواجه هذا المشروع . حتى عندما حذرته شركات التوريد التي تورد الأدوية ومستحضرات بالجملة أنه يدخل مجالاً لم يطأه رجل بقدمه إلا وفشل , ولكنه أصر على القيام بهذا العمل ورفض ببساطة أن يتقبل الفشل .
وقال جوزيف : "أنفقت كل ما تمكن من ادخاره من عملي ككيميائي ثالث بشركة لتقنية البترول في تجهيز معمل بالمواد الكيميائية والكمونات اللازمة لتجاربي على مستحضرات التجميل . وكنت أحضر مزيجاً من الصبغة وأضع جزءاً منها في الثلاجة والجزء الآخر أضعه في نافذة المطبخ في الشمس المباشرة , كنت أريد الحصول على تركيبة يمكنها تحمل كل ظروف التخزين المنزلي من حيث درجة الحرارة أو أي معالجة أخرى .
حسناً , لقد أمضيت عامين من العمل الشاق , وفي صباح أحد الأيام وكان الثالث والعشرين من الشهر أجريت تجربتي رقم 179 وكالعادة وضعت جزءأ في الثلاجة وجزءاً على نافذة المطبخ , وبعد أن انتهيت جاءتني فكرة من مكان ما بداخلي , منع تعفن مواد التجميل وتدهور خواصها لا يأتي من مادة من الخارج بل من داخل التركيبة . منع التعفن يأتي من العفن نفسه من داخل مكونات مستحضرات التجميل .
ومن هذا المنطلق لم أدرك عدد التجارب التي أجريتها , وكنت أعرف أنني سأحصل على إجابة , ومنذ لحظة الاكتشاف كان الأمر يسيراً مثل إعادة تكوين صورة البازل التي وقعت على الأرض" .
لقد جعل جوزيف بي الأمر سهلاً كما يقصه علينا اليوم . ولكنه نجح حيث استسلم الآخرون للفشل ورفض قبول الهزائم المؤقتة باعتبارها فشلاً دائماً , وثابع برمجة عقله الباطن بفكرة أنه من المستحيل أن يفشل , لذا نجح .
وأنت أيضاً يمكنك برمجة عقلك الباطن بفكرة استحالة الفشل فهذه العبارة البسيطة هي المفتاح الذهبي الذي يمكنك استخدامه لأغلاق باب الفشل وفتح باب النجاح .
وأود أن أشير هنا إلى الأهمية القصوى لاستخدام الكلمات الملائمة لبرمجة عقلك الباطن بالنجاح بدلاً من الفشل . فعلى سبيل المثال لا ينبغي أن تقول : "أنت لست فاشلاً" , لأن هذه ليست الطريقة الصحيحة لبرمجة عقلك الباطن لتحقيق النجاح . لأن صورة الفشل هي الصورة الوحيدة التي سترتسم داخل عقلك الباطن عندما تستخدم كلمات مثلا لا , أبداً , الفشل .
فالكلمات السلبية لن تبرمج عقلك الباطن حتى لو حاولت قولها بطريقة إيجابية . إذن عليك استخدام الكلمات الإيجابية لبرمجة عقلك الباطن , فبدلاً من أن تقول : "أنا لست فاشلاً" قل "أنا ناجح" .
لا تدع الآخرين يبرمجون عقلك الباطن بأفكار سلبية
والآن سنناقش موضوعاً مهماً ينبغي عليك فهمه , وقد قسمته إلى أربعة عناوين فرعية : (1) كيف يمكن للآخرين برمجة عقلك الباطن ؟ (2) كيف يمكن برمجة الأطفال بطريقة ملائمة ؟ (3) كيف يبرمجون العاملون في مجال الإعلان عقلك الباطن ؟ (4) لا تقبل نصيحة سلبية من الآخرين .
1 . كيف يمكن للآخرين برمجة عقلك الباطن ؟
هناك نقطة مهمة ينبغي عليك تذكرها , وهي أن عقلك الباطن لا يتقبل المقترحات من عقلك الواعي فحسب بل يتقبل المقترحات الواردة إليه من مصادر خارجية عندما يتم تجاهل عقلك الواعي في حال إذا سمحت لها بالحدوث , والآن سأقدم لم مثلاً بسيطاً لكيفية حدوث هذا .
