التوك توك جريمة متحركة في شوارع العاصمة!

التوك توك وسيلة مواصلات الشعب الأولي الآن في مصر.. دون منازع ودون رقيب أيضا.. ففي الاونة الاخيرة تحول معظم سائقيها الي بلطجية, من لا يحمل منهم أسلحة بيضاء يحمل مخدرات.
ومع أول مشادة علي الأجرة التي يحددها هو حسب هواه يتحول الي بلطجي واقع تحت تأثير المخدرات يحمل سلاحا يأخذ به ما يريده منك دون مقاومة مستغلين غياب الدولة وغياب الرخصة التي يمكن ان تحاكمه بها الدولة.
وقبل أن نسقط في دائرة بلطجة جمهورية سائقي التوك توك ندق ناقوس الخطر ومن ينكر ان أكثر من70% من سائقي التوك توك لا يحمل سلاحا فعليه ان يجرب بنفسه.. وأن يراجع سائق التوك توك في الأجرة التي يحددها هو حسب رؤيته الشخصية.. فسوف يتحول الي كائن آخر يتحرك بسرعة فائقة لينزل من التوك توك ويسحب السنجة أو السكين من أسفل المقعد أو في جيب سحري داخل التوك توك, كما يقول ميلاد حسن ويضيف هذا ما حدث معي شخصيا منذ أيام وحقنا للدماء ومراعاة لكبر سني أخرجت الأجرة التي طلبها.
ويؤكد ابراهيم علي الرفاعي صاحب محل أمام موقف توك توك بالجيزة أن التوك توك بالطبع سائقه يحمل سلاحا يتدرج من المطواة قرن الغزال الي السنج والسكاكين العادية لكنني لم أشهد حتي الآن أسلحة نارية ولكن في القريب العاجل سوف يحدث فأنا يوميا أشهد عشرات الخناقات والمشادات بين أصحاب التوك توك وبعضهم أو مع الزبائن, وهي خناقات دامية تخرج فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء بحجة أن الضعيف الذي يترك دوره للآخر لا يستطيع أن يعمل في الموقف وسيظل يدفع ثمن التنازل عن دوره طيلة حياته في الموقف, وغالبا ما تنتهي هذه المشكلات بإصابات بالغة وطبعا في غياب الأمن والرقابة علي التوك توك فإن البقاء للأقوي والأكثر سلاحا.ويضيف سائق التوك توك أصاب أحد الزبائن بمطواة في يده وفر هاربا لاختلافهما علي الأجرة.
توك توك للمخدرات
ويري السيد محمد الرفاعي صاحب محل موبايلات بموقف توك توك امبابة ان التوك توك ليس فقط مسلحا بل ايضا يحمل مخدرات من البانجو والحشيش وكل أنواع البرشام بقصد التعاطي أو الاتجار حيث يتجمع هنا كل سائقي التوك توك وهم صبية صغار في السن من10 سنوات وحتي19 سنة وربما أكبر قليلا ليشتروا من بعضهم الاصطباحة أو الجرعة من الحشيش أو البانجو أو البرشام التي يتناولها صباحا ليكمل بها اليوم.. وكذلك عند نهاية اليوم حيث يقوم سائقو التوك توك بالتوجه الي الشوارع الجانبية الضيقة في امبابة والجيزة لتعاطي المخدرات وتوزيعها ونقلها من مكان لآخر في ظل غياب الحكومة.
نعم هناك توك توك مسلح بنسب تكاد تلامس80% منهم.. وأيضا هناك توك توك يوزع المخدرات والدولة تساعدهم في ذلك بعدما فقدت السيطرة عليهم, بدأ كلامه محمود أبو ضيف خبير أمني.. فمن غير المعقول ان تنزل الدولة الساحة لأكثر من نصف مليون توك توك تجوب كل شوارع القاهرة والمحافظات دون ترخيص يقودها صبية صغار في ظل ظروف أمنية صعبة.
