الدكتورة لينا شبيب وزيرة النقل الأردنية, تكاد تكون السيدة العربية الوحيدة التي تشغل منصب وزير النقل وفي لقاء ل الأهرام أكدت زيادة التعاون الثنائي والاستفادة من الخبرة المصرية في تحقيق الحلم الأردني بانشاء شركة خطوط سكك حديدية لنقل البضائع, فضلا عن زيادة التعاون من خلال الشراكة مع مصر والعراق في ملكية شركة الجسر العربي للملاحة البحرية, وتوسعات ميناء العقبة الأردني لاستيعاب اكبر عدد من المسافرين برا والتي تبلغ تكلفتها40 مليون دولار فيما يلي نص الحوار. شاركتي لأول مرة كممثل لبلادك في اجتماع مجلس وزراء النقل العرب الأخير بالأسكندرية؟ فماذا عن هذه المشاركة ؟ هناك توجه نحو التكامل من خلال سياسة واضحة نحو النقل المستدام وهو موضوع مهم تتعامل معه الدول العربية, لأن مراعاة البعد الانساني في هذا المجال ضرورةهناك دراسة فنية مولها صندوق التمويل العربي وقامت بها شركتان احداهما ايطالية والثانية أردنية, لوضع اطار للربط السككي بين الدول العربية, وتم عرضها علي الدول العربية ولجانها الفنية وحتي الآن لم تتبلور الصورة النهائية لتقييمها. والي اي شئ انتهي الاجتماع بشأنها ؟ انتهي الي مراجعتها واعطاء مزيد من الوقت لدراستها, فموضوع السكك عندنا بالأردن حيوي ومهم فنحن نفتقر الي سكك حديدية متميزة كنمط من انماط النقل التي نود استخدامها, فضلا عن الربط مستقبلا بالدول العربية وأسعي للوصول لنظام نقل آمن وسليم وصديق للبيئة, وحلمنا هو انشاء شركة سكك حديدية لنقل البضائع, وبالفعل الفكرة موجودة لدينا وتبلغ التكلفة التقديرية للمرحلة الأولي منها3 مليارات دولار أي ملياري دينار أردنيونبحث عن وسائل تمويل مختلفة وان شاء الله نتمكن من التنفيذ في القريب العاجل. تقصدين أن هذه هي الخطوة الأولي لكم في عالم السكك الحديدية ؟ تاريخيا كان لدينا شريط يربط بين بلاد الشام ومكة المكرمة ونحاول اعادة احياءه, ولو داخل نطاق الأردن, وقد كان يعمل بطريقة بدائية بين عمان ودمشق وكانت الرحلة الواحدة تستغرق4 ساعات للترفيه أكثر منه وسيلة نقل. هناك تعاون مع مصر في مجال النقل البحري من خلال الشراكة- بجانب العراق- في ملكية شركة الجسر العربي للملاحة البحرية, فهل هناك خطط لدعم التعاون مع مصر في هذا المجال ؟ بالتأكيد فالتعاون مع مصر تاريخي وكلنا نعرف أنها الثقل العربي وكل الأمل فيها فهي الأم الحاضنة للأمة العربية, وتعاملنا معها مستمر فشركة الجسر العربي تعد واحدة من أوجه التعاون مع مصر, فالمستفيد الأكبر من حركة نقل الركاب معظمهم مصريون, سواء حجاج أو معتمرون أو حتي العمالة المصرية الموجودة بالأردن, فضلا عن تنشيط السياحة بين البلدين. والان تجري أعمال تطوير منطقة العقبة لتحسين ميناء الركاب الذي يخدم الجسر العربي بشكل رئيسي, ونسعي لأن يكون مزيدا من التطوير للميناء لتقديم خدمة أفضل للمسافرين. أفهم من كلام حضرتك أن هناك توسعات بميناء العقبة ؟ كما تعلم انه ليس لدي الأردن سوي ميناء العقبة فقط فطول الشريط الساحلي محدود, وزيادة الاستفادة الممكنة من هذه المساحة هي تحد في حد ذاته, بأن تحقق منظومة مواني متخصصة من خلال شريط ساحلي طوله محدود, وقريبا سيكون أكثر اتساعا. هل هناك تفاصيل جديدة حول هذا التطوير ؟ هناك موقع جديد لميناء الركاب تحت الدراسة وتوسعات الميناء الحالي تتكلف قيمتها25 مليون دينار أردني أي40 مليون دولار وفقا للدراسات وتتكلف المرحلة الأولي منها10 ملايين دينار أردني, وتشمل فصل مباني الركاب وتوفير اماكن للحجاج والمعتمرين وساحات ايواء وساحات لوجستية للشاحنات, بينما المرحلة الأخري تتمثل في فصل الركاب عن البضائع بتكلفته15 مليون دينار. علي ذكر الجسر العربي.. تعرضت الشركة لهجوم مؤخرا.. فما قراءتكم لهذا الأمر ؟ بالعكس لابد ان يكون هذا المشروع مفخرة لنا, لأنه بدأ بمساهمة بلغت6 ملايين دولار منذ25 عاما ورأس ماله الآن أصبح100 مليون, والجسر العربي نموذج ناجح يجب دعمه بدلا من مهاجمته ونحن لا نتطلع إلي الأمور المادية, ولكن تعاون عربي نتمني استمراره فهذا نموذج للتكامل الذي نتكلم عنه, ونجاحنا عندما نتعاون اقتصاديا معا مؤشر لإمكانية التعاون الحالي انطلاقا الي مستقبل مشرق للدول العربية, أو قد يمتد لجوانب أخري ويكفي انها الشركة الوحيدة التي لا تزال تعمل علي المسافة بين البلدين. هل هناك اتجاه لديكم لزيادة هذا التعاون مع مصر, بحيث يتعدي الجسر العربي ؟ ان شاء الله قد يكون هناك تعاون مستقبلي في أطر مختلفة مثل شركات متخصصة في نقل البضائع أو الإستفادة من الخبرة المصرية عند تحول حلم انشاء شركة السكك الحديدية الي حقيقة, فنستفيد بها في الإدارة والصيانة, بجانب الخدمات اللوجستية. كيف ترون التغيرات التي تعيشها المنطقة العربية حاليا ؟ نحن في مرحلة تغيير وعلينا أن نأمل أن يكون ايجابيا ويجب أن نتعلم من كل التجارب التي تحدث, فالتغيير هدفه الانطلاق الي الأمام وليس العودة إلي الوراء, ورؤيتنا أنها ظروف صعبة وتحديات, ونأمل ان تستقر الأمور بالقريب العاجل. لدي مصر العديد من المشروعات في مجالات النقل والتي أعلنها الوزير الدكتور ابراهيم الدميري, من مترو انفاق وسكك حديدية ومواني بحرية وغيرها, فأيها يمكن أن تستثمر به الأردن ؟ لا استطيع ان اجزم بوجود تمويل حكومي ولكن بتقديم خبرات هندسية في النقل العام والمرور وتصميم الكباري ولدينا بالفعل شركات تنافس ضمن الشركات العالمية في هذا المجال, ويمكن للقطاع الخاص الأردني أن يشارك بتلك المشروعات ونحن نتعلم من مصر فمن الممكن ان نستفيد من الخبرات المصرية في مشروعاتنا الوليدة المتعلقة بالنقل الجماعي والتي سبقتنا بها مصر بمراحل كبيرة.