لنفترض أنك تمضي رحلة بحرية فاخرة في الكاريبي , واقتربت من مسافر يبدو مرتعباً وقلت له : "تبدو مريضاً للغاية ووجهك شديد الشحوب , لابد أنك قد أصبت بدوار البحر سأساعدك في الوصول إلى الكابينة" .
فأصيب ذلك الشخص بدوار البحر الذي كان يخشاه طوال الوقت نتيجو للمقترح السلبي الذي زرعته في عقله الباطن .
ولكن إذا قلت نفس المقترح إلى بحار متمرس أو شخص معتاد على السفر بالبحر فمن المتحمل أن يضحك . لأنه بعد قيامه بالعديد من الرحلات يعلم جيداً أن أياً من هذا لن يحدث له , لذا فإن عقله الواعي يرفض مقترحك السلبي ولا يسمح له بالمرور إلى عقله الباطن .
سأضرب لك الآن مثلاً كلاسيكياً لشخص يعرف كيف يتلاعب بمخاوف الناس ويبرمج عقولهم الباطنية لتحقيق ما يريد بنجاح .
كان جون ويلسي صاحب مذهب المنهجية قد حقق نجاحاً باهراً كواعظ إنجليزي , وقد كان على دراية واسعة للكيفية التي يعمل بها العقل الواعي والعقل الباطن .
وكان يفتتح خطبته بالإسهاب في الأوصاف الحية للمعاناة البدنية والعقلية والتعذيب الذي قد يتعرض له مستمعوه مدى الحياة ما لم يؤمنوا بما يدعو إليه .
وباستخدام ويسلي هذا الأسلوب , أسلوب "الترهيب" في مواعظه تحول المئات والآلاف من الناس لأن الشعور المكثف بالخوف لفترات طويلة أرهق أجهزتهم العصبية ونتجت عنه حالة من تقبل المقترحات , وقد تقبل الناس وهم في تلك الحالة السيئة تلك الرسالة الدينية دونما مناقشة , وقد خرجوا من هذه المناقشة الدينية بنماذج سلوكية ثابتة في عقولهم الباطنية .
وفي حالات نادرة يمكنك السماح للآخرين ببرمجة عقلك الباطن عندما يعود عليك الأمر بالنفع , وفيما يلي سأقدم لك مثالاً لذلك :
كان ستانلي زوج ثيلما مدخناً شرهاً يدخن حوالي أربع علب يومياً , وكانت ثيلما تشعر بالقلق على صحته . لذا كل ليلة بينما يجلس عىل مقعده المريح أمام التلفاز في حالة بين النوم واليقظة , وعندما يتوجه إلى الفراش كانت تهمس في أذنه عدة مرات قائلة : "أقلع عن التدخين لأنه يسبب سرطان الرئة" .
وبعد مرور عدة أشهر كانت ثيلما على وشك الاستسلام والتوقف عن القيام بهذا الإجراء عندما فاجأها ستانلي في أحد الأيام قائلاً : "لقد قررت الإقلاع عن التدخين" وعندما سألته عن السبب أجابها قائلاً : "في الواقع أنا لا أعرف السبب الحقيقي , فهناك شيء ما بداخلي يطلب مني الإقلاع عن التدخين وها أنا سأقلع عنه" . حدث هذا منذ أكثر من سبعة أعوام ولم يدخن ستانلي من وقتها .
2 . كيف يمكن برمجة الأطفال بطريقة ملائمة ؟
الأطفال على وجه الخصوص يسهل على الكبار برمجة عقولهم الباطنية , وتقع على عاتق الآباء والمعلمين مسئولية القيام بهذا العمل نتيجة لعلاقاتهم بالأطفال .
وإذا كنت أباً أو أماً فإياك أن تقول لطفلك أنه غبي أو جاهل أو أخرق أو أنه لن ينجح في تحقيق أي شيء . ولدي صديق يكره الرياضيات حتى اليوم , وتحت تأثير التنويم المغناطيسي تمكنا من تتبع سبب تلك الكراهية وعرفنا أن سببها يرجع إلى المعلم الذي كان يقول له عندما يصحح له خطأ : "لن تجيد علم الحساب أبداً" .