وأخشي أن يتم استخدام هذا التوك توك في جرائم أخطر من حمل السلاح والمخدرات.. خاصة وأن نسبة كبيرة منهم مسجلون خطر ولهم سوابق في الخطف والسرقات وجرائم الاغتصاب.
والغريب في الأمر ان الدولة هي التي ترفض تقنين وضع التوك توك في مصر.. فكل التكاتك تشبه بعضها من حيث اللون والشكل ولا توجد أي علامة مميزة وأن أي سائق توك توك سوف يرتكب جريمة لا يمكن التعرف عليه بسهولة ولا يمكن الإبلاغ عنه بمواصفات محددة فلا يوجد رقم مثلا ولا يوجد له دوسيه في المرور ولا تعرف الدولة عنه شيئا وحتي من يتعرف علي سائق توك توك يحمل سلاحا أو يبيع مخدرات فكيف يبلغ عنه.
ويضيف اسماعيل عبد الفتاح خبير مروري ان رفض ترخيص التوك توك لانه لا تنطبق عليه شروط الترخيص فلا هو سيارة أربعة اطارات ولا هو موتوسيكل.. وبعد ذلك فتحت باب الترخيص في بعض إدارات المرور.. لكن كانت الطلبات للترخيص صعبة للغاية خاصة ان كان من ضمن الأوراق ايجاد شهادة بختم النسر توضح جهة الشراء ومعظمها مصنع في ورش محلية أو مستورد فيتم بيعه بفاتورة شراء لا تحمل رقما ضريبيا ولا تأمينيا ولا أي بيانات يمكن ان يعتد بها, والنتيجة أن ما يقرب من750 الف توك توك تجري في كل شوارع وميادين مصر ويوما بعد الاخر تورط التوك توك في عمليات اجرامية.. وتمكن البلطجية من فرض سيطرتهم علي هذه الوسيلة التي أصبحت الأسرع والأرخص في التحرك في الشوارع والحواري والميادين واستخدمت في بعض الأحيان في اعمال توزيع المخدرات والبلطجة والحل ان يتم عمل ملاحقة أمنية لهم وتفتيش كل التكاتك ومصادرة التي تحمل أسلحة أو مخدرات منها, وعلي الجانب الآخر فإن الدولة منحت أصحاب التوك توك60 يوما لعمل ملفات في المرور وأعطتهم الحق في الحصول علي ترخيص من كل ادارات المرور ليصبح معترفا به من قبل الدولة.
تعقيدات الترخيص
يقول عبد ربه17 سنة سائق توك توك ان هناك فعلا الكثير من سائقي التوك توك يحملون اسلحة بيضاء ومنهم من يقوم بتعاطي وتوزيع المخدرات لكن عددهم محدود وكلنا فرحنا بقرار الترخيص للتوك توك لكن في نفس الوقت هناك شروط تعجيزية مثل ان نقوم بسداد ترخيص رسوم اشتراك شهري لسماع الراديو مع العلم بأنه لا يوجد توك توك واحد به راديو, كل توك توك به سماعات وأجهزة تسجيل.
ويضيف حسن العتال20 سنة سائق توك توك أن من ضمن شروط الترخيص التأمين الاجباري ويبلغ107 جنيهات وهو مبلغ لا أعرف ما هو الغرض منه وايضا تأمين علي السائق بحوالي600 جنيه و150 جنيها ثمن فتح ملف ضريبي مما جعل معظم سائقي التوك توك يرفضون الترخيص فانا لن أدخل نفسي السجن بملف ضريبي يأتي بأرقام خيالية وعن دخل سائق التوك توك اليومي فأنا ممكن أكسب100 جنيه في اليوم ويوم آخر50 جنيها ويوم ثالث لا أعمل ويوم أصلح فيه التوك توك ب150 حنيها ورسالتنا الي المسئولين نحن لسنا ضد الترخيص لكن مع ان تتم مراعاة ظروفنا الاجتماعية.