جاء قرار وزارة الأوقاف بضم جميع المساجد التابعة للجمعيات المحظورة والمجمدة, ليضع حدا لحالة الفوضي في المشهد الدعوي, والتي تمثلت في استخدام المنابر لخدمة التيارات السياسية, فهذه المساجد لم تكن تخضع للإشراف الدعوي للأوقاف, والخطاب الدعوي فيها لم يكن متوافقا مع المنهج الأزهري, لأن القائمين علي الدعوة في هذه المساجد ليسوا من خريجي الأزهر. علماء الدين من جانبهم أشادوا بقرار الأوقاف, وأكدوا أنه جاء في الوقت المناسب, لأن الوزارة هي الجهة الوحيدة المسئولة عن أمور الدعوة والمساجد في مصر, كما طالبوا الأوقاف بضرورة الاهتمام بالجوانب الدعوية في هذه المساجد بعد ضمها, وأن يتم اختيار مجموعة من كبار علماء وأساتذة الأزهر للقيام بأمور الدعوة والخطابة في هذه المساجد, لأن هؤلاء العلماء مشهود لهم بالوسطية والاعتدال والعلم ولا يمكن لأحد أن يزايد عليهم. وقال الدكتور زكي عثمان, أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن هذا القرار جيد لأن الفترة الحرجة التي تعيشها البلاد حاليا, تحتاج إلي خطاب دعوي يجمع ولا يفرق, وطالب وزارة الأوقاف بضرورة أن تولي هذه المساجد اهتماما كبيرا من الناحية الدعوية, لأن الخطاب الدعوي لابد أن يتناسب مع المرحلة الراهنة, ولابد أن يكون هناك البديل الأكفأ والأعقل ليقوم بمهمة الدعوة والخطابة في هذه المساجد, واقترح أن تقوم وزارة الأوقاف بتخصيص أساتذة وعلماء من جامعة الأزهر للخطابة في هذه المساجد, وخصوصا في الوقت الحالي, لأن ذلك سيكون له مردود كبير علي رواد المساجد, فالكل يعلم أن أساتذة جامعة الأزهر قادرون علي القيام بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة, ولن يستطيع أحد أن يزايد عليهم. ومن جانبه قال الدكتور علوي أمين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن هذا القرار سيكون له مردود إيجابي كبير علي العمل الدعوي, فهذا القرار يعني العودة لمنهج الأزهر القائم علي الوسطية والاعتدال, وأن تكون المنابر والمساجد للدعوة والعبادة والذكر, وليست للدعاية الانتخابية أو الحشد لتيارات سياسية, لأن هذه المساجد كانت تستخدم في الدعاية الانتخابية والترويج للتيارات السياسية, وقد حدثت مشكلات كثيرة داخل المساجد بسبب هذه الممارسات, التي تتنافي مع قدسية ومكانة المساجد في الإسلام, وناشد وزارة الأوقاف بضرورة أن تحسن اختيار أئمة وخطباء هذه المساجد, ويكفي ما حدث في الفترة الماضية من تجاوزات أثرت بشكل كبير علي دور المسجد. وأشار الدكتور محمد أبو هاشم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق الي أن هذا القرار يعد تصحيحا لمسار الدعوة في المساجد, لأن وجود مساجد تتبع أكثر من جهة, أدي إلي خلل في المنظومة الدعوية, لأن هذه المساجد كانت تستخدم لصالح تيارات معينة, وهذا في النهاية أدي إلي وجود خلل في الأفكار والمفاهيم, نتيجة التحيز لصالح تيارات سياسية وحزبية, واستخدمت المساجد لخدمة هذه التيارات والجماعات, والمؤكد أن وجود مساجد تابعة لجمعيات ولا تخضع للسياسة الدعوية للأوقاف, كان يمثل خطرا شديدا علي الدعوة, مشيرا إلي أن قرار ضم مساجد الجمعيات المحظورة والمجمدة للأوقاف, سيكون له مردود إيجابي كبير علي الدعوة في الفترة القادمة, وذلك من خلال توحيد الفكر الدعوي.