وابن اختي الذي ناهز منتصف العشرينات يعجز حتى الآن عن جمع مجموعة بسيطة من الأرقام أو يحسب دفتر الشيكات دون استخدام الآلة الحاسبة , لأن والده كان يعاقبه عندما كان يخفق في حل مسألة حسابية , فكان يأمره بخلع سرواله ويضربه على مؤخرته برأس الحزام . ونتيجة لذلك أصبح ابن أختي يكره أياً من فروع علم الحساب ويرفض عقله الباطن التعامل مع الأرقام نهائياً .
وإذا كان أحد أبنائك يحصل على درجات سيئة في المدرسة فتذكر أن نقدك قد يتسبب في المزيد من الضرر بدلاً من جلب منفعة , فقد تبرمج عقله الباطن بعقدة الدونية , فإخفاق ابنك في اختبار الرياضيات لا يعني أنه فاشل فيها كلية , أو إذا أخفقت ابنتك في الإملاء فإن هذا لا يعني أنها جاهلة أو فاشلة في المدرسة , كل ما في الأمر أنهما أخفقا في اختبار واحد لا أكثر .
وعلى مر السنين تعلمت أن الثناء هو أفضل طريقة لبرمجة عقول الآخرين الباطنية , ولقد دأبت أنا وزوجتي على الثناء على كل ما يفعله أبناؤنا ومازال ذلك دأبنا حتى اليوم .
وعلى سبيل المثال قالت زوجتي في عيد الميلاد الماضي : "أتعرف ؟ لقد حصل أحفادنا على الكثير من جوائز دوري البيسبول المصغر , كما حصل والدهم على عدد من الجوائز في منافسات الجولف , أما تريزا فلم تحصل على أي شيء , لنمنحها جائزة في عيد الميلاد , لنقدم لها هذا الوصف : "أفضل مغنية في العالم" .
وإذا أرادت أن تسألك عن هذا الوصف , فأعتقد أنني أخبرتك آنفاً بأن تقول لها إن أبنائنا الثلاثة مغنون محترفون يكونون فرقة عائلية "شجرة العائلة " وأنها أي تريزا هي مغنية الفرقة .
3 . كيف يبرمج العاملون في مجال الإعلان عقلك ؟
يزيد الإرهاق من سرعة تأثر عقلك الباطن بالمقترحات أو الأوامر التي يتلقاها من مصدر خارجي غير عقلك الواعي .
ومن الطبيعي أن يعمل عقلك الواعي كحارس البوابة , فهو يرشح كل المعلومات السلبية غير المرغوبة ويمنعها من الدخول إلى مخزن الذاكرة الموجود في العقل الباطن .
ولكن عندما يرهق عقلك الواعي فإنه يصبح غير قادر على القيام بالحراسة , ويخفق في أداء مهمته في حماية عقلك الباطن من المقترحات والمؤثرات الخارجية .
ويعرف رعاة الإعلانات التلفزيونية هذا الأمر تمام المعرفة . ولهذا السبب يفضلون الإعلان عن منتجاتهم بكثافة في فترات المساء . وإذا سألتهم عن السبب فسيقولون إن السبب يرجع إلى زيادة عدد المشاهدين في فترات المساء .
وعلى الرغم من صحة تلك المعلومة إلا أنها ليست السبب الرئيسي لتفضيلهم ساعات المساء . فهم يعلمون أن المشاهدين يكونوا مرهقين , أثناء فترة المساء لذا يسهل التأثير على مقترحاتهم من مصادر خارجية .
كما أنهم يعلمون أيضاً أن الخمول الجسدي يعزز الاسترخاء الذهني والسلبية مما يجعل العقل الباطن يستقبل المقترحات الخارجية بقابلية أكبر . وبما أن الكثيرين منا يقضون ساعات المساء في الاسترخاء على مقعد وثير أمام التلفاز , لذا يكونون هدفاً متميزاً للمعلنين المهرة .
