لم يكن المنتدي المصري الخليجي الذي أقيم يومي الرابع والخامس من ديسمبر الحالي, مجرد حضور مستثمرين عرب, وكلمات من كبار المسئولين في الحكومة المصرية وعرضا لواقع سياسي واقتصادي فحسب, بل كشف بوضوح عن أن المستثمرين الخليجيين قادمون لإقامة مشروعات عديدة في مصر بحب وبصدق, وباقتناع تام بأن مصر دولة كبيرة قادرة علي العودة للانطلاق مع انقشاع ضباب التخبط والانقسام. إن ارتفاع الاستثمارات الخليجية في مصر إلي49.8 مليار دولار, بينما الاستثمارات الغربية46.2 مليار دولار, يؤكد أن إمكانات تنمية الأنشطة الخليجية في مصر لن توجد من عدم, وأنها قادرة علي تحقيق النجاح المتبادل قبل البحث عن دور لأمريكا, أو لروسيا, أو لأي دولة أخري. لقد زاد هذا المنتدي من التفاؤل الاقتصادي كأهم حدث لإقامة مشاركة استراتيجية, وتكامل اقتصادي بين مصر ودول الخليج. وقد جاءت مبادرة ذلك المنتدي بديلا واقعيا عن جولات ترويجية تقليدية للخليج للترويج للاستثمار في مصر, كما أن المنتدي عرض تجارب ناجحة لمستثمرين من الإمارات في مصر, حققوا أرباحا مجزية خلال السنوات القليلة الماضية, بل طرح المنتدي ضمانات جديدة لفض المنازعات التي قد تنشأ بين المستثمرين والحكومة المصرية في إطار الشفافية لطمأنة المستثمرين وليس لتخويفهم, برغم تضاؤل احتمالات نشوب تلك المنازعات. ورغم تأخير إقامة المنتدي, فقد تم تنفيذه في وقت قياسي, وكان ينبغي أن يكون بداية حقيقية للوزارة الانتقالية, ولابد أن تتبعه مؤتمرات أخري أكثر تنظيما وقدرة علي تحقيق أغراض التنمية. ولاشك أن نجاح الخليجيين في إقامة مشروعات استثمارية علي أرض مصر, سيكون كفيلا بجذب مستثمرين آخرين من جميع أنحاء العالم, سوف يسهم في محاصرة ظاهرة البطالة, وتضيق هوة الفقر, مما يثبت روح التفاؤل في المجتمع. لمزيد من مقالات محيى الدين فتحى