والقاعدة وجهان لعملة واحدة ، هكذا يعتقد معظم المحللين السياسيين في أوروبا فالمنظمتان وعلي مدي تاريخهما نشرتا الرعب والإرهاب في العالم وأوروبا علي وجه التحديد فإيتا إنشئت كمنظمة عام 1959 و تطورت مع الزمن إلي حركة انفصالية أهدافها المعلنةهي إنفصال إقليم الباسك الذي يخضع بشقيه لسيطرة كل من إسبانيا و فرنسا ، وفي عام 1968 قامت إيتا بأول عملية حيث اغتالت مدير مكتب المخابرات الأسبانية بمدينة سان ساباستيان بإقليم الباسك ميليتون مانثاناس إلا أن أقوي ضربة وجهتها المنظمة إلي الحكومة الإسبانية كانت في عام 1973 حيث إغتالت رئيس الوزراء الأسباني لويس كاريرو بلانكو و ذلك بواسطة بسيارة ملغومة في وسط مدريد ولتتوالي العمليات بعد ذلك في حرب شرسة بين المنظمة والسلطات في إسبانيا وباقي الدول الأوروبية وقد ورد اسم المنظمة ضمن تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن الإرهاب في 27 إبريل 2005 كتاب " من إيتا إلي القاعدة " يركز علي الأشياء المشتركة بين المنظمتين من ناحية ومن ناحية أخري يركز الكتاب علي منظمة إيتا وإرتباطها ببعض الأفراد والهيئات السياسية التي تورطت معها في اعمالها الإرهابية مثل حزب باتاسونا الذي حظرته السلطات الإسبانية وغيره من الأفراد في مؤسسات مثل الشرطة ، أما النقطة الأهم في الكتاب والتي أثارت جدلا كبيرا وهي النقطة التي بني عليها الكاتب خورجي كابثاس فرضيته الأساسية أن إيتا عملت علي دس عناصرها داخل تنظيم القاعدة وتدريبهم علي واحدة من أشهر العمليات الإرهابية التي حدثت في مدريد وهي عملية تفجير قطارات مدريد بالحادي عشر من مارس 2005 والتي تسببت في مقتل المئات وسقوط حكومة خوسيه ماريا أثنار الداعمة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وهذه العملية أثارت غضباً شعبياً بالعاصمة مدريد وباقي الأقاليم الإسبانية . كما تطرق الكتاب إلي نقطة غاية في الحساسية وهي إندماج بعض عناصر المنظمة في أجهزة الشرطة والعمل لها كمخبرين وهم الخيط الذي تمكنت إيتا من خلاله التسلل إلي صفوف الإسلاميين المتطرفين وتنفيذ عملية قطارات مدريد الشهيرة وغيرها ، وقد كشف الكاتب والصحفي الإسباني عن شبكات إيتا التي تمكنت من زرعها داخل أجهزة الشرطة . وتعود فكرة انطلاق إيتا إلي سابينو أرانا أحد أعضاء الحزب القومي الباسكي عندما قرر أن إيتا ستكون أول الطريق لزرع بذور النزعة الانفصالية في اقليم الباسك عن إسبانيا ، وقد جاءته الفكرة للمرة الأولي عندما كان يدرس القانون في مدينة برشلونة عاصمة إقليم كاتالونيا والتي يملك سكانه أيضا نزعة إنفصالية قوية بسبب الحرب التي شنها عليهم الديكتاتور فرانكو مما أصاب البلاد بشرخ إجتماعي كبير مازالت تعاني منه حتي الآن ، وسابيانو كان يتسم بالعنف الشديد وتطرفه حيث لم يكن يتردد في استخدام الشتائم ضد كل ما ينتمي إلي إسبانيا كنوع من النضال وتجييش مشاعر العداء وكسب المتحمسين إلي جانبه . وقد كان لسابيانو عقيدة خاصة ومعتقدات مثل إلغاء التحدث بالإسبانية في الإقليم وهو الأمر الحادث تقريبا في الوقت الحاضر ومقولته الشهيرة أن الباسكي الذي يتحدث بلغته يظهر وجهه الأنيق وجماله النبيل منظما حملة ممنهجة ضد كل ما هو غير باسكي وشرع سابينو أرانا في محاولات لإقناع سكان منطقة الباسك بمنطق التفوق الفطري علي البشرية جمعاء وهو نفس عقيدة هتلر الذي حاول زرعها في العرق الآري للألمان في تطرف واضح وقد ذكرت كتب التاريخ أن بلاد الباسك لم تكن أبدا دولة مستقلة ولم يجبر الناس فيها إطلاقا أن يكونوا جزءا من الأمة الإسبانية بل إندماجهم جاء بإرادتهم في فترة سيطرة الإمبراطورية الرومانية علي شبه جزيرة إيبيريا حيث كانت الشعوب تتكتل لتكون قوة بوحدتها في وجه التهديدات .