طرح علينا حازم الببلاوي رئيس الوزراء منذ أيام نظرية ملتبسة تقول بأن( جماعة الاخوان: تقوم بأعمال ارهابية ولكن لايمكن اعتبارها منظمة ارهابية) وبصرف النظر عن عدم استقرار أي منطق في تلك المقولة, فإنني أفرق بين عدم وجود توافق دولي علي تعريف قانوني للارهاب, وبين إنكار اتصاف منظمة( بالارهابية) اتكاء علي انها محظورة قانونا, وأضرب هنا مثالين بمنظمة( إيتا) الانفصالية في إقليم الباسك الاسباني, ومنظمة الجيش الجمهوري الايرلندي(IRA) في المملكة المتحدة, ولايمكن عمليا الفصل بين قيام إحداهما بأعمال ارهابية وبين اتصافها( بالارهابية) أو حملها ذلك اللقب. ولعلي أنجح في تقريب المفهوم للدكتور ببلاوي مادام الرجل فشل في تقريب مفهومه لي. ولذلك سأعمد إلي طرح مثال أمريكي باعتباره الأقرب إلي فكر رئيس الوزراء عسي أن تكون له في أمريكا أسوة حسنة تساعده علي تعديل مفهومه.. فالولايات المتحدة ضمن عدد كبير من دول العالم لديها ما يعرف بقائمة المنظمات المصنفة( ارهابية) ومن أمثلتها:( جماعة أبو سياف) و(منظمة أبونضال) و(المؤتمر الوطني الأفريقي) و(كتائب شهداء الأقصي) و(تنظيم القاعدة) و(تنظيم القاعدة في العراق) و(تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي) و(أنصار الاسلام) و(الجماعة الاسلامية المسلحة) و(عصبة الأنصار) و(الحزب الشيوعي الفلبيني) و(الجيش الجمهوري الأيرلندي الحقيقي) و(الجهاد المصري الاسلامي) و(حزب الله) و(حركة المجاهدين) و(حماس) و(مجموعة فتح الاسلام) و(الجماعة الاسلامية) و(جند الشام) و(جماعة الفرقان),, ومازال عندي عشرات من أسماء المنظمات والحبل علي الجرار.. وكما تري أن إحدي تلك المنظمات لايمكن الفصل بين قيامها بأعمال( ارهابية) ووصفها بلقب( ارهابية) ومن ثم يمتنع دخولنا إلي ذلك الجدل البيزنطي السوفسطائي حول هويتها.. وصحيح أن واشنطن لم تصف جماعة الاخوان بأنها ارهابية, ولكن ذلك لكونها شريكتها في مؤامرتها الشرق أوسطية, فيما نفس المنظمة من وجهة نظر المصالح الاستراتيجية لدولة أخري هي روسيا مصنفة منظمة ارهابية, فهل يري دولة رئيس الوزراء المصري أن مصالح مصر الاستراتيجية لاتوجب إعلان الاخوان منظمة مصنفة ارهابية, وإذا لم يك ما تمارسه تلك المنظمة هو عين الارهاب فما هو الوصف الذي يقترحه الببلاوي؟ هل نصنفها مثلا منظمة موسيقية استعراضية راقصة؟! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع