وسط أجواء من التشاؤم تخيم علي المنطقة, يبدأ جون كيري وزير الخارجية الامريكية جولة جديدة له في الشرق الأوسط بلقاء اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في القدسالمحتلة, ويتبعه غدا باجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في رام الله. ورغم الأنباء التي ترددت سابقا عن اعتزام الوزير كيري طرح مشروع اتفاق اطار لتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي إلا ان أغلب المراقبين يستبعدون امكانية حدوث اختراق في جولة كيري نظرا لأن الحقائق علي الأرض لا تشي بإمكانية حدوث مثل هذا الاختراق.. فإسرائيل وحتي هذه اللحظة مازالت مستمرة في سياسات وخطط الاستيطان والتهويد, وكذلك ممارسات القمع والمواجهة علاوة علي التوسع في الاعتقالات والتشدد إزاء أي محاولات للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين. ولعل أحدث دليل علي هذه المواقف الإسرائيلية المتعنتة تبني اللجنة الوزارية الإسرائيلية قبل أيام مشروع قانون يقضي بضم غور الأردن الي الحدود بين الضفة الغربيةوالاردن, حتي في حالة التوصل إلي اتفاق سلام مع الفلسطينيين متبنية في ذلك موقف صقور اليمين الاسرائيلي خاصة ان الجانب الفلسطيني يعتبر ان غور الاردن أرضا فلسطينية وخطا احمر لا يمكن لأحد تجاوزه فما بالنا لو علمنا ان غور الاردن يشكل وحدة ثلث الضفة الغربية؟ بالاضافة إلي ذلك فان قضايا التسوية النهائية مثل الأمن ومستقبل القدس ومصير اللاجئين وترسيم الحدود من القضايا المعقدة والتي لها بعد إقليمي واضح يستدعي انخراط المزيد من الاطراف في المفاوضات وعدم انفراد الجانب الامريكي وحده بطرح رؤاه لمثل هذه القضايا الشائكة. كل هذه الأمور لا تجعل المراقب المحايد يحدوه التفاؤل إزاء جولة كيري الجديدة أو تجعل احدا يتوقع الكثير منها. لمزيد من مقالات راى الاهرام