وكما فال أحد المسئولين في مجال الإعلانات : "في أثناء فترات النهار تقاوم إرادة الإنسان القوية بكل ما أوتيت من قوة أي محاولة خارجية للتأثير عليها , أما في المساء فيكون الإنسان مرهقاً ويستجيب بسهولة لتأثير المصادر الخارجية , ولهذا السبب يكون رعاة الإعلانات على استعداد لدفع أعلى سعر مقابل الإعلان عن منتجاتهم في فترات المساء" .
ومما ذكر يمكنك أن تعرف أنه لا ينبغي عليك إنفاق الكثير من المال في شراء شيء مثل سيارة بينما أنت مرهق , ولكن التقي مندوب البيع في الصباح بينما عقلك يكون يقظاً وواعياً وقادراً على خوض المعركة معه .
أما التجار الماهرون فيستخدمون أكثر من مجرد حاستي النظر والسمع لبيع منتجاتهم بل يستخدمون حاسة الشم بنجاح . فقد تمكن متجر لبيع الأدوات الرياضية من زيادة مبيعات صنارة صيد السمك ومعدات المعسكرات بمقدار 20% لأنهم وضعوا عطر شجرة الصنوبر في مكيف الهواء .
وفي نيوجيرسي كان هناك متجر يبيع الكعك المحلى , وكانت هناك مروحة الطرد تطلق رائحة حبوب البن وهي تحمص وكذا رائحة خبز الكعك على المارة الذين يسيرون بجوار المتجر , وبالطبع يمكنك تصور ما الذي يحل بهم عندما يكونون جائعين ويشعرون بالبرد خاصة في أيام الشتاء القارسة من شهري يناير أو فبراير . وقد قام أصحاب المتجر بتوسعة ثلاث مرات , ولكن زبائنه مازالوا يقفون بالداخل .
ويقول أحد أصحاب متاجر ملابس السيدات في كاليفورنيا : "إذا تم عرض معطفين من فراء المنك لأحد الزبائن من الرجال وكانت إحدى العارضات تضع عطراً فواحاً مثيراً بينما لا تضع العارضة الأخرى أي عطر , فمن الطبيعي أن يختار الرجل الفراء الذي ترتديه الفتاة التي تضع العطر وبالطبع يكون هذا المعطف أعلى سعراً من الآخر" .
وفي أيوا ارتفعت نسبة مبيعات ملابس المنزل الخاصة بالسيدات إلى الزبائن من الرجال بمقدار 30% عندما تم تعطير مناضد البيع والعرض .
وإذا كان هذا القسم قد ساعدك على معرفة الطريقة التي يبرمج بها مسئولو الإعلانات عقلك الباطن , وبالتالي تحتاط منهم وتحافظ على أموالك , فإن المال الذي دفعته ثمناً لهذا الكتاب قد وضع في محله .
4 . لا تقبل نصحية سلبية من الآخرين .
سيقدم لك الناس كل أنواع النصائح السلبية , وستستمع في كل الأوقات إلى كلمات مثل : "هذا الأمر لن ينجح . . . لا يمكنك القيام بهذا . . . هذا ضرب من المستحيل . . . لا تضيع وقتك في المحاولة . ." . إياك ان تستمع إلى تلك الترهات ودعها تدخل من إحدى أذنيك وتخرج من الأخرى , والأفضل أن تصم أذنيك , وبالتالي لا تسمعها .
العالم مليء بالأناس المتشائمين الذين يحبون تقديم نصائح سلبية دائماً وعلى سبيل المثال طالعت منذ فترة ليست بالطويلة كتاباً عمل على تأليفه أربعون من أبرز المؤلفين , وكان من المفترض أن يتضمن الكتاب نصائح عملية من تلك الكوكبة من المؤلفين . وكنت حينها لم أصبح كاتباً بعد , ومع ذلك فقد بدت لي معظم نصائحهم أنه علي اختيار مهنة أخرى غير الكتابة لأعمل بها .
وفي الواقع قرأت ثلث الكتاب ثم ألقيته بعيداً , لأنه بعد قراءة أربعة عشر فصلاً قرأت الكلمات التالية : "فرص الكاتب الناشئ لنشر كتابه الأول ستكون 50000 إلى واحد" .
