قدمها التليفزيون في مسلسل جسر الخطر فلفتت إليها الأنظار.. لكن بعد ما يقرب من خمسة عشر عاما من دخولها عالم الفن يري الكثيرون أن علا غانم لم تحقق المكانة المناسبة لامكاناتها الفنية. بينما تؤكد علا في الحوار التالي أنها راضية بما حققته وأن أحاسيس هو أولي بطولاتها الفنية فيلم أحاسيس.. ماذا تعتبرينه في حياتك الفنية؟ اعتبره نقلة فنية كبيرة.. فهو أول فيلم يقدمني في بطولة مطلقة مع باسم سمرة. * تقولين هذا بالرغم من مشاركة عدد من النجوم في الفيلم ؟!! ** المشاركة ليس معناها البطولة.. فأنا نفسي شاركت في افلام كثيرة وكان دوري فيها محوريا ومهما لكنني لم أدع البطولة فيها.. لكن احاسيس يدور كله حول شخصيتي في الفيلم. * قبل أحاسيس تساءلنا كثيرا عن أسباب عدم قيام علا غانم بأي بطولات.. أين كنت طوال تلك السنوات؟ * كنت اصعد السلم درجة وكل دور كنت أقدمه كان يزيد نضجا عما قبله وفي آخر ثلاثة أو أربعة افلام قبل احاسيس كنت لاأقوم إلا بأدوار محورية ومؤثرة في الفيلم.. حتي جاء أحاسيس فوضعني في مكانة جديدة علي خريطة السينما وهذا ما اعتبره تطورا طبيعيا. * هل بعد هذا التطور.. من الممكن أن تعودي للمشاركة في افلام مثلما كنت تفعلين قبل احاسيس؟ ** بالطبع لا.. فلا يجب أن يعود الإنسان إلي الوراء وأنا مازال أمامي الكثير للوصول إلي القمة والتي ارجو الا أصل إليها إلا في نهاية حياتي لان الوصول إليها الآن معناه أن أبدأ في الهبوط وهذا ما لا أتمناه ابدا. * قد يري البعض أن أحاسيس يمثل لك تطورا في مساحة الدور لكنه ليس تطورا فنيا لانك قدمت فيه نفس الشخصية ونفس الاغراء الذي تعوده منك الجمهور.. ما رأيك؟ ** لا أتفق مع هذا الكلام.. فأنا طوال ثلاثة عشر عاما قدمت ادوارا مختلفة وشخصيات متنوعة مثل محامي خلع الذي قدمت فيه الفتاة الكادحة من أسرة متوسطة وفي مهمة صعبة قدمت الطبيبة وفي صياد اليمام أديت دور الزوجة التي تعاني من خيانة زوجها لها وغيرها من الشخصيات المختلفة. * لكن ما برعت فيه وترك آثرا عند الناس هي أدوار الإغراء؟!! ليس هذا ذنبا أنفيه.. لكنه شيء افتخر به عندما يوضع اسمي مع اسماء فنانات عظيمات قدمن الاغراء وبرعن فيه مثل هند رستم وهدي سلطان وحتي شادية. * الفنانات اللاتي ذكرتيهن لم يقدمن الاغراء بالشكل الذي نراه حاليا.. الا ترين الفرق كبيرا؟ **من الطبيعي أن أقدم الاغراء بشكل مختلف عما كان يقدم في الستينات لانني ابنة هذا العصر فهند رستم كانت تقدم قمة الاغراء عندما تقع فتمسك بقدمها وكأنها تتألم ولو فعلت أنا ذلك الآن سأتهم بالسذاجة لإن كل شيء في حياتنا تغير وبالتالي فإن كيفية التعبير عنه قد تغيرت أيضا ولو قدم أحد الحب كما كان عبدالحليم يقدمه فلن يصدقه أحد. * هل يحدث احيانا أن يفرض عليك المخرج أحدالمشاهد التي قد تشعرين أنت أنها زيادة عن اللزوم؟ لم يحدث هذا ابدا.. وإذا حدث فإنه يحدث اثناء قراءتي للسيناريو فأطلب تخفيف المشهد لكنني لا أقبل أداء إلا ما اشعر بأنه مناسبا وطبيعيا ولم يفرض علي في حياتي آي مشاهد * إذن أنت لا تشعرين بأنه قد تم سجنك في ادوار تقل كثيرا عن امكاناتك الفنية؟ ** لم اشعر بذلك ابدا فأنا يعرض علي الكثير من الاعمال والشخصيات وأنا التي اقوم باختيار ما يناسبني ويليق علي ومعياري في الاختيار هوأن تكون موضوعات تهم الناس وأقرب لحياتهم العادية واجتهد اثناء ادائي في أن افصل بين شخصيتي والشخصية التي أؤديها فلا يشعر المشاهد بأنه يشاهد علا غانم * لو كان هذا هو معيارك الوحيد.. ما كنت شاركت في افلام أقل ما يقال عنها إنها تجارية مثل لحظات انوثة وعبده مواسم وغيرهما.. أليس صحيحا؟؟ ** بعض الأفلام تكون لها ظروف خاصة فعبده مواسم مثلا كان بطولة صديقي محمد لطفي وقد طلب مني مشاركته ولم يكن بوسعي ان ارفض له طلبا أولا لانه صديقي وثانيا لأنني لا استطيع رفض مساعدة أي أحد اذا كان بوسعي مساعدته. * إلي أي حد من الممكن ان تقدمي المجاملات في عملك؟ ** إلي الحد الذي لا يؤذيني فهناك دائما حد ادني لما يمكنني قبوله واصدقائي يعلمون ذلك ويعلمون مكانتي الفنية فمن الطبيعي انهم لن يطلبوا مني المشاركة في عمل يقل عن ذلك المستوي. ** هل تعتبرين ان احد اسباب عدم نجاح بعض الأفلام التي تشاركين بها هو الاستعانة بمجموعة من المطربات والفنانات اللبنانيات اللاتي ليس لديهن خبرة في التمثيل؟ * مشاركة هؤلاء الفنانات لا يضر العمل, لانهن لو لم يجدن الاداء فإن ذلك سيظهر تميزي!! وإذا أجدن الاداء فسيحسب ذلك للعمل وفي النهاية لا يمكن محاسبتي علي عمل لم أقم فيه بدور البطولة بل أحاسب علي دوري فقط في تلك الأعمال.. اما حين اقوم بالبطولة مثل احاسيس فأنا أكون مسئولة عن العمل وأحاسب عليه لذلك أقول لا تحاسبوني علي ما قبل احاسيس. * بالرغم من اتجاهك للسينما.. إلا انها لم تستطع خطفك من التليفزيون كما حدث مع بعض النجوم.. لماذا؟ ** لأن من أهم صفاتي الشخصية الولاء.. وعندي ولاء شديد للتليفزيون لأنه هو الذي قدمني للجمهور في مسلسل جسر الخطر والذي من خلاله عرف الناس علا غانم لذلك فأنا ادين له بالفضل ومهما انشغلت بالسينما اكون حريصة علي تقديم مسلسل تليفزيوني كل عام. * الا يعد ذلك كما قليلا.. خاصة مع وجود هذا الولاء؟! ** ربما يكون قليلا لكنني ادرك أن التليفزيون بالنسبة للممثل سلاح ذو حدين: الحد الأول يسهم في نجومية الفنان ويجعله يصل لقاعدة عريضة من الناس.. والحد الثاني في منتهي الخطورة وهو انه إذا لم يكن العمل جيدا فمن الممكن ان يدمر الممثل لأن تأثير ثلاثين حلقة يومية لا يمكن معالجته بسهولة. * كيف تستطيع علا تجنب الحد الثاني؟ ** اي فنان ذكي يستطيع تجنب الحد الثاني المؤذي. فأنا شخصيا ادقق في مسألة الانتاج واختيار المخرج في اي عمل تليفزيوني بمعني انني قد اغامر واتعامل مع مخرج جديد في السينما لأنه حتي لو فشل الفيلم لا قدر الله فمن الممكن تعويض ذلك لأن الفيلم الفاشل يرفع من السينما ولا يراه الجمهور ويكون تأثيره محدودا أما في التليفزيون فلا يمكنني أبدا القيام بهذه المغامرة ولا أقبل العمل إلا مع مخرجين محترفين. ** في بابانور وهو المسلسل الذي تقومين بتصويره حاليا أمام النجم حسين فهمي تؤدين شخصيتين.. كيف؟ * هذا حقيقي فأنا في المسلسل اقدم شخصيتين مختلفتين تماما هما لولا التي تعمل سكرتيرة في احدي منظمات الأممالمتحدة.. ونقيضتها تماما روح التي تعيش في حواري العجمي.. ولا يجمع بينهما سوي بعض التشابة في الملامح. ** لماذا إذن لم يستعان بممثلتين لاداء الشخصيتين بدلا من ان تقدمينهما وحدك؟ لأن جوهر القصة هو كيف انه من الممكن ان يكون هناك وجهان لعملة واحدة واراد المخرج ان يبرز هذا المفهوم من خلال ان تقوم ممثلة واحدة( كانها العملة) بأداء الشخصيتين( كانها الوجهان) فيتضح هذا الرابط لدي المشاهد. * هل هي تجربة مرهقة فنيا بالنسبة لك؟ ** طبعا.. وبصراحة حين قبلت الدور كنت اعتقد انها ستكون اسهل من ذلك كثيرا لكن مع بداية التصوير ادركت ان المسألة ليست بتلك السهولة ابدا فمن الصعب أن اخرج من شخصية لأدخل في شخصية اخري في نفس الوقت.. لكن ما يساعدني علي الاداء هو أن المخرج الرابع محمد عبدالعزيز والذي كان وجوده من أهم اسباب قبولي العمل يحاول دائما ان يجعل مشاهد لولا في أيام غير أيام مشاهد روح وهذا يقلل من الضغط النفسي إلي حد كبير.