عندما تسافر أفكاره خارج الحدود.. وعندما تعبر أشعاره البحار إلي بلاد الشرق والغرب, وعندما تستقطب كلماته الرجال والنساء. الصغار والكبار, وعندما يحوز شعره علي أعجاب المتعلم والمثقف والمتخصص. فلابد أن نستشعر أننا أمام شخصية تعدت المعقول. كما أنها تحدت النمطية. وجعلت للشعر مذاقا مختلفا ونكهة رومانسية جديدة لم تعرفها الشعوب من قبل.. ولد نزار قباني في العاصمة السورية دمشق في عام1923, درس في كلية الحقوق وتخرج في عام1944 ثم التحق بوزارة الخارجية وظل ينتقل بين عواصم العالم كدبلوماسي حتي عام1966 ثم قام بتأسيس دار للنشر ببيروت بأسمه حيث كان يقوم بتأليف قصائد الشعر التي تتكلم عن المرأة وعن العشق والغرام. ونجح شعره في البداية في استقطاب الكثير من الذواقة الذين يستهويهم عمق المعاني وجمال الأفكار.. بعدها بدأ الاهتمام بإقامة الندوات والأمسيات الشعرية في بعض المدن العربية المختلفة. فحصل علي أعجاب كافة الشعوب التي كانت علي وشك نسيان جمال الشعر العربي الغزير المعني الجميل الكناية. وكما نجح نزار في استقطاب الشعوب العربية بحسن تعبيراته وجمال ألفاظه العميقة التعبير الجميلة التأثير.. والتي تأخذ القلب والفكر معا.. نجح أيضا في الغوص في بحار السياسة وعرف كيف يعبر عن عمق أفكاره بلا خوف أو مجاملة.. فكتب رأيه في الكثير من القصائد متحديا كل العوائق والحواجز التي من الممكن أن تطيح بالخارجين عن الأسلوب النمطي الذي يسعد البعض كما عبر عن أحاسيسه في العديد من القصائد التي أصبحت مثار تعليق وهجوم واستنكار الكثير من المعارضين لأفكاره. ومن ضمن ما كتبه في ذلك' خبز وحشيش وقمر'.. وكان قد كتبها في العاصمة البريطانية' لندن' واعترض عليها البرلمان السوري وطالب البعض بإقصائه ومحاكمته.. كما كتب' هوامش علي دفتر النكسة' فأثارت غضب الكثير من القادة في دول المنطقة وأصبح.. مغضوبا عليه.. ورغم ذلك فقط نجح' نزار قباني' في الاستحواذ علي اهتمام الشعوب العربية وأصبح له كاريزما ملحوظة.. ونجح في الحصول علي العديد من الأوسمة والجوائز العالمية.. فأذكر علي سبيل المثال أنه حصل علي جائزة' جبران خليل جبران' في' استراليا' ووسام الاستحقاق الثقافي الأسباني في' مدريد' ثم حصل أيضا علي وسام' الغار' من النادي السوري الأمريكي في' واشنطن'. ثم توفي نزار في' لندن' في30 إبريل عام1998 تاركا للشعوب العربية ثروة من القصائد والكثير من المعاني التي تعبر عن فكر ثقافي متفتح وكلمات وأشعار حماسية حازمة.. وتعبيرات عميقة المعني غريبة الأفكار حلوة المذاق قوية التأثير لكنه أبدأ لم يخف حقيقة مشاعره وأحاسيسه وأراءه تجاه الجميع.. وذلك في الحقيقة نوع من البشر قلما يجود به الزمن.