أكد علماء الأزهر الشريف أن حمل السلاح وترويع الآمنين حرام شرعا, وأن ما تقوم به التنظيمات والجماعات من أعمال الترويع والإرهاب واستحلالهم دماء المسلمين تخرجهم عن ملة الإسلام, وأن من يتعاطف مع هذه الجماعات هم المغيبون, لأنهم لم يعملوا عقولهم في ضوء أدلة الشرع ليعلم إن كانت هذه الفئة علي ضلال أم أنها علي حق. وأكد علماء الأزهر أن ما تقوم به الجماعات الإرهابية من قتل لرجال الأمن يخالف ما جاء في الشريعة الإسلامية والأديان السماوية ويخرج من قام به من الملة, وقال الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء, إن ما يحدث مخالف لتعاليم الإسلام وجميع الشرائع السماوية, مطالبا بتطبيق العدالة والقانون بحزم وشدة علي كل من يحمل السلاح. مشيرا إلي أن تفجير وحرق المنشآت العامة والخاصة, هي محاولة لزعزعة استقرار وأمن الوطن, وان هذه الأفعال النكراء محرمة في كل الأديان السماوية, وطالب بتوقيع أقصي العقوبة علي من يرتكبون تلك الأفعال التي تخالف قول الرسول صلي الله عليه وسلم من روع مؤمنا أخافه الله يوم القيامة. وأكد الدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية السابق, أن أعمال البلطجة واستخدام العنف والقوة لترويع الناس أو أخذ ممتلكاتهم, يعد كبيرة من كبائر الذنوب, وأن انتشارها يقضي علي الأمن والاستقرار الذي حرصت الشريعة الإسلامية علي إرسائه في الأرض, وجعلته من مقتضيات مقاصدها, التي من ضمنها الحفاظ علي النفس والعرض والمال. وقال الدكتور علي جمعة, أن تلك الأفعال كبيرة من كبائر الذنوب وتدخل في باب الحرابة والذي شدد القرآن الكريم علي الحد فيها وغلظ عقوبتها أشد التغليظ, وسمي مرتكبيها محاربين لله ورسوله, وساعين في الأرض بالفساد وقال: إن الشرع أوجب علي الأفراد والمجتمعات أن يقفوا بحزم وحسم أمام هذه الممارسات الغاشمة وأن يواجهوها بكل ما أوتوا من قوة حتي لا تتحول إلي ظاهرة تستوجب العقوبة العامة. خارجون عن الإسلام من جانبه قال الدكتور عبدالفتاح إدريس, أستاذ الفقه بجامعة الأزهر, إن حمل السلاح علي المدنيين أو رجال الشرطة أو الجيش, وتوجيه هذا السلاح نحو المسلمين معصومي الدم, يخرج من الملة, ذلك لأنهم باستحلالهم ذلك ينكرون معلوما من الدين بالضرورة. وأكد أن من يتعاطفون مع هذه الجماعات الإرهابية هم المغيبون, وهؤلاء فريقان: فريق لا ينتمي لهم وهذا كالأنعام بل هو أضل من الأنعام, وذلك لأنه لم يعمل عقله في ضوء أدلة الشرع ليعلم إن كانت هذه الفئة علي ضلال أم أنها علي حق. ليسوا شهداء وقال الدكتور عبد الفتاح إدريس: إن الذين يدعون أنهم يجاهدون في سبيل الله, ويرتكبون مثل هذه الأفعال ولا ينطبق عليهم أي مسمي أو أي نوع من الجهاد المشروع أو غير المشروع لأن ما يرتكبونه هو جرائم لا تمت إلي الإسلام بصلة, وان قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق يعتبر خروجا من الملة باتفاق العلماء والسلف الصالح, ولا يجوز أن يطلق علي هؤلاء لفظ شهيد سواء في الدنيا أو الآخرة خوارج العصر وفي سياق متصل, يؤكد الدكتور أحمد محمود كريمة, أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, أنه بالاستقراء بالتاريخ سنجد أن أحداث العنف والإرهاب الحالية التي يقوم بها جماعة الإخوان, بالرغم من غرابتها علي المجتمع المصري فإنها موجودة في الشأن الديني, فهذا هو فكر الخوارج, الذين قتلوا سيدنا علي رضي الله عنه, وسمموا بدن سيدنا الحسن رضي الله عنه, رغم تنازله عن الخلافة لسيدنا معاوية, وقتلوا سيدنا الحسين رضي الله عنه, وهم يصلون أيضا ويقرأون القرآن, ولكنهم في الحقيقة لا دين لهم ولا مذهب سوي المصلحة الخاصة لهم, وهؤلاء هم الخوارج علي حسب وصف الرسول صلي الله عليه وسلم.