بعد أن تيقنت أنه من المستحيلالقضاء علي ظاهرة عمالة الاطفال, قررت العمل بالمثل القائل ما لايدرك كله لا يترك كله ومن هنا عزمت مؤسسة قيم الحياةعلي تبني مشروعمناهضة عمالة الاطفال بالتعاون مع منظمة بلان الدولية للحد من عمالة الأطفال. التي تنتشر بصورة مخيفة في مصر وتقضي علي حقوقهم وتنهش في أجسادهم وتحرمهم من التمتع بطفولة سعيدة وهم في عمر الزهور. ويوضح صفوت فضل الله مدير عام مؤسسة قيم الحياة أن القائمين علي المشروع وضعوا نصب أعينهم الحد من عمالة الأطفال في منطقة جنوبالقاهرة لمناهضة عمل500 طفل والارتقاء ب250 أسرة من أسر الأطفال العاملة, وكذلك50 من أصحاب الورش بمشاركة لجان الحماية علي مستوي أحياء جنوبالقاهرة وجمعيات شريكة تتبع منهج الرؤية والرسالة.. ووقع الاختيارعلي منطقة عزبة خير الله كنموذج لتطبيق المشروع وتم وضع آليات للتنفيذ تعتمدعليالرصد والحمايةوالمتابعة وبدأ العمل بدراسة قام بها مركز التنمية العربية للدراسات والبحوث حول عمالة الأطفال بالمنطقة بمعاونة5 جمعيات شريكة هي نهضة خير الله, وربوة الزهراء لحماية البيئة, والنور, وتواصل لتنمية اسطبل عنتر, والرقي لتنمية المجتمع المحلي ويلتقط الخيط محمد محمود منسق برامج بمنظمة بلان ومدير منطقة وحدة القاهرة التي تشمل مناطق عزبة خير الله والبساتين وطرة بجنوبالقاهرة والمرج بشرق القاهرة فيوضح أن المشروع بدأ منذ عام2008 بالتعاون مع المجلس القومي للأمومة والطفولة, وقد كشفت الدراسةعن وجود2330 ورشة نجارة لتصنيع ألواح خشب الكونتر, وهذه الورش تعتمد علي عمالة الأطفال في أعمار تتراوح ما بين6 و18 سنة وتفوق ساعات عملهم13 ساعة.. والأدهي من ذلك والذي كشفته الدراسة أن بعض أصحاب الورش ينكرون عمالة أطفال لديهملأن ورشهم غير مرخصة. ويضيف محمد محمود خلال الاحتفالية باليوم الختامي للمشروع أنه تقرر علي الفور العمل علي عدة محاوررئيسية إعتمدت أولا علي الأطفال أنفسهم عن طريق التدريب التحويلي من مهن خطرة الي آمنة علاوة علي التدريبات الحرفية وتنفذها جمعية النور ومحاولة محو أميتهم بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار, والحد من التسرب من التعليم وإعادتهم إلي المدرسة ثانية خاصة للأطفال من عمر6 إلي9 سنوات مشيرا إلي تبنيأنشطة تعليمية وترفيهية وثقافية ورياضية تساعدهم علي الاندماج في المجتمع وتنفذه جمعية تواصل وتقول أمل عبد المجيد ميسر تنمية مجتمعبمنظمة بلان أنه تم تنظيم قوافل طبيةواستخراج كارنيهات تأمين صحي لهؤلاء الأطفال, وