مع اقتراب السابع من فبراير2014 الموعد المحدد لافتتاح دورة الالعاب الاوليمبية الشتوية تتصاعد موجة العمليات الارهابية الانتحارية في عدد من ارجاء الدولة الروسية وان تركزت في فولجاجراد لما تتسم به من سمات اثنية وجغرافية وتاريخية, علي ان ذلك لا ينفي بطبيعة الحال الكثير من المشتركالذي يقول بضرورة التعاون بين موسكوومصر في مجال مواجهة مثل هذه العمليات الارهابية. الملامح الرئيسية للكثير من هذه العمليات الارهابية تقول أن الفاعل معروف وإن اختفي وراء ستار فضفاض. وثمة من يتوقع ان يكشف عام2014 عن الكثير من ملامح استراتيجية القوي الغربية والعربية التي تقف وراء الارهاب, ليس في روسيا وحدها بل وفي العديد من البلدان التي تخطب ود هذه الدولة, وتتخذ من مخططات القوي المناوئة لها موقفا عنيدا بعيدا عن المهادنة او حساب المصالح الانية الضيقة. ولعله ليس من قبيل الصدفة ان تتواكب العمليات الارهابية والتخريبية في كل من مصر وسوريا وبلدان عربية وافريقية اخري مع تصاعد العمليات الارهابية في روسيا وإن اختلفت الدوافع الظاهرية. وكان الامس القريب سبق وسجل عددا من الملاحظات التي يمكن تناولها من منظور العداء المشترك لجماعة الاخوان المسلمين ومثيلاتها من التنظيمات الدينية المتطرفة التي ترتبط تاريخيا بهذه الجماعة الارهابية. ويذكر المراقبون ان موسكو ادرجت هذه الجماعة ضمن قائمة المنظمات الارهابية بقرار من المحكمة العليا في فبراير2003, فيما رفضت طلب الرئيس المعزول محمد مرسي برفعها من هذه القائمة, في الوقت نفسه الذي بادرت فيه الادارة الامريكية بالاعراب عن قلقها تجاه القرار المصري حول اعتبارها منظمة ارهابية ما يشير ضمنا الي مباركة غير مباشرة من جانب واشنطن لهذه التنظيمات وهو ما ليس بخاف عن القيادة السياسية الروسية. ولعل ذلك يفسر ما اصدره بوتين من قرارات ومراسيم امنية تتسم بالتشدد والصرامة وتعيد الي الاذهان الكثير من مواقفه ابان حملته السابقة التي نجحت في وأد الحركات الانفصالية في القوقاز, تأكيدا لان امن بلاده فوق اي اعتبار. وكان بوتين اعلن منطقة الالعاب الاوليمبية في جنوبروسيا, منطقة عمليات محظور دخولها دون تصاريح خاصة, وهو ما قد يكون سببا في تصعيد الارهابيين لنشاطهم في المناطق الجنوبية القريبة من سوتشي ومنها شمال القوقاز وفولجاجراد. ويذكر الكثيرون تصريحات الارهابي الشيشاني دوكو عمروف امير شمال القوقاز التي هدد فيها بتصعيد عملياته الارهابية مع اقتراب موعد دورة سوتشي الاوليمبية واعلانه مسئوليته عن الكثير من العمليات التخريبية الاخيرة واعداد فرق الانتحاريات علي نهج سلفه الراحل شاميل باسايف. وكان سكان فولجاجراد استيقظوا صباح الاثنين الماضي علي وقع انفجار هائل اطاح بتروللي باص اسفر عن مصرع14 واصابة ما يزيد علي35 حسب التقديرات الاولية, ولم يكونوا افاقوا بعد من صدمة العملية الانتحارية الاولي التي وقعت قبل ذلك بيوم واحد واسفرت عن مصرع17 واصابة ما يزيد علي الاربعين في محطة القطار التي تعتبر واحدة من اكبر محطات السكك الحديدية الروسية وقد اشارت المصادر الامنية إلي تمركز اعداد كبيرة من النازحين من شمال القوقاز في هذه المنطقة ومنم كثيرون من الوهابيين وذوي الافكار الدينية المتطرفة ممن نجحوا في استقطاب عناصر سلافية الاصل كشفت الاجهزة الامنية عن مسئوليتها تجاه ارتكاب العمليات الارهابية الاخيرة. وكان عدد من فصائل المعارضة الروسية بادر بمطالبة الرئيس بوتين باعلان المناطق الجنوبية الروسية منطقة عمليات خاصة للدفاع ضد الارهاب او بقول آخر فرض حالة الطوارئ بما يتبعها من حد للحريات وفرض الرقابة علي التليفونات والصحف ونشاط منظمات المجتمع المدني, وتوسيع دائرة العمليات الاستباقية ضد ممثلي المنظمات المتطرفة, واغلاق المراكز التعليمية الدينية ذات التوجهات الوهابية.