كيف تآمرت تركيا علي مصر والسعودية

والكويت في انتخابات المنظمة البحرية؟

منذ سبعينيات القرن الماضي ومصر عضوا في المكتب التنفيذي للمنظمة البحرية العالمية باعتبارها من الدول المحورية والمهمة في خدمات الملاحة الدولية
ويكفي ان قناة السويس تخترق أراضيها لربط شرق العالم بغربه, كان يتم ذلك من خلال الانتخابات التي تتم كل عامين وهو ما يعني أن جميع الدول الاعضاء في المنظمة وعددها159 دولة كان لديهم حرص علي التصويت لاستمرارها عضوا بالمكتب التنفيذي.
وقبل الدخول في تفاصيل وكواليس الانتخابات التي جرت مؤخرا وخسرت مصر فيها موقعها الذي استمرت لسنوات طويلة الي جانب خسارة كل من السعودية والكويت يجب إلقاء بعض الضوء علي الأهمية الشديدة لهذه المنظمة وقراراتها المؤثرة للغاية علي صناعة النقل البحري في العالم, فالمكتب التنفيذي يعتبر بمثابة المطبخ أو البرلمان الذي يصدر التعليمات والقرارات الملزمة لجميع الدول. فعلي سبيل المثال هي التي تحدد المناطق الخطرة للملاحة في العالم وسبق أن حاول البعض إصدار تعليمات باعتبار ان البحر الاحمر منطقة خطرة بسبب أعمال القرصنة وهوما كان يؤدي إلي تأثيرات سلبية بالغة علي حركة السفن في قناة السويس إلا أن مشاركة مصر في المكتب التنفيذي اتاح الفرصة لممثليها بالاطلاع علي هذه القرارات وتم التصدي لها في حينها.
بالإضافة إلي ذلك يمكن ان تضع بعض المواني في القائمة السوداء لاسباب أمنية أو سياسية أو بيئية وهو ما قد يؤدي إلي احجام السفن والخطوط الملاحية الدخول لهذه المواني وبالتالي يؤدي ذلك إلي اضطراب في حركة الصادرات والواردات علي مستوي الدولة.
هذه بعض قليل من اجراءات كثيرة للمنظمة التي تمثل مظلة النقل البحري في العالم نعود بعدها إلي قصة وتفاصيل وكواليس الانتخابات التي خسرتها مصر وبالتالي ستكون خارج المكتب التنفيذي حتي نهاية.2015 فالوفد المصري الذي غادر القاهرة في طريقة إلي لندن كان يعلم بالتأكيد ان المشهد السياسي المحلي سيلقي بظلاله الكثيفة وربما بمشكلاته علي موقف مصر في انتتخابات المنظمة ولكنه بدأ يشعر بالخطر عندما تولت تركيا رئاسة الجمعية العمومية للمنظمة لمدة دورة كاملة تستمر لعامين قادمين وبالتالي كان لذلك دور معنوي كبير في حسم الانتخابات من خلال تأثيرها علي باقي الدول الاعضاء. وعلي مدي اكثر من اسبوع بذل الوفد المصري متمثلا في اللواء محمد عبدالقادر جاب الله رئيس قطاع النقل البحري والدكتور اسماعيل عبدالغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري إلي جانب السفير المصري في لندن أشرف الخولي جهودا مضنية للاتفاق مع عشرات الدول والحشد للتصويت لمصلحة مصر.
الجهود شملت الترتيبات واللقاءات مع وفود الدول والسفارات التابعة لها, بالاضافة إلي التنسيق مع كل من الوفدين السعودي والكويتي إلا أنه مع اقتراب عملية التصويت بدأت تظهر بين جدران المنظمة بوادر أكثر من لوبي وتكتل أقليمي ضد محور مصر السعودية الكويت. فوفقا لمصادر الاهرام ظهر اللوبي التركي الامريكي الذي حجب أصوات دول الاتحاد الاوروبي عن دول المشرق المرشحة للانتخابات مقابل اعطائها للمملكة المغربية التي أصبحت العضو العربي الوحيد في المكتب التنفيذي.
المحور الآخر قادته جنوب افريقيا, فالمعلومات التي حصل عليها الأهرام اكدت أنها تتولي التنسيق مع عدد من الدول الافريقية لعدم التصويت لمصلحة مصر علي خلفية الاحداث التي قام خلالها الاتحاد الإفريقي بتعليق عضويتها عقب ثورة30 يونيو.