شغل تنظيم القاعدة العالم كله علي مدار سنوات, فهو حركة أصولية إسلامية متعددة الجنسيات تأسست في أواخر عام1989 لمواجهة الاتحاد السوفيتي بشكل أساسي, بينما يقول قادتها أنهم يعملون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية. في البداية كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية في أفغانستان بدعم من الولاياتالمتحدة التي كانت تنظر إلي الصراع الدائر في أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة والأفغان المجاهدين من جهة أخري, علي أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفييتي, مولت الولاياتالمتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي ب' عملية الإعصار'. بعد خروج السوفييت من أفغانستان أصبحت الساحة خالية لمدة سبع سنوات وأصبحت مسرحا لاقتتال حلفاء أمريكا علي السلطة والحكم, وكانت حركة طالبان التي تسيطر علي أفغانستان في ذلك الوقت قد وفرت ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن بعد أن أعلنت السودان أنه غير مرحب بهم فيها علي خلفية محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الوزراء المصري عاطف صدقي عام1993, وهو نفس العام الذي تم فيه اختيار أيمن الظواهري قائدا ميدانيا لتنظيم القاعدة حيث أوكلت إليه مهمة إعادة تنظيم الأوضاع في منطقة شرق أفريقيا. عام1996 أعلن تنظيم القاعدة الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من البلدان الإسلامية, وأصدر بن لادن فتوي اعتبرت بمثابة إعلان حرب عام علي الولاياتالمتحدة, وتحت هذه الذريعة تم استخدام هذا الإعلان لضرب مصالح وطنية حتي في البلدان الإسلامية والقيام بعمليات استهدفت مدنيين في هذه المدن. امتدت عمليات القاعدة إلي اليمن والصومال وأوروبا ودول إفريقيا, وبعد سقوط العراق في قبضة الاحتلال الأمريكي كثفت القاعدة عملياتها في المدن العراقية واستهدفت مناطق مدنية متعددة أغلبها في الجنوب والوسط العراقي كما استهدفت مواقع للحكومة والجيش والشرطة. وفي عام2011 قتل أسامة بن لادن قائد التنظيم في عملية اقتحام أشرفت عليها المخابرات المركزية الأمريكية ونفذتها قوات أمريكية خاصة في آبوت آباد التي تبعد نحو120 كم عن إسلام آباد.