لم تكن مفاجأة تورط جماعة الإخوان الارهابية في تدبير وتنفيذ الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال الفترة التالية لخلع المصريين الرئيس السابق محمد مرسي, لكن المفاجأة في مواصلة هذه الجماعة انكار صلتها بها, وأنها تلتزم بالسلمية مع أن الشهود والقرائن كلها تؤكد تغلغل الفكر الإرهابي داخلها ولدي من يؤيدها. وبالتأكيد فإن الإخوان وكعادتهم سوف يسارعون إلي نفي صحة ما أعلنه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم, أمس من تفاصيل ضلوعهم في مهاجمة قوات الشرطة والجيش والمدنيين في سيناء وخارجها, وأنه لا توجد علاقة لهم بتنظميات, مثل أنصار بيت المقدس, وينسون أن هذه الجماعات خرجت من عباءة ورحم الجماعة وفكرها التكفيري وتدين لها بالولاء والسمع والطاعة, وأن ما تنفذه من اعمال إرهابية يستهدف أولا وأخيرا إعادتهم للسلطة, أي أنهم هم المستفيدون من تلك الجرائم البشعة. لقد كانت أمام الإخوان الكثير من الفرص المهدرة سواء وهم في الحكم أو بعد تركهم له تحت ضغط الإرادة الشعبية التي عبر عنها الملايين الذين خرجوا للشوارع في الثلاثين من يونيو, للمطالبة برحيلهم, بعدما تيقنوا من أن وجودهم سيلحق أضرارا بالغة بمستقبل وحاضر مصر, ويتذكر اعضاء الجماعة أن الإرهابيين الذين يعبثون فسادا في المحافظات الآن خرجوا من السجون وجاءوا من الخارج برعاية الإخوان وموافقتهم, حتي يكونوا الظهير الذي يتم الاستعانة به وقت اللزوم, فهذه العناصر الإرهابية كانت الكارت الذي استخدمته الجماعة لحرق الوطن بمن فيه. وعلي الإخوان أن يدركوا أنهم هم من احرقوا جسور الود والتفاهم مع أبناء الشعب المصري, وخيروا الناس بين حكمهم أو قتلهم باسم الدين, ولم يتجابوا منذ اللحظة الأولي مع دعوات الحفاظ علي البلد وأمنه واستقراره, والانخراط في المصالحة الوطنية اعلاء لمصالح مصر ومستقبلها, وعليهم ان يعلموا ان المصريين لن يقبلوا ولن يرضخوا للإرهاب مهما كانت ضرباته وسيظلون دوما يدا واحدة في مواجهته. لمزيد من مقالات راى الاهرام