كأي فرد يحرص علي مستقبل الوطن, فإني أعتقد أننا نحتاج إلي دستور متحضر نعتبره وثيقة تحمي حقوق كل مصري ومصرية, وتؤهل لمستقبل أفضل للأجيال الصاعدة, لذلك أسعدني وصول مسودة الدستور التي أعدتها مشكورة لجنة الخمسين, وأعتقد أن هذه المسودة سوف تعرض علي الناس قريبا للتصويت, لذلك أود أن ألخص فيما يلي دعمي للمسودة واستعدادي لقول نعم: أولا: نحن نحتاج إلي دستور تقبله غالبية الناس لكي تتضح نهاية لسنوات التعثر بعد ثورة 25 يناير.2011 ثانيا: يمثل الدستور المقترح نقلة نوعية في تحديد نظام الحكم في المستقبل, ومسارات التعامل بين الرئاسة والتشريع والقضاء. ثالثا: تحدد المسودة حرية الأديان, وملاءمة التشريع تبعا للشريعة الإسلامية, مع احترام تعاليم المسيحية واليهودية كأديان سماوية. رابعا: يؤهل الدستور حرية الرجل والمرأة والطفل كثلاثي مهم وأساسي لصحة المجتمع, وفي ذلك إثبات مطلق لمفهوم الحريات العامة والخاصة في المجتمع. خامسا: يحدد الدستور المقترح مدة رئاسة الجمهورية, وتحديد سلطات الرئيس, وتعتبر هذه نقلة نوعية من دولة تتبع فردا وأهواءه, إلي دولة القانون والنظام السياسي الصالح. سادسا: تحدد المسودة ألا تقل ميزانية التعليم العالي عن2%, والبحث العلمي عن1% من الدخل القومي, هذه خطوات أولي في طريق الصواب, وعلينا أن نحيي لجنة الخمسين للخوض في هذه التفاصيل لأهميتها في تحديد شخصية مصر المستقبلية, مع أنني شخصيا أعتقد أن دعم البحث العلمي يجب ألا يقل عن2%, ولكني أقبل1% حاليا, علما بأننا نستطيع أن نزيد هذه القيمة بالتعديلات المستقبلية عندما تتضح الأمور للجميع. أعلم أن مسودة الدستور لم تأت بما يكفي عن مدنية النظام, أي الحد من خصوصية العسكر, خاصة البند الخاص بتقنين محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية تحت الظروف الخاصة, وأعتقد أن هذا يؤرق بعض القيادات الشابة التي كانت محركا أساسيا لثورة 2011, وفي الوقت نفسه فإني أعتقد أن ثبات الدولة في الوضع الحالي كان الغرض الأساسي لتدخل الجيش لحماية شعب مصر, لذلك فإن الوضع الحالي يستدعي مكانة خاصة لجيش مصر ليبقي قويا وقادرا علي حمايتها من كل مكروه. كذلك علينا أن نعتبر أن أي دستور في أي دولة يمكن تعديله بعد حين بأغلبية أصوات الشعب, لذلك علينا أن نؤمن بقدرتنا علي تعديل ما يجب تعديله مستقبلا بواسطة ممثلي الشعب في البرلمان الجديد. لذلك فإنني أدعم صوت نعم في انتخابات الدستور المقبلة, والعمل تحت حماية الدستور الحالي سوف يحدد لنا ما يجب أن نعدله مستقبلا, أما الآن فنحن نحتاج إلي تحقيق الاستقرار, والعمل علي إصلاح الوضع, ودعم الاقتصاد, هذا في نظري عموما ما يصبو إليه أبناء وبنات مصر جميعا, والله الموفق. لمزيد من مقالات د.فاروق الباز