منذ خمس سنوات وكل قطاعات الانتاج العامة' الحكومية' للدراما في مصر تعيش غيبوبة انتاجية, فبعد أن كانت هي الأكثر تسويقا, وتري الأسواق العربية فيما تنتجه مصداقية وضمانا لجودة العمل. ومن ثم تقوم بشرائها وهي علي الورق قبل تصويرها, هذه الأسواق هربت إلي منتجين أفراد أو إلي شركات قطاع خاص, واجهت معها معاناة أدت إلي توقفها, وإعراضها عن شراء الدراما المصرية من الجهات العامة. وما أنتج خلال العام الماضي في هذه القطاعات يكاد لا يعد علي اليد الواحدة إذا لم يتجاوز ما أنتج علي الخمسة أعمال, بل توقفت صوت القاهرة علي سبيل المثال تماما عن الإنتاج وتأجلت معظم الأعمال بسبب الأزمة المالية وعدم وجود تخطيط إنتاجي مستقبلي. وزارة الإعلام تحاول استعادة هذه القطاعات لدورها وتسعي جاهد فهي تؤمن بأن المسلسلات, والإنتاج الدرامي بشكل عام, يمثل إحدي القوي الناعمة للدولة, وتشدد علي ضرورة مساهمة الدولة في أعمال درامية جديدة خلال الفترة المقبلة, معتبرة أن الدراما ستؤدي إلي استعادة دور مصر في هذا المجال. وطلبت وزارة الإعلام من شركة صوت القاهرة استكمال عملين دراميين مهمين هما الحكر, وكش ملك, خاصة أن المشاهد المتبقية في كل مسلسل لا تحتاج وقتا طويلا. والسؤال هنا هل حل المشاكل الانتاجية لكل هذه القطاعات العامة يتمثل في استكمال تصوير عملين مؤجلين منذ عامين, أم وضع خطط لجذب استثمارات عربية خاصة ان ما حال دون مشاركة شركات انتاج دولة الامارات في أبو ظبي ودبي والشارقة وغيرهم من المشاركة في أعمال رمضان الماضي لم يعد موجودا حيث تراجع منتجون كثيرون عن المشاركة بسبب تدخلات الإخوان والأزمة السياسية بين الإمارات والإخوان انذاك. وما لايعرفه كثيرون هو أنه ما كان يتم تسويقه أو المشاركة به مع قنوات الامارات وحدها كان يمثل النسبة الأكبر من التسويق, واستوعبت هذه القنوات في العام الماضي رغم الأزمة السياسية المفتعلة عددا كبيرا من أعمال النجوم الكبار.. وفي ظل توقف الإنتاج الدرامي السوري تقريبا حيث ما أنتج في العام الماضي لا يتجاوز السبعة أعمال, ومتوقع استمرار الوضع وعدم زيادة هذه الكمية تصبح المسؤلية أكبر علي القطاعات العامة التي لديها أعمال مؤجلة في العلب. ففي صوت القاهرة أكثر من عشرين عملا تبحث عمن يشارك في إنتاجها وأعمال مهمة تحتاج إلي أن يتم إنتاجها مثل' حسن الفللي' للمؤلف مجدي صابر وانتهي مخرجه سامي محمد علي من ترشيح أبطاله فاروق الفيشاوي ورانيا فريد شوقي, وحنان مطاوع, وخالد زكي. وفي مدينة الانتاج الاعلامي أكثر من25 عملا منها أعمال لم يتم النظر إليها رغم انتهاء ترشيحاتها وأعمال يعلن عنها ثم تتوقف كما حدث لمسلسلات كثيرة اعلن عنها في العام الماضي. وهو ما صرح به ممدوح يوسف رئيس قطاع الانتاج أنذاك إذ قال: إن هناك12 عملا بين إنتاج ذاتي ومشارك وست كوم وسوبر أوبرا' من60 حلقة إلي90 حلقة' وسوف تتكلف ميزانية هذه الأعمال حوالي120 مليون جنيه وسيتم مراعاة الدخول في مشاركة إنتاجية مع جهات إنتاجية مصرية وعربية كبري منها مسلسل' طلعت حرب' وهو عمل كبير يناقش السيرة الذاتية لأحد أكبر الاقتصاديين المصريين, و'ابن النوبة' وهو مسلسل يتحدث عن زرياب أحد النوبيين الذي عاش أيام العصر المملوكي من تأليف طه شلبي, و'مداح القمر' الذي يتناول السيرة الذاتية للموسيقار الكبير بليغ حمدي, قصة سيناريو وحوار محمد الرفاعي, وإخراج مجدي أحمد علي, و'الضاحك الباكي' عن حياة الفنان نجيب الريحاني قصة وسيناريو وحوار محمد الغيطي, و'همس الجذور' ليسري الجندي, و'الميراث الملعون' لمحمد صفاء عامر, و'شرق النخيل' لبهاء طاهر, و'شمس وقمر' لمجدي صابر, و'أهل إسكندرية' لبلال فضل, و'شارع سمارة' لأسامة أنور عكاشة كل هذه الأعمال يعلن عنها كل عام دون إنتاج فعلي, وبالطبع يوجد مثلها في معظم قطاعات الإنتاج العامة. والحل في عقد صفقات مع القطاعات الإنتاجية العربية الكبري لتحريك عجلة الإنتاج, التي تقبل علي شراء الدراما المصرية لتسويق أعمال الكبار. فما أنتج في العام الماضي كان بمغامرات شخصية ولنجوم بعينهم, وبأعمال لم تكن علي المستوي المطلوب, واذا استمر الوضع علي ما هو عليه دون حلول سريعة وجادة لهذه القطاعات الانتاجية العامة فستعلن افلاسها قريبا.