لم يعد مقبولا أن تمر قضايا التحرش الجنسي ضد المرأة مرور الكرام في أي مكان في العالم, وفي الآونة الأخيرة باتت الهند تتصدر عناوين الصحف, ليس بسبب ديمقراطيتها أو النزاع حول كشمير, وإنما من جراء انتشار وباء التحرش الجنسي ضد المرأة سواء هندية أو أجنبية. وقد تفجر الجدل ثانية بعد اتهام تارون تيجال رئيس تحرير مجلة تهيليكا من منصبه بعد أن اتهمته زميلة حديثة له بالاعتداء عليها جنسيا مرتين في مصعد بأحد الفنادق, واتهمت الشرطة تيجال أحد أبرز الصحفيين في الهند بالاغتصاب, وذلك بموجب قوانين التحرش الجنسي, التي تم تشديدها في البلاد, وذلك في أعقاب الاغتصاب الجماعي لامرأة في نيودلهي في ديسمبر2102, وهي الحادثة التي هزت الهند, كما حركت مشاعر الناس في جميع أنحاء العالم. ويواجه المتهم عقوبة السجن مدي الحياة, إلا أن الجريمة تكشف عن وجود خلل في النظرة إلي المرأة بالهند, وهي للأسف نظرة ليست جيدة, الآمر الذي يفسر إلي حد بعيد تكرار ظاهرة التحرش الجنسي والاغتصاب ضد المرأة الهندية, فضلا عن شكاوي منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة من تهاون أجهزة الشرطة الهندية. ويبدو أن هذه الجريمة البشعة التي باتت تضرب مجتمعات عدة سواء في الشرق أو الغرب لم يعد ممكنا التساهل معها, وأصبح الوقت ملائما لتحرك دولي لتغليظ عقوبة التحرش, ومطاردة المتحرشين, خاصة إذا كانوا من أصحاب السلطة والنفوذ. لمزيد من مقالات راى الاهرام