لم تعرف البشرية دينا ولا حضارة عنيت بالمرأة أجمل عناية وأتم رعاية كالإسلام, فقد تحدث عن المرأة وأكد مكانتها وعظم منزلتها, وقرر لها الحقوق والواجبات كالرجل سواء بسواء. إلا ما كان خاصا بها ويتناسب مع فطرتها. وأكد علماء الأزهر أن الوطن في حاجة ماسة إلي جهود كل أبنائه وأطيافه, وشدد العلماء علي أن الوطن يحتاج إلي جهود المرأة ومشاركتها الإيجابية, في بناء الوطن. وحول دور المرأة ومكانتها في الإسلام يقول الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية. أن المرأة شريك أساسي في المجتمع ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتجاهل دورها في النهضة, أو أن نهمش من وجودها فهي ركيزة وركن ركين في بناء المجتمع والنهضة والأمة عامة, فهي تمثل المجتمع ككل, لأنها تشكل نصف المجتمع وتلد لنا النصف الآخر, وعليه يجب أن يكون لها النصيب الأكبر في صناعة النهضة وبناء الحضارة, والإسلام حينما جاء قضي علي كل أنواع التمييز, التي من بينها التمييز ضد المرأة, وأعطاها ما أعطي الرجل من تكليفات وحقوق وواجبات, والمرأة شاركت عبر التاريخ الإسلامي بدور عظيم لا ينكره أحد عليها, بدءا من أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلي الله عليه وسلم وإلي عصرنا هذا. وأضاف: أن تمثيل المرأة سواء في المؤسسات المنتخبة أو مؤسسات الدولة ينبغي أن يتم علي أساس الكفاءة والخبرة لا التمثيل من أجل التمثيل أو إثبات حالة, لأن هذا قد يضر بقضية المرأة, بل ينبغي أن يكون تمثيلها فعالا. من جانبه قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي, أستاذ التفسير بجامعة الأزهر, أن المجتمع المتحضر له ضلعان لا يستقيم إلا بهما هما المرأة والرجل, كما أن الإسلام ضمن للمرأة مشاركة فعالة في كل نواحي الحياة ومنها الناحية السياسية فلا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل رأيها كما أن مشاركتها في الحياة السياسية ضرورة ملحة وهي عنصر أساسي في بناء مجتمع صحيح الأركان متكامل البنيان. وفي سياق متصل شدد الدكتور سيف رجب قزامل, الأستاذ بجامعة الأزهر, علي ضرورة مشاركة المرأة في الاستحقاقات الوطنية المقبلة التي يكون في مقدمتها الاستفتاء علي الدستور, ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية بغض النظر عن التقدم أو التأخر في ترتيبها, فبما أن المرأة تمثل نحو نصف المجتمع بنسبة تزيد علي49% من القوة التصويتية, فإن مشاركتها أو صوتها قد يكون حاسما في تصحيح مسيرة الوطن وتمكينه من تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها إلي مرحلة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء. وأكد أن البشرية لم تعرف دينا ولاحضارة عنيت بالمرأة أجمل عناية وأتم رعاية كالإسلام, فقد تحدث عن المرأة وأكد مكانتها وعظم منزلتها, وجعلها مرفوعة الرأس عالية القدر, لها الاعتبار الأسمي والمقام الأعلي, حيث تتمتع بشخصية محترمة وحقوق مقررة وواجبات معتبرة, ومع هذا فقد كلفها الله عز وجل, مثلما كلف الرجل سواء بسواء, إلا ما كان خاصا بها ويتناسب مع فطرتها, رحمة بها ومراعاة لضعفها, فهي كالرجل في المطالبة بالتكاليف الشرعية, وما يترتب عليها من جزاءات أو عقوبات, ولقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أن خصص لها سورة من القرآن سماها سورة النساء فدل ذلك علي اهتمام الإسلام بالمرأة اهتماما كبيرا, بخلاف ما كان عليه أمرها في الجاهلية قبل الإسلام. حقوق مضمونة وحول حقوق المرأة في الإسلام, وأحقيتها في تولي المناصب القيادية, يقول الدكتور أحمد محمود كريمة, أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, إن المرأة لها حق العمل بما يتلاءم مع طبيعتها, فالمعتبر الكفاءة لا النوع والصلاحية للممارسة العملية وتولي الوظائف, ولا توجد نصوص دينية تحظر ممارسة المرأة للأعمال الشريفة والمهام والوظائف والمناصب, إلا بعض المهام بما يعرف بوظائف دينية تتصل بالشعائر الدينية فتعارف أهل الشرائع علي قصرها علي الرجال دون النساء لطبيعة هذه الوظائف, وللمرأة شغل مناصب قيادية طالما تصلح لها من جهة الكفاءة ففي التاريخ الديني ملكة سبأ باليمن, والتاريخ الوطني شجرة الدر بمصر في أحلك ظروف مواجهة حملات صليبية, بالإضافة إلي مواقع قيادية من بعض أمهات المؤمنين كالسيدة عائشة, رضي الله عنها.