لهذا السبب ألقيت بالكتاب لأن قراءته تعد أمراً محبطاً للغاية حتى لكاتب محترف تنشر أعماله , وكان علي أن أعلم أنه كان يفترض بي ألا أشتري هذا الكتاب لأنني قبلها بسنوات قليلة اشتريت كتاباً بعنوان : "مائة فرصة نجاح للكاتب ومائة فرصة فشل" وألقيت به أيضاً , فأنا لا أرى سبباً لقراءة كتاب يعلمك كيف تفشل . وهي طريقة فاشلة لبرمجة عقلك الباطن .
وفي هذا الصدد غالباً ما أتذكر مهندسي الطائرات الذين يمكنهم أن يثبتوا لك مستخدمين ديناميكيات الطيران وقوانين الطبيعة أن النحلة الطنانة لا تستطيع الطيران , إذ يقولون إن حركة دوران أجنحتها ضئيلة للغاية بالنسبة لوزن جسمها الضخم , لذا من الناحية العلمية يستحيل أن ترتفع النحلة الطنانة عن الأرض وتطير في الهواء . ولكن تكمن المشكلة في أنهم نسوا أن يخبروا النحلة الطنانة بذلك , لذا فقد واصلت تركيزها فيما تفعل وأثبتت لتلك الموكبة من نوابغ العلماء عكس ما قالوا .
هذا المثال يعود بنا إلى المفتاح الذهبي لتحقيق النجاح الذي سبق وذكرته , تصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل .
لا تضع لنفسك حدوداً اصطناعية
يمكنك أن تضع لنفسك حدوداً اصطناعية بطرق عديدة . إن إحدى أكثر الطرق شيوعاً أن تضع لنفسك هدفاً يفوق حدود قدراتك أو أن تكون ممن يرضون بأقل القليل . دعني أوضح لك هذا بمثال .
هنري دالي مستشار في مجال إدارة الأعمال والمبيعات , وقد حكى لي قصة من واقع تجربته الشخصية , وعلى الرغم من أن المنهج النقدي الذي ذكره هنري في قصته لم يعد مستخدماً الآن نتيجة للتضخم إلا أن المبدأ في حد ذاته صحيح إلى الآن .
فقد أخبرني هنري قائلاً : "طلبت مني إحدى الشركات أن أعمل لديها كمستشار للمبيعات , وقد لفت مدير المبيعات انتباهي إلى أن أحد البائعين يحقق عشرة الآلاف سنوياً مهما كانت المنطقة التي يعمل بها أو العمولة التي تدفع له .
ونتيجة لتحقيق هذا البائع نسبة مبيعات مرتفعة في منطقة صغيرة فقد أوكلت إليه منطقة أكبر وأفضل . غير أن عمولته في العام التالي كانت نفس العشرة الآلاف دولار التي حققها في المنطقة الصغرى العام الماضي .
وفي العام التالي رفعت الشركة العمولة التي يتقاضاها جميع البائعين غير أن ذاك البائع بقيت عمولته عشرة الآلاف دولار , ثم أوكلت له واحدة من المناطق التي تعد الأقل من حيث المبيعات , فحقق العشرة الآلاف دولار المعتادة .
وعندما تحدثت إلى ذلك البائع وجدت أن المشكلة لا تكمن في المنطقة التي يعمل بها ولكن في تقديره لنفسه . فقد حدد لنفسه مبلغ العشرة الآلاف دولار كربح سنوي , لذا ظل عقله الباطن متمسكاً بهذه الفكرة , وبالتالي لم تؤثر الظروف الخارجية فيه .
لذا عندما أوكلت له منطقة فقيرة عمل بجد وحقق العشرة الآلاف دولار , وعندما أوكلت له منطقة جيدة وجد كل الأسباب مهيأة له ليبلغ هدفه وهو العشرة الآلاف دولار , وعندما حققها في فترة قصيرة سئم العمل في المنطقة وتركها بعد عام , وعلى الرغم من أن الأطباء أجمعوا على أنه لا يشكو من أي مرض عضوي , لكن المذهل أنه تعافى تماماً في أوائل العام التالي !" .
