الاستهلال بالحديث عن الإخوان يرجع إلي سببين: الأول أن المسألة الإخوانية أصبحت في الشهور الماضية تحتل مساحة كبيرة ليس فقط علي الخريطة السياسية بل الوضع العام في مصر, والثاني ذلك التشابه القوي والعجيب بين تفاصيل الحالة الإخوانية الآن وبدايات التاريخ الشعبي للإخوان كما ترويه الرسائل القصيرة علي تويتر, وهو ما نستهل به اليوم سلسلة من الحلقات عما كان من أمر الإخوان. بدأ تاريخ المسألة الإخوانية علي تويتر في الثامن من شهر مايو من عام.2007( من المهم الإشارة هنا إلي أن عدد مستخدمي تويتر في العالم العربي في ذلك الوقت لم يكن يتجاوز المئات وكان معظمهم من المدونين المصريين والسعوديين). وكانت بدايات هذا التاريخ تتلخص في تغريدات تتدوال أخبارا عن ستة أمور رئيسية سوف تتكرر كثيرا في تاريخ الإخوان وتتعلق بشكل أساسي بعمليات الشد والجذب المستمرة بين الجماعة والنظام الحاكم:( الأول)الاعتقالات التي كان يقوم بها نظام مبارك في صفوف الإخوان,( الثاني) ما كان يتزامن مع هذه الاعتقالات من رفع الحصانة عن النواب الذين شملتهم الاعتقالات من الإخوان المسلمين في مجلس الشعب,( الثالث) ما يتبع ذلك من محاكمات كانت في معظمها عسكرية,( الرابع) ما كان يصاحب هذه الاعتقالات والمحاكمات عادة من تنديدات دولية بسياسيات النظام الحاكم ضد الإخوان,( الخامس) الانتقادات الخافتة التي كان النظام يوجهها للإدارة الأمريكية بسبب تعدد اللقاءات التي كانت تجري في القاهرة بين وفود أمريكية وبعض رموز الإخوان,( والسادس) اتهامات الإخوان للحكومة بتزوير انتخابات مجلسي الشعب والشوري. وكانت هذه الأخبار في غالبها نقلا عن مواقع إخبارية علي شبكة الإنترنت أو حسابات للصحف والقنوات الفضائية علي تويتر, وكان موقع قناة الجزيرة وحساباتها المختلفة علي تويتر من أكثر المصادر التي كان يتم نقل الأخبار عنها,( ولهذا الموضوع تفاصيل كثيرة سوف نرويها في حلقات أخري قادمة). في ذلك الوقت, كانت هذه السداسية التي تلخص تقريبا علاقة جماعة الإخوان بالنظام( أي نظام تقريبا) تحجب الاهتمام والتفكير في غيرها من الجوانب الأخري لجماعة الإخوان خاصة التي تتعقب الوضع القانوني للجماعة, وبتفاصيل الأفكار والرؤي السياسية والاقتصادية للجماعة ومواقفها في عدد من القضايا خاصة المثير للجدل منها كمعاهدة السلام مع إسرائيل, وأخيرا بتفاصيل بعض ما كان يدور داخل الجماعة من صراع بين تيار متشدد وآخر معتدل ومن توتر بين شباب الجماعة وقياداتها. وظل الأمر كذلك حتي شهر أغسطس من نفس العام,ولم تكن التغريدات تقدم أي تفاصيل أكثر مما تنشره المواقع والحسابات التي أشرنا إليها, اللهم إلا بعض التفاصيل عن ملابسات بعض حالات الاعتقال. منها علي سبيل المثال ما كتبه المدون وائل عباس في السابع عشر من أغسطس2007 من أنه قد تم اعتقال عدد كبير من قيادات الإخوان من بيت نسيب الممثل عادل إمام- نبيل مقبل- ضمت عصام العريان الذي منع من السفر مؤخرا مع عدد من قيادات المحافظات, وأيضا ما نقله في الحادي والعشرين من أغسطس من نفس العام عن د. يحيي القزاز العضو بالحركة المصرية من أجل التغيير كفاية- من أن طلاب الإخوان المقبوض عليهم في الإسكندرية قبض عليهم بسؤال البوابين وباستبعاد من يصادق الفتيات ومن يشرب الخمور. ومع نهاية أغسطس تغير الأمر بصورة كبيرة عندما أعلن الإخوان المسلمون عن برنامجهم السياسي, فكانت حوارات ونقاشات وآراء حول ماتضمنه البرنامج من أفكار وسياسات, وبدأت التساؤلات: هل يحكم الإخوان مصر؟ وماذا سيفعل الإخوان لو وصلوا للحكم؟ وغيرها من التساؤلات التي سوف نعرضها بالتفصيل من الحلقة القادمة. https://twitter.com/ElGabarty2013