ربما لم يدرك كثير من الحكام ما تحمل لهم الأقدار حين ثارت عليهم شعوبهم ليستقر بهم الحال خلف القضبان تاركين أسماءهم تنقش في أبواب التاريخ بأحرف من طغيان, بعد أن أعمي ابصارهم بريق السلطة ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والأعراف في قيادتهم بلادهم ومن هؤلاء النماذج: نيكولاي تشاوشيسكو الديكتاتور الشيوعي الذي أصابه جنون العظمة بعد أن قبض علي مقاليد الأمور في الدولة الرومانية عام.1965 تشاوشيسكو ولد في إحدي ضواحي رومانيا عمل في أول حياته كإسكافي, ثم انضم بعد ذلك للحزب الشيوعي في رومانيا والذي اعتقل بسببه العديد من المرات, إلا انه بعد أن وصل الحزب للحكم في رومانيا عام1947 تدرج في العديد من المناصب, ليتصدر بعد ذلك موقع الرجل الثاني في الحزب الشيوعي الروماني, سيطر تشاوشيسكو علي بلاده بمساعدة الشرطة, متحكما في وسائل الإعلام, قامعا المعارضة بأعنف الأساليب, مما دفعهم للقيام بثورة عام1989, والذي حاول قمعها بشتي الطرق, لكن انضمام وحدات من الجيش الروماني إليها حسم الأمر لصالح الشعب, وقد حاول الهرب هو وزوجته إيلينا في طائرة هليكوبتر, ليقعا بيد الثوار ليعدم هو وزوجته رميا بالرصاص أمام شاشات التلفاز, ليتحول بعد ذلك مقر إعدامهما مقصدا للسياح. ألبرتو فوجيموري علي الرغم من أنه درس لأجيال عديدة من خلال عمله كأستاذ جامعي متبوئا مناصب أكاديمية عالية فقد نشط فوجيموري سياسيا, علاوة علي عمله كإعلامي إلا انه لم يكن يقتدي بما تعلمه وعلمه, فبعد أن تولي حكم البيرو عام1990 فترتين متتاليتين, شهدت فترة حكمه العديد من الجرائم ضد شعبه وفسادا ماليا شاب إدارته, وقد قام قضاء البيرو بملاحقته بعد هروبه إلي اليابان ورفضها تسليمه بتهم مذابح للمدنيين وقضايا فساد اشترك فيها مع دائرة مغلقة من الموالين له ناكرا ما حدث, وفي أثناء وجوده في اليابان استمر القضاء في البيرو في ملاحقة فوجيموري في نحو20 قضيةبتهم مذابح للمدنيين وقضايا فساد اشترك فيها مع دائرة مغلقة من الموالين له, وألقي القبض علي فوجيموري في2005 في تشيلي والتي سلمته إلي البيرو في2007. سلوبودان ميلوسيفيتش في السابقة الأولي من نوعها سلمت صربيا رئيسها السابق سلوبودان ميلوسيفيتش إلي محكمة العدل الدولية في لاهاي لتتم محاكمته عن جرائم الحرب التي ارتكبها عندما كان في سدة الحكم ببلجراد, حيث إن الدستور الصربي نص علي عدم محاكمة مواطنيها خارج حدودها, وكان ميلوسيفيتش قد صعد إلي قمة الساحة السياسية اليوجوسلافية بعد انتخابه رئيسا لصربيا عام1990, وكان ميلوسيفيتش قد حكم بلاده بقبضة حديدية حتي تمت الإطاحة به عام2000, واتهم بارتكاب جرائم حرب ضد المسلمين في إقليم كوسوفا والبوسنة وكرواتيا ومن أشهر جرائمه مذبحة سربرينيتشا عام1995 بالبوسنة والتي راح ضحيتها8000 مسلم, عثر عليه ميتا في مركز الاعتقال الذي كان محتجزا به في لاهاي. تشارلز تايلور أدانت المحكمة الخاصة بسيراليون في أبريل2012 الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور بعد محاكمة استمرت خمس سنوات بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ليصبح أول رئيس إفريقي يمثل أمام محكمة دولية,ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية بسيراليون في الفترة من1991-2002 التي أسفرت عن120 ألف قتيل وتشويه آلاف المدنيين, وقد حكم علي تشارلز تايلور بالسجن50 عاما وأدين تايلور لأنه ساعد وشجع حملة ترهيب استهدفت السيطرة علي سيراليون من خلال تقديم أسلحة وذخائر ومساعدات لوجستية أخري إلي الجبهة الثورية الموحدة في مقابل الحصول علي الماس,وقررت المحكمة الخاصة بسيراليون إرساله إلي بريطانيا لتمضية عقوبته بعد تثبيت عقوبته في الاستئناف لينقل بعدها من لاهاي إلي سجن بريطاني ليمضي فيه عقوبته.