على خلفية جفوة «ما» فى العلاقات المصرية الامريكية وتقارب «مازال فى حاجة لأن تتم صياغته بصورة واضحة» فى العلاقات المصرية الروسية يصل خلال أقل من اسبوعين للقاهرة وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيرى ثم نظيره الروسى سيرجى لافروف للتباحث مع المسئولين المصريين حول الوضع الاقليمى وخاصة التطورات السورية مع الاستعدادات المزمعة لمؤتمر جنيف 2، المقرر موعده نهاية الشهر الحالى، وكذلك العلاقات الثنائية. زيارة كيرى للقاهرة تأتى فى ظل انقسام فى واشنطن ما بين مؤيد، وهذا هو التيار الغالب، ومعارض لتعليق جزء من المعونة العسكرية الامريكية لمصر وكذلك فى ظل جفوة فى العلاقات نتيجة ما تقول المصادر الغربية إنه تحسب غربى واسع يشمل الولاياتالمتحدة وبدرجات متفاوتة دول الاتحاد الاوروبى تجاه السلطات الجديدة فى مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسى فى الثالث من يوليو. فى كل الأحوال تبقى زيارة كيرى مهمة لأنها الاولى للقاهرة منذ سقوط مرسى فى اعقاب مظاهرات شعبية حاشدة مطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. «هذه بالتالى زيارة لها أهمية باعتبارها إقرارا بالواقع السياسى الذى خلقته تطورات الأحداث السياسية فى مصر منذ 3 يوليو» بحسب مصدر رسمى مصرى. كيرى كان قد زار المنطقة أكثر من مرة منذ عزل مرسى غير أنه تفادى زيارة القاهرة وان كان بقى على تواصل يوصف مصريا وأمريكيا من مصادر دبلوماسية متطابقة بأنه «جيد» مع وزير الخارجية نبيل فهمى كما بقى وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل على تواصل يوصف من قبل ذات المصادر بأنه «صلب وواقعى» مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع الذى تعتبره واشنطن الحاكم الفعلى فى القاهرة بحسب دبلوماسيين غربيين. وسيلتقى كيرى بالسيسى والرئيس المؤقت عدلى مصنور وأيضا وزير الخارجية نبيل فهمى وعدد من وزراء الخارجية العرب الذين يصلون للقاهرة للمشاركة فى اجتماع غير عادى لوزراء الخارجية العرب غدا الأحد. وتصر المصادر الرسمية التى تحدثت للشروق على ان زيارة كيرى غير مرتبطة بصورة مباشرة بقرب محاكمة الرئيس مرسى المقررة بعد غد الاثنين وإن كان قطاع من هذه المصادر لا يستبعد أن يناشد كيرى مستمعيه المصريين مجددا بالسعى لعملية «دمج سياسى لجميع أطياف المشهد السياسى المصرى». المصادر ذاتها تنفى أن تكون الزيارة ردة فعل لتقارب مصرى روسى شمل إعلانا واضحا من كبار المسئولين فى موسكو عن دعم القاهرة فى «مكافحة الارهاب» وتقديم حزمة من التسليح المتطور فى صياغات تعاقدية مناسبة للوضع الاقتصادى القلق فى مصر، إلى جانب الدعم السياسى والمخابراتى الظاهر بوضوح عبر اتفاق تم خلال زيارة قام بها رئيس المخابرات الروسى للقاهرة قبيل أيام. ويقول دبلوماسى مصرى مشترطا عدم ذكر اسمه «الصحيح أن القاهرة تراجع مجمل علاقاتها الدولية والاقليمية فى المرحلة الجديدة بهدف إعادة هيكلتها، ولكن فى النظرة الواقعية للمدى القريب لا يمكن ان نتصور هزة فى عمق العلاقات المصرية الأمريكية، وهذا موقف البلدين وليس موقفنا فقط، ولا يمكن ايضا ان نتوقع طفرة مفاجئة رغم زوايا تقارب بين مصر وروسيا». أبرز زوايا التقارب المصرى الروسى إقليميا فى المرحلة الحالية تبدو فى أمرين هما مكافحة عمليات جماعات الإسلامى السياسى المسلحة والملف السورى. الموقف الروسى القائم على تحقيق انتقال «سلس وتدريجى فى السلطة يشمل خروج يحفظ ماء الوجه لبشار الأسد ويشمل مشاركة سياسية موسعة فى مرحلة ما بعد الأسد لا تستبعد سياق البيروقراطية السورية حتى وإن استثنت أقطاب حكم الأسد ولا تقوم ايضا بالأساس على المعارضة الإسلامية» هو ذات الموقف المصرى الذى لا يرى دورا للأسد فى مستقبل سوريا ولكنه يصر على الحفاظ على الدولة السورية وإعادة لملمة أركان جيشها خشية أن يتضاعف التراجع العربى الاستراتيجى امام اسرائيل». الرئيس المعزول مرسى كان قد أعلن قبيل إنهاء حكمه سحب القائم بالأعمال المصرى فى دمشق ولكن الرجل بقى فى العاصمة السورية مع ذهاب مرسى عن سدة الحكم ولم يتم استدعائه فى إطار الحرص المصرى على إبقاء جسر للتقارب مع تطورات الوضع فى سوريا «بجميع أطيافها السياسية ورغم إدانة القاهرة القطعية لجرائم ارتكبت بحق الشعب السورى عبر قرابة السنوات الثلاث وتأكيد القاهرة لحق الشعب السورى فى تحقيق الديمقراطية». وينتظر أن يناقش اجتماع جامعة الدول العربية التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 رغم استمرار رفض قطاعات من المعارضة السورية للمشاركة فى الاجتماع الذى تأجل أكثر من مرة خلال العام الحالى، بالرغم من الجهود المكثفة للأخضر الإبراهيمى المبعوث الأممى العربى. الاجتماع، بحسب مصادر الشروق، سيناقش على هامشه مأساة اللاجئين السوريين الذين يعانون البحث عن ملاذ امن. ويصر مصدر حكومى مصرى على أن القاهرة ليست «بعد» بصدد التراجع عن موقفها المقيد لاستقبال اللاجئين السوريين بسبب «تورط بعض اللاجئين فى القاهرة فى أنشطة مناهضة للدولة المصرية بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين».الجماعة