عكس ماتردد من تصريحات رسمية بشأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة اليوم وفيها ان الزيارة لا علاقة لها بمحاكمة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي ذهب الخبير العسكري اللواء محمد الغباشي إلي القول بأن كيري يأتي لعقد صفقة مع الحكومة الانتقالية في مصر من أجل منع محاكمة المعزول. اللواء الغباشي عضو الهيئة العليا لحزب حماة مصر لم يكتف بذلك بل أكد والكلام علي لسانه ان المحاكمة المرتقبة ستكشف عن أمور مذهلة تخشي ادارة أوباما إزاحة الستار عنها, فضلا علي ذلك هو رعبها من تنامي العلاقات المصرية الروسية.. وفيما يلي نص الحوار: بداية كيري اليوم في القاهرة وبعدها سيزور السعودية تري ما تعليقك؟ ان توقيت الزيارة له دلالاته.. وفي اعتقادي انه جاء لعقد صفقة مع الحكومة الانتقالية من أجل منع المحاكمة وهذا لأن ادارة اوباما في ورطة شديدة حيث الجرائم التي يحاكم عليها المخلوع والإخوان وأولها قتل المتظاهرين واعمال العنف التي حدثت بمحيط قصر الاتحادية مطلع ديسمبر الماضي وغيرها من القضايا المهمة وهي الهروب من سجن وادي النطرون وقتل ضباط شرطة بمساعدة حماس وحزب الله والتخابر معهم وفق حكم محكمة استئناف الإسماعيلية وقضية التجسس والتخابر مع أطراف أجنبية وهي تركيا وحماس وأمريكا تلك القضية التي أودع المخلوع وآخرون من الإخوان سجن وادي النطرون يناير2011 بموجبها كلها مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها البعض من جانب ومرتبطة بدعم ادارة أوباما من جانب آخر, وبالتالي فإن دخول تلك القضايا أروقة المحاكم تفضح ادارة أوباما, أما عن السعودية فيمكن القول إن دعم واشنطن للإخوان المسلمين أضر المصالح مع بلدان الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية, أضف إلي ذلك موقف أوباما مع سوريا بتراجعه عن الضربة العسكرية المأمولة من الجانب الخليجي و موقفه مع إيران الذي بدا متسامحا ضعيفا وقد ظهر هذا جليا في رفض السعودية مقعدها غير الدائم في الأممالمتحدة بسبب ما سمته ازدواجية المعايير ثم التهديد مؤخرا بسحب استثماراتها من أمريكا وسحب أموالها من البنوك الأمريكية وتغيير سياساتها النفطية كل هذه الأمور تزعج الادارة الأمريكية كثيرا لأنها ليس في استطاعتها خسارة أكبر حليفين استراتيجيين في المنطقة وهما مصر والسعودية وبالتالي كان هناك حاجة لزيارة كيري لتلطيف الأجواء وعرض صفقاته القذرة. هل لتنامي العلاقات المصرية الروسية من انعكاسات سلبية علي العلاقات المصرية الأمريكية ؟ بالتأكيد لا يمكن فصل زيارة جون كيري عن السياق الزمني الذي شهد فيه تنامي العلاقات المصرية الروسية والذي ظهر جليا في الدعم الروسي الكبير الذي قدمه الرئيس فلاديمير بوتين إلي الثورة المصرية بعد30 يونيو إضافة إلي ذلك كثرة الزيارات المتبادلة بين البلدين خاصة الوفود الشعبية وتنامي مستواها حيث هناك زيارة محتملة للرئيس بوتين قريبا يسبقه فيها زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين وأخيرا وهو ما مثل صاعقة نزلت علي رءوس الأمريكيين والإسرائيليين نية روسيا تزويد مصر بأسلحة متطورة علي خلفية ليس فقط توتر العلاقات المصرية الأمريكية وإنما أيضا بسبب تملص امريكا من مستحقات مصر العسكرية والتلويح بالسلاح كورقة ضغط وبالتالي فإن الدعم العسكري الروسي لمصر صفعة علي وجه أمريكا حيث رضخت الادارة الأمريكية للمبادرة الروسية بتفكيك السلاح الكيميائي السوري. وبناء علي ذلك نستطيع أن نقول إن امريكا في اكثر اوقاتها ضعفا وتترنح امام قوة الدب الروسي وإيران وليس امامها الا عقد الصفقات بالتزامن مع محاكمة المخلوع ومؤتمر جنيف2 حتي لا تضطر لتقديم مزيد من التنازلات التي تعتبرها أمريكا إهانة حتي لا يفتضح أمرها أكثر من ذلك أمام العالم والشعب الأمريكي. ما تأثير مثل هذه القضايا علي موقف مؤسسة الرئاسة وموقف اوباما الشخصي؟ ان ثبوت تورط المخلوع محمد مرسي وجماعته في أعمال عنف وارهاب في صفوف الجيش والشرطة وثبوت التعاون بين الإخوان والمنظمات الإرهابية البارزة وفق التصنيف الأمريكي مثل ممتاز دغمش والعديد من أعضاء تنظيم القاعدة وعلي رأسهم أيمن الظواهري سيكون ضربة قاضية لمستقبل أوباما وحزبه الديمقراطي, وبناء علي ذلك فهناك حالة رعب في صفوف الادارة الأمريكية من افتضاح تلك الأمور أمام الرأي العام الأمريكي والكونجرس بالضرورة. كيف تؤثر محاكمة مرسي علي صورة الولاياتالمتحدة أمام العالم؟ أمريكا تعتمد اعتمادا كبيرا علي قوتها الناعمة من خلال السينما ووسائل الإعلام وصورتها الذهنية التي رسختها في وجدان العالم باعتبار انها الدولة الديمقراطية وراعية حقوق الإنسان والدولة التي تعرضت لعمل إرهابي خطير في11 سبتمبر بالشكل الذي حصلت من خلاله علي المسوغ الأخلاقي في حربها علي الارهاب كل هذا مهدد من خلال افتضاح علاقة امريكا بجماعة بينها وبين تنظيم القاعدة اتفاقات ويعملون علي قتل الشعب المصري تحت مظلة واحدة وستكون موضع مساءلة وانتقاد أمام الرأي العام العالمي اين هي حقوق الإنسان في تمويل جماعة تقتل أفراد الشرطة المصرية وتحرق الكنائس ودور العبادة, لماذا اعتديتم علي افغانستان مادمتم تتعاونون مع تنظيم القاعدة الذي قتل الشعب الأمريكي سابقا وها هو يقتل الشعب المصري مجددا كل هذه أسئلة وانتقادات ليس بوسع الدولة الأمريكية الاجابة عليها أو مواجهتها.