وكما يوضح لك هذا المثال فقد وضع هذا البائع لنفسه حدوداً منخفضة للغاية أي أنه وضع لنفسه حدوداً اصطناعية عمل على أساسها , وبالتالي قلل كثيراً من قدراته وإمكانياته لتحقيق المكاسب .
لا تقارن نفسك بالآخرين
واحدة من أسرع الطرق لبرمجة عقلك الباطن بتوجهات وأفكار فاشلة هي مقارنة نفسك بالآخرين , فعندما تفعل هذا فدائماً ما تلتقي شخصاً أفضل أو أذكى منك .
وعندما تقارن نفسك بالآخرين فإنك تبرمج عقلك الباطن بأفكار سلبية مثل : "إنها أجمل مني . . . إنه أذكى مني . . . إنه يكسب مالاً أكثر مما أفعل ..." وبالتالي تقودك تلك الأفكار إلى المزيد من الأفكار السلبية مثل : "أنا قبيحة . . . أنا غبي . . . أنا فقير" .
ولكن كيف تمنع حدوث هذا ؟ ببساطة لا تقارن نفسك بالآخرين , تنافس فقط مع نفسك , فعلى سبيل المثال إذا كنت بائعاً فلا تقلق من كونك تحقق أعلى مبيعات في الشركة , بل جاهد من أجل تحسين أدائك السابق بزيادة مبيعاتك , وإذا كنت من ضمن الفريق الذي يضم أسرع البائعين , فلا تقلق من ذلك واعمل على تحسين معدل الأسبوع الماضي , وقم بهذا وستصبح على قمة أفضل البائعين إن عاجلاً أو آجلاً .
لا شيء ينجح مثل النجاح
لا تعد عملية برمجة العقل الباطن لتحقيق النجاح مهمة لكبح ووقف الأفكار الفاشلة فحسب , بل إنها هدف واقعي لتحقيق المطلوب , فالعمل ضروري لتحقيق الأهداف , لذا لا تكتفي بالتفكير فقط بل لابد أن تفعل شيئاً .
إنني أتذكر ذلك اليوم جيداً على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً عليه , عندما تلقيت تدريباً متقدماً على يد أحد ضباط المشاة في قاعدة فورت بيننج بولاية جورجيا . وفي أثناء التدريبات الفنية طلب منا اتخاذ قرارات سريعة وكان عنصر الوقت مهماً .
وكان المدربون يقولون لنا دائماً : "افعلوا أي شيء حتى ولو كان خطأ , ولا تقفوا مكتوفي الأيدي , وتذكروا أن الخطة قد تنجح حتى لو كانت سيئة إذا نفذت بحماس وعزيمة , وأن أفضل خطة في العالم لن يكتب لها النجاح لو لم تنفذ . فإذا أردتم النجاح عليكم بالعمل أياً كان" .
لذا أرجو أن تتذكر أنك كلما أجلت العمل على حل المشكلة التي تواجهك , أصبحت أكبر , وشعرت بالقلق من إمكانية عدم حلها . وتعلم أن تثق في الارشاد الداخلي الذي يزودك به عقلك الباطن , واتخذ القرار ونفذه فوراً لأنك إذا لم تفعل فستفشل فشلاً ذريعاً نتيجة لتقاعسك .
وسترى أن الخوف من القيام بأي شيء خطأ هو الذي يصيب الإنسان بالشلل ويتسبب في نتائج خاطئة . لذا اتخذ قرارك واعمل على تنفيذه . وبالتالي ستتلاشى مشاكلك سواء ما فعلته كان صحيحاً أم خطأً .
وكل العظماء هم أولئك الأشخاص الذين يتخذون قرارات سريعة نتيجة للخبرات والمعارف المتراكمة على مر السنين , فعليك التعلم منهم , وضع ثقتك في الإرشاد الذي يقدمه لك عقلك الباطن , وبالتالي تتخذ قراراتك وتتصرف بسرعة , وتصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل وأنك ستحقق النجاح دائماً وأنه لا شيء ينجح مثل النجاح .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.