ونحن نمر الآن بمرحلة دقيقة في عمر الوطن تبرز أهمية الدور الإيجابي والصحيح للإعلام تجاه المجتمع لتوعية المواطن بحقيقة ما نواجهه وما يدور في المجتمع مما يفرض علي الإعلاميين الالتزام بميثاق شرف إعلامي يتضمن مناخا إعلاميا صحيا بعيدا عن الفوضي والتجاوزات. فكيف يري الخبراء أهم بنود هذا الميثاق؟ يقول د. حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة أن الالتزام بقيم وتقاليد المجتمع المصري تأتي في مقدمة بنود ميثاق الشرف الإعلامي ولابد من مراعاتها في كل مؤسسات الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية, أيضا لابد من إعلاء شأن اللغة العربية والاهتمام بها بدرجة أكبر بدلا من التغيرات المبتذلة التي سادت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة, والاحتكام للمعايير الدولية السائدة في ممارسة العمل الإعلامي ومنها فصل الأخبار عن الرأي وعدم الخلط بين المادة التحريرية والإعلانية, وإذا كان هناك قضية تتسع للاختلاف في وجهات النظر فيجب إبراز كل الآراء المطروحة بصددها. أيضا علي الإعلام ألا يكون منحازا لفئة أو طائفة أو طبقة اجتماعية إنما يعبر عن كل أطياف المجتمع المصري في الريف والحضر دون الاهتمام بالعاصمة علي حساب الاقاليم. أما العقوبات الخاصة بالمتجاوزين فلا يكون في الميثاق وإنما تكون مسئولية جهة محايدة ومستقلة تضع عقوبات مندرجة قابلة للتطبيق وربما تكون هذه الجهة هي المجلس الوطني للإعلام في حالة إنشائه. ويقول د. حسن علي عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف: أن المواثيق تتضمن دائما حقوق وواجبات يلتزم بها الإعلامي تجاه نفسه ومهنته ومجتمعه وبلده وتكون بمثابة عناوين عريضة ونترك تفاصيلها لمدونات السلوك ومن هذه العناوين العريضة أن يحترم الإعلامي عادات مجتمعه وقيمه وأن يلتزم الحقيقة فيما يقول ويبتعد عن الشائعات ويكفل حق الرد في حالة وجود خطأ في معلومات تم بثها, ويحتفظ علي السلم الاجتماعي والامتناع عن بث أو نشر المضامين الخادشة للحياء أو الأخبار مجهولة المصدر ومراعاة علاقات الدولة بالدول الصديقة. أما العقوبات فمكانها القانون أو اللوائح المنظمة لعمل المنظمات الإعلامية. ويقول الإعلامي حمدي الكنيسي: أنه من الأفضل أن يصدر ميثاق الشرف الإعلامي من خلال نقابة للإعلاميين بالإذاعة والتليفزيون لأنها هي التي تحاسب من يخرج عن الميثاق من أعضائها ويوجد بالفعل ميثاق شرف إعلامي كان قد تم إعداده من خلال مشروع للنقابة لكنه رفض قبل ثورة يناير ثم تم تجميده بعدها. وأتصور أن الميثاق لابد أن يتضمن ما يلزم كل اعلامي بالموضوعية والدقة في المعلومات, وأن يتخلي عن موقفه الشخصي أو الحزبي, وأن يدرك خطورة الاندفاع نحو الإثارة بأي شكل, وإن كانت هناك فترات سياسية تسمح أحيانا للإعلامي بأن يكون صوتا قويا لأمن وطنه وقضية بلده, إلا أن ذلك لا يعني تجاهل الحقائق والانفعال الزائد الذي تتوه معه الحقيقة. ولابد من الالتزام بقواعد العمل الإعلامي الحقيقي بعيدا عن تقمص دور الناشط السياسي. وفي النهاية يقول الإعلامي أمين بسيوني: أن هذا الميثاق نوقش من قبل في اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب عام 2005 بالجامعة العربية وتم وضع مباديء لتنظيم البث الإعلامي الفضائي في المنطقة العربية وتم وضع القواعد لذلك والموافقة عليها لكن يبرز تساؤل عن الآلية التي ستراقب تنفيذ هذه المباديء, لذلك اقترح بأن نستفيد من المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة العربية بحيث يجتمعون أسبوعيا أو شهريا لمناقشة الأخطاء والتجاوزات التي تحدث.