تنظيم القاعدة هو منظمة وحركة متعددة الجنسيات سنية إسلامية أصولية، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988 وأوائل 1990، تدعو إلى الجهاد الدولي. ترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد هاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن حرب دولية على الإرهاب. تشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية، والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان. تشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام. تُصنف القاعدة كمنظمة إرهابية من قبل كل من مجلس الأمن والأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية للاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأمريكية والعديد من دول العالم. البداية كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة السوفيت (الشيوعيين) في الحرب السوفيتية في أفغانستان، بدعم من الولاياتالمتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة، والأفغان المحاربين لهم من جهة أخرى، على أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفيتي. وموّلت الولاياتالمتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية. في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمين للقاعدة (الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب") للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني، بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب، الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة، تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن. وأسس عبد الله عزام وبن لادن مكتب الخدمات في بيشاور (باكستان)، وافتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد في الولاياتالمتحدة، أبرزها كان مركز اللاجئين (كفاح) في مسجد الفاروق في شارع الأطلسي ببروكلين. ومن بين أبرز الشخصيات في مركز بروكلين، الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن، رائد عملية تجنيد المجاهدين في أفغانستان. يُعتقد أن المجاهدين الأفغان في الثمانينيات، كانوا مصدر إلهام لجماعات إرهابية في دول مثل أندونيسيا والفلبين ومصر والسعودية والجزائر والشيشان ويوغوسلافيا السابقة. مع نهاية المهمة العسكرية السوفيتية في أفغانستان، أراد بعض المجاهدين توسيع نطاق عملياتهم لتشمل مدّ الجهاد الإسلامي في أجزاء أخرى من العالم، كإسرائيل وكشمير. ولتحقيق تلك الطموحات، تشكّلت عدة منظمات متداخلة ومتشابكة ومنها تنظيم القاعدة، الذي شكله أسامة بن لادن، الذي تمنى القيام بعمليات غير عسكرية في مناطق أخرى من العالم، ولكن في المقابل كان عزام يريد الاستمرار في التركيز على الحملات العسكرية. وبعد اغتيال عزام في عام 1989، انضم عدد كبير إلى تنظيم ابن لادن. عاد أسامة بن لادن إلى المملكة العربية السعودية 1990 أثناء أزمة الخليج، وعرض خدمات مجاهديه على الملك فهد بن عبد العزيز لحماية المملكة العربية السعودية من الجيش العراقي، ولكن العاهل السعودي رفض عرض بن لادن، واختار بدلا منه السماح للقوات الأمريكية والقوات الحليفة بالانتشار على الأراضي السعودية، وهو ما أثار غضب بن لادن، لأنه كان يؤمن بأن وجود القوات الأجنبية في "أرض الحرمين" يعتبر انتهاكًا للأراضي المقدسة. وبعد أن انتقد علنًا الحكومة السعودية لإيوائها الجنود الأمريكيين، نُفي إلى السودان. وسحبت منه الجنسية السعودية في 9 أبريل 1994، وتبرأت منه عائلته علنًا. أهم فتاوي القاعدة إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك، حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من قبضتهم. وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام. الهيكل التنظيمي أسامة بن لادن هو الأمير، ورئيس هيئة عمليات القاعدة ويعاونه مجلس الشورى، الذي يتألف من كبار أعضاء القاعدة، والذي قدره مسئولون غربيون بنحو عشرين إلى ثلاثين شخصا. يتولى أيمن الظواهري منصب نائب رئيس عمليات القاعدة، بينما يتولى أبو حمزة المهاجر زعامة تنظيم القاعدة في العراق. وتتوزع المهام داخل التنظيم كالآتي: "اللجنة العسكرية": هي المسئولة عن عمليات التدريب وتوفير الأسلحة والتخطيط للهجمات. "لجنة المال/الأعمال": هي التي تمول العمليات من خلال الحوالات، وتوفر تذاكر الطيران وجوازات السفر الزائفة، وتدفع الأموال لأعضاء القاعدة، وتشرف على أرباح الأعمال. وفي تقرير لجنة 9 /11، تم تقدير أن القاعدة تحتاج مبلغ 30 مليون دولار أمريكي سنويًا لإجراء عملياتها. "لجنة الشريعة": تراجع الشريعة الإسلامية، وتقرر مطابقة مسارات العمل للشريعة. "لجنة الدراسات الإسلامية/الفتاوى": تصدر الفتاوى مثل فتوى عام 1998 التي تحرض المسلمين على قتل الأمريكيين. "لجنة الإعلام": تشكلت في أواخر التسعينيات، والتي تولت إصدار نشرة إخبارية، والعلاقات العامة. وفي عام 2005، شكّل تنظيم القاعدة "السحاب"، بيت الإنتاج الإعلامي لها، لتوفير احتياجاتها من المواد المرئية والمسموعة. عدد الأفراد الذين ينتمون إلى التنظيم غير معروف.