يدخل في عداد قنابلنا الموقوتة المنذرة بالخطر الوشيك, ذلك الكائن الطفيلي الدخيل المسمي بالتوك توك, والذي راح يتغلغل في حارات الأحياء الشعبية وشوارع الأقاليم والمحافظات وأطراف العاصمة في ضراوة شرسة تستعصي علي قوانين المرور وحرية الحركة ومبادئ الآدمية.. راكبا بذلك موجة الفقر الطاحنة, وغياب المساءلة وتراخي القانون!. وكما تبجحت وانسعرت أنياب أباطرة الميكروباص إلي أن جرجرت البلد لاعتلاء منصة التتويج للفوز بجائزة أعلي نسبة في حوادث الطرق علي مستوي العالم أجمع. فقد راحت التكاتك تتبجح أيضا وتنسعر أنياب أباطرتها لتمكن مجموعة من البلطجية من فرض سيطرتهم عليها بعد أن أصبحت الأسرع والأرخص والمغالبة لهمجية الزحام المتفشية في كل مكان. إن معظم سائقي التوك توك بلطجية من ركام الشوارع, عيال لا تتعدي أعمارهم الخامسة عشرة, تراهم مجهزين بعدة الشغل مخبأة في جيوب التوك توك وأحشائه الخفية مثل المطاوي, وقرن الغزال, والسنج, والسكاكين, وأمواس الحلاقة وغيرها, للاستعانة بها إذا عصلج الزبون في دفع الأجرة المفروضة قسرا, وتري غالبية هؤلاء العيال غائبين تحت تأثير المخدر وصخب أغاني الكاسيت الهابطة. كما يتاجر بعضهم في ترويج هذا المخدر من أنواع البانجو والحشيش وكل أنواع البرشام, وكثيرا ما يتجمع أسطوات التوك توك آخر الليل في أطراف الأحياء للارتماء في متاهة التعاطي وصهللة المزاج ولتنشب بينهم معارك القتل والتدمير والخراب. وهناك أيضا من يستخدمون التوك توك في جرائم الاغتصاب الرهيبة التي تدمي قلوب البشر وتثير الرعب بين الآباء والأمهات فزعا علي فلذات أكبادهم في الشوارع. إن قنبلة التوك توك الموقوتة هي استخدام هذه الوسيلة في جرائم أخطر من حمل السلاح والمخدرات والاغتصاب. خاصة أن نسبة كبيرة من سائقيها مسجلون خطرين ولهم سوابق في الخطف والسرقات وجرائم أخري جنائية, والأمر الغريب أن الحكومة مازالت متقاعسة عن تقنين وضع التوك توك في مصر برغم خطورة الموقف, فكل التكاتك750 ألف توك توك في مصر.. متشابهة في الشكل واللون وخلافه, ولا يمكن التعرف علي سائقيها بسهولة واكتشاف مرتكب المخالفة أو الجريمة في ظل غياب نمر المركبة أو سجل مرورها أو وثيقة حيازتها من الملفات الرسمية.. والآن.. هل ينتبه المسئولون إلي هذه الحقيقة الغائبة وانتزاع فتيل هذه القنبلة قبل أن تقع الفاس في الرأس, أم أن وراء المسائل مسائل كالعادة؟!. الروائي نبيل عبد الحميد