بعد ساعات من إعلان موسكو عن منحة إلي كييف بقيمة15 مليار دولار, أكد ميكولا أزاروف رئيس الوزراء الأوكراني أن بلاده نجت من الافلاس و الانهيار الاقتصادي بفضل هذه الصفقة التاريخية. وفي أول رد فعل, طالب عشرات الآلاف من المحتجين في أوكرانيا الرئيس فيكتور يانكوفيتش بالاستقالة. واتهموه ببيع بلاده إلي أسياده السوفيت السابقين في موسكو, داعين إلي مظاهرات حاشدة خلال اليومين المقبلين. ووسط أزمة سياسية عاصفة تمر بها أوكرانيا, رحب أزاروف بالاتفاق التاريخي الذي تم ابرامه بين رئيس بلاده فيكتور يانكوفيتش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول, مشيرا إلي أنه كان يمثل الخيار الوحيد أمام كييف في وقت أزمتها الإقتصادية, وأنه سيسمح بتنفيذ خطط تحديث الاقتصاد الواسعة. وأكد أنه كان من المستحيل أن توقع أوكرانيا علي اتفاق مشاركة مع الاتحاد الأوروبي, وأوضح أن ذلك كان من شأنه أن يضطر كييف إلي قبول شروط متعسفة لصندوق النقد الدولي بشأن الاصلاح الاقتصادي. وأصدر رئيس الوزراء تحذيرا صريحا للمعتصمين في ميدان الاستقلال بوسط العاصمة احتج اجا علي رفض الحكومة الحالية إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وأكد أزاروف أن حكومته لن تسمح بعد الآن بزعزعة استقرار البلاد. وفي غضون ذلك, تصاعد الغضب بين المعارضة الأوكرانية, بسبب الصفقة التي اعتبروها استسلاما لموسكو. وهددوا بالاستمرار في الضغط من أجل اجراء انتخابات مبكرة. وأمام حشد من50 ألف متظاهر في ميدان الاستقلال بكييف, اتهم فيتالي كليتشكو زعيم المعارضة, الرئيس يانكوفيتش بأنه استخدم أوكرانيا ك رهن. في الوقت ذاته, اتهم سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الدول الغربية بممارسة ضغوط علي أوكرانيا للدخول في علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي, رغم قبول كييف حزمة الإنقاذ الروسية. وأعرب في خطاب أمام البرلمان الروسي عن دهشة بلاده إزاء استمرار هذه الضغوط رغم الاتفاق الذي أبرم أمس الأول. وفي واشنطن, صرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض, بأن بلاده غير منبهرة بالاتفاق, وأوضح أن الاتفاق لا يهدئ من قلق آلاف المحتجين في ميدان الاستقلال. وفي برلين, حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من إشعال المزيد من الصراع حول أوكرانيا, مؤكدة أن المواجهة لن تقود إلي أي شئ. و أعربت عن أسفها إزاء تراجع الرئيس الأوكراني عن اتفاق المشاركة مع الاتحاد الأوروبي. وأبرم يانكوفيتش و بوتين الصفقة مساء أمس الأول في موسكو, وبمقتضها ستقوم روسيا بشراء سندات من أوكرانيا بقيمة15 مليار دولار, كما ستخفض سعر صادراتها من الغاز الطبيعي الي كييف بنحو الثلث, اعتبارا من شهر يناير المقبل, وحتي موعد انتهاء العقد في عام.2019