المتأمل للموقف الأمريكي تجاه التطورات المصرية منذ ثورة25 يناير2011 لا يمكنه إلا أن تصيبه الدهشة من تذبذب هذا الموقف, صعودا وهبوطا, وعدم ثبات ترمومتر التوجهات والسياسات الأمريكية إزاء تلك التطورات. وفي أول زيارة من نوعها لمسئول أمريكي للقاهرة منذ30 يونيو يصل جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الي القاهرة غدا ضمن جولة له تشمل عدة دول عربية, فهل ستحمل هذه الجولة جديدا؟! وهذا سؤال منطقي في ضوء تعدد زيارات المسئولين والمبعوثين الأمريكيين الي المنطقة دون جديد يحملونه علي صعيد قضاياها وأزماتها المتعددة, بدءا من عملية السلام المتجمدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين, ومرورا بالنزاع في سوريا, وأزمة الملف النووي الإيراني, وكذلك التطورات الداخلية والمتلاحقة فيما يسمي بدول الربيع العربي. ويمكن القول إن غياب الرؤية الأمريكية الواضحة تجاه قضايا المنطقة قد انعكس بالسلب علي تلك القضايا التي ازدادت في معظمها تعقيدا جراء هذا الغاياب, بل وسجلت العلاقات الأمريكية مع أغلب دول المنطقة فتورا مع أغلب هذه الدول حتي مع بعض الحلفاء المقربين وفي مقدمتها السعودية التي تأخذ علي إدارة أوباما علي سبيل المثال تردد وتخاذل موقفها من التطورات الدامية في سوريا, وعدم اتخاذ خطوات فعالة لوقف مجازر بشار الأسد تجاه شعبه. وفيما يخص العلاقات المصرية الأمريكية فإن ملف المساعدات العسكرية والمدنية لمصر يظل من الملفات الصعبة في علاقات البلدين, خاصة مع استخدام هذه الورقة في أروقة الكونجرس والإدارة الأمريكية للتأثير علي توجهات السياسات المصرية أو فرض إملاءات معينة قد لا تتناسب بالضرورة مع المصالح المصرية العليا. كلنا أمل في أن يحمل كيري جديدا للمنطقة وقضاياها في زيارته المقبلة, وأن تسهم هذه الزيارة في استعادة الاستقرار المفقود في ربوعها. لمزيد من مقالات راى الاهرام