الربط بين زيارة جون كيري للقاهرة غدا الأحد ومجمل الأحداث، سواء بالداخل الأمريكي والمصري أو على الصعيد الثنائي، شيء متوقع، الأمر الذي عكسه الترحيب السياسي بالزيارة بوصفها محاول لرأب الصدع الحادث في العلاقات الثانية، ورفض من القوى الثورية بوصفها محاولة للتدخل بالشأن المصري، خصوصا لتزامنها مع محاكمة مرسي. فمن الصعب فصل المدلولات السياسية لزيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للقاهرة غدا الأحد، عن مجمل الأحداث التي سبقت وسوف تلي تلك الزيارة، حيث تأتى بعد تطورات غاية في الأهمية سواء على الصعيد الأمريكي نفسه، بعد جلسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب واستمرار الجدل السياسي بشأن الأوضاع فى مصر وعدم وجود رأي موحد حولها، أو على صعيد التوجه الشرقي بالسياسة الخارجية المصرية عبر التقارب مع روسيا، فإنها في ذات الوقت سوف تسبق محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي يوم الاثنين المقبل، والغموض السياسي إزاء أحداث هذا اليوم الفاصل بالمشهد المصري. ولذا بدا الربط بين تلك الأحداث وزيارة كيري شيء منطقي من طبائع الأمور، ما عكس نفسه فر ردود الفعل السياسية حول الزيارة، ففي الوقت الذي لقيت في تلك الزيارة ترحيب من القوى السياسية بوصفها محاولة أمريكة لرأب الصدع الحادث بالعلاقات مع القاهرة، فإن القوى الثورية رفضتها، بوصفها محاولة أمريكية للتدخل من جديد بالشأن المصري. بدا ذلك واضحًا في رد فعل حزب المؤتمر على الزيارة، فمن جانبه أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر لبوابة الأهرام: أن زيارة كيري للقاهرة تأتي للتأكيد علي العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية مشيرا إلي أن واشنطن قلقة من الاتصالات الأخيرة والتقارب الجاري بين مصر وروسيا خاصة بعد قرار واشنطن وقف المعونة العسكرية، وجزء من المعونات الاقتصادية، وسعي مصر لتنويع مصادر أسلحتها من عدد من دول لها ثقلها إقليميًا ودوليًا. وأضاف العرابي للبوابة أن أمريكا شعرت بخطورة موقفها كلاعب محوري ورئيس بمنطقة الشرق الأوسط، وأنها أصبحت غير قادرة على السيطرة على علاقاتها مع أهم دول المنطقة ويأتي في مقدمتها بالطبع مصر ودول الخليج العربي. وقال العرابي إن أهمية الزيارة تأتي من أنها أول زيارة لكيري بعد 30 يونيه وتعتبر رسالة لاستعداد أمريكا للتعاون مع الوضع القائم في مصر حاليا مشيرا إلي أنه لا يستبعد أن تتناول الزيارة محاكمة الرئيس محمد مرسي ومحاولة دمج الإخوان مرة أخرى في الحياة السياسية والإفراج عن بعض قيادات الجماعة .ومشددًا علي أن الشعب المصري والسلطات المصرية لا تقبل حاليا ممارسة أي ضغوط سواء من الداخل أو الخارج، فالشعب حاليا هو سيد موقفه وله إرادة حرة لن يقبل المساس بها مهما كان. اتفق مع وجهة النظر حزب الجبهة الديمقراطية، الذي أكد أن زيارة كيري للقاهرة هي محاولة للبحث عن موضع قدم سياسي، بعد التقارب المصري الروسي ونظرا للتدهور الكبير في العلاقات المصرية - الأمريكية بسبب دعم الإدارة الأمريكية للإخوان المسلمين إضافة لمحاولتهم الحفاظ علي العلاقات بأي طريقة. وقال عمرو علي، أمين الإعلام بالحزب، إن الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي بوتين لمصر وزيارة وزير الخارجية الروسي علي رأس وفد كبير إضافة للأنباء عن توقيع اتفاقيات للتعاون العسكري والتسليح للجيش المصري مع عدد من الدول يعزز من أهمية الزيارة مما يوضح النجاح الكبير لمصر في قدرتها علي استقلال قرارها وخارطة الطريق، التي أعلن عنها في ظل الدعم العربي الكبير خصوصا من السعودية والإمارات والكويت. وأكد أن الزيارة بعيدا تماما عن محاكمة الرئيس السابق مرسي. فيما وصف مجدي حمدان، أمين العمل الجماهيري بحزب الجبهة، الزيارة بغير المتوقعة في هذا التوقيت بسبب توتر العلاقات المصرية الأمريكية. وتساءل حمدان هل الزيارة بهدف الضغط علي الدولة المصرية ووقف محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في قضايا، مؤكدا ضرورة توقف واشنطن عن محاولة التدخل في الشأن المصري وأن تظل بعيدة عما يحدث في مصر. فيما رفض عدد من النشطاء الزيارة، موضحين أنها زيارة في توقيت غير مناسب يحمل العديد من علامات الاستفهام خاصة تزامنها مع محاكمه الرئيس مرسى. فمن جانبها دعت حملة "امنع معونة" لوقفات احتجاجية اليوم الأحد، بالتزامن مع وجود كيري بالقاهرة أمام وزاره الخارجية اعتراضًا تلك الزيارة ورفضًا لها. كما رفض خالد القاضي عضو المكتب السياسي لحملة تمرد زيارة كيري، موضحًا أنها تحمل العديد من التساؤلات، أهمها لماذا اختار هذا التوقيت قبل محاكمة الرئيس المعزول؟.. معتبرًا الزيارة بمثابة تدخل جديد بالشأن المصري. ومن جانبه أكد محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية على رفضه التام والقاطع لزيارة كيري، معبرًا عن دهشته من موافقة النظام المصري على تلك الزيارة بعد إهانة الولاياتالمتحدة للشعب المصري وللنظام بإعلانها تعليق المعونة الاقتصادية والعسكرية، ووضع شروط بمثابة تدخل في الشأن المصري لعودة تلك المساعدات. مشيرًا إلى أن استمرار مسلسل إهانة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر، والتي كان آخرها ما تم من دعم لنظام الإخوان الساقط وفرضهم المستمر لشروط الهيمنة الأمريكية ومناقشة الكونجرس لمشروع المعونة وتأكيدها على أن استمرارها فقط هو لحماية أمن إسرائيل. فيما أخذت حركة 6 إبريل موقف المترقب من الزيارة، قال منسقها الإعلامي خالد المصري لبوابة الأهرام: أن تلك الزيارة لا تحمل أي الغاز سياسية، وسوف ننتظر ولن تقوم بأي فعاليات احتجاجية، إلا بعد انتهاء الزيارة ومعرفه الهدف منها بشكل واضح، موضحًا أنه بالرغم مما حدث خلال الفترة الماضية فان العلاقات المصرية الأمريكية مستمرة، وقد تكون زيارته دبلوماسيه في مجمل العام، واعتقد والحديث للمصري أنه جاء للاطمئنان على سير العملية الديمقراطية وخارطة الطريق، بالإضافة لبحث القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا القضية السورية، ولاسيما أنها تتزامن مع اجتماع رؤساء وزراء الخارجية العرب. وأضاف أن من يتحدث عن أن زيارة كيري مرتبطة بمحاكمة مرسى خياله واسع. من جانبه أكد محمد لاشين المنسق العام لحركة فرسان الميدان رفضه زيارة كيري للقاهرة مشيرا إلي أن الزيارة محاولة لإيجاد طوق للنجاة لجماعة باعت البلاد بثمن بخس. وكشف لاشين لبوابة الأهرام: عن أن مسئولًا كبيرًا أكد له أن زيارة كيري تأتي ضمن مفاوضات تحاول أن تجريها الإدارة الأمريكية مع الحكومة المصرية للإفراج عن الرئيس المعزول على عكس بيان البيت الأبيض والخارجية الأمريكية اللذين أكدا أن الزيارة تأتي للتأكيد على متانة العلاقات المصرية -الأمريكية، لذلك نرفض زيارة كيري وتدنيسه أرض البلاد، حسب توصيفه.