خلال السنوات الأخيرة ظهرت علي الشاشة كمقدمة برامج فنية متميزة واستطاعت أن تمتلك دفة الحديث عندما تدخل في مناقشة مع معظم النجوم, وتسأل عن أدق تفاصيل العمل الفني, مما جعل المخرجين ينظرون لها علي أنها نجمة تستطيع أن تجسد الشخصيات المركبة وأدوار الإغراء, وفي رمضان الماضي أطلت النجمة' نجلاء بدر' علي جمهورها بشخصيتين مختلفتين في مسلسلي' الزوجة الثانية وحكاية حياة', فكان ل' نجوم وفنون' معها هذا الحوار. بدأت مشوارك بالعمل كمذيعة ثم تحول المسار إلي التمثل ما السبب ؟ أنا لست غريبة علي الوسط الفني لأني من أسرة فنية, وقد بدأت العمل كمذيعة حتي أتقن فن التحاور وحركة الكاميرا, وعندما أثبت نفسي كانت الخطوة التالية هي التمثيل, وهو ما تحقق بالفعل بعد عدة سنوات وقدمت أعمالا جيدة منها' طرف تالت' علي سبيل المثال, لكن الأهم هل دخولي مجال التمثيل جاء عن طريق المجاملة أم أني مؤهلة للعمل في هذا المجال بما أملكه من موهبة. وهل المخرجين الذين تعاملت معهم كان ليهم قناعة بأنك الأفضل لتجسيد هذه الشخصيات المكتوبة علي الورق أم أن هناك شبهة مجاملة ؟ أعتقد أن الشاشة هي الشييء الوحيد الذي يثبت أن العمل الفني والممثل تحديدا يؤدي بإحساس صادق, أو أنه غير ملائم للدور, والحمد لله هناك رد فعل جيد علي أدائي خلال الفترة الماضية. مرحلة الانتشار مهمة في حياة الفنان لكن ظهورك في عملين في توقيت واحد هل كان مفيدا ؟ الفنان دائما ما يبحث عن الأدوار الجديدة التي تضيف لرصيده عند الجمهور وعندما يجد مخرجا جيدا مقتنعا بقدراته, ويستطيع أن يوظف إمكاناته الفنية لصالح الشخصي ويفرح جدا ولا يترك الفرصة, وهذا ما حدث معي هذا العام, فقد رشحني المخرج الكبير خيري بشارة للاشتراك في مسلسل' الزوجة الثانية', وعندما قرأت الورق وجدت أن الشخصية جديدة تماما علي الرواية, ولم تكن موجودة في الفيلم, وهو ما يبعدني عن منطقة المقارنة, وفي نفس الوقت بناء هذه الشخصية جاء علي خلفية سياسية بمعني أنها تمثل' رمزا' لواقع موجود في حياتنا, لكن بشكل مختلف, وقد شدني المعني العام للعمل ككل, أما مسلسل' حكاية حياة' فترشيحي جاء عن طريق المخرج محمد سامي الذي قال لي إن الدور لزوجة تعاني من حالة القهر النفسي, مما يجعل سلوكها مضطربا, فوجدتها فرصة أن أعمل مع فنانة كبيرة مثل غادة عبدالرازق. ما تقييمك لرد الفعل عن المسلسلين ؟ بالنسبه لي وجدت إشادة من الجميع, خاصة أن الشخصيتين مختلفتان عن بعضهما تماما, ففي مسلسل الزوجة الثانية كانت الشخصية لسيدة مرت بمراحل صعبة في بداية حياتها, وخرجت من القرية هاربة بعد أن ضاقت بها جميع السبل في العيش بسلام, ثم عندما حققت نفسها بشكل ما عادت لتنتقم, وكان بداخلها شحنة كبيرة من الحقد الأعمي الذي جعلها لا تري أمامها سوي الانتقام, حتي مع من أحسن إليها, فالشر الذي بداخلها تغلب علي الخير الذي لم يعد له مكانا في قلبها. أما مسلسل' حكاية حياة' فالشخصية لزوجة من طبقة ارستقراطية تعيش في مستوي مادي متميز, لكنها تعاني من معاملة زوجها وأسرته الذين يتعاملون بشكل سييء للغاية معها, مما يجعلها تشعر بحالة من القهر النفسي ولا تجد ذاتها لذلك تبحث دائما عمن يشعرها بأنها امرأة ولها حق في الحياة, وفي رأيي أن هذه النقطة جعلت الجمهور يتقبلني في العملين, لأن الشخصيتين مختلفتان عن بعضهما تماما, رغم إذاعتهم في شهر رمضان, وشعرت بأن رد الفعل جيد جدا تجاه أدائي. رغم أدائك الجيد فإن هناك إصرارا علي حصرك في أدوار الإغراء ما السبب ؟ لاتوجد امرأة في الدنيا بعيدة عن الإغراء, فالمرأة جميلة بطبعها والرجل ينظر لها علي أن بداخلها الجمال والحنان وخفة الدم, لكن بالنسبه للسينما نجد أن بعض المخرجين يحصرون بعض الفنانات في أدوار الإغراء لامتلاكهم جمال الشكل والقوام, لكن في رأيي أن الإغراء لا يقوم علي هذه العوامل فقط, إنما من الممكن أن يتم بعيدا عن المشاهد الفجة فمثلا الابتسامة والدلع والنظرة والإيماء, كل هذه العوامل تصنع إغراء بدون فجاجة, وهو ما كانت تقدمة الفنانة الكبيرة هند رستم علي سبيل المثال, وبالتأكيد سأخرج من هذه المنطقة قريبا لأني أحب التجديد في نوعية الأدوار التي أقدمها, وأرفض تماما النمطية في الأداء والسجن في منطقة واحدة فقط. أخيرا ما الجديد عندك؟ تعاقدت علي مسلسل بعنوان' قلوب' يشاركني البطولة علا غانم وإنجي المقدم وعبير صبري, تأليف هاني كمال ومن إخراج حسين شوكت, وهو مكون من60 حلقة, وأقدم من خلاله دور مديرة إنتاج لبرنامج سياسي في إحدي الفضائيات, وهي شخصية عنيدة وتحب المغامرة لكنها تهمل حياتها الشخصية مقابل العمل والنجاح وتحقيق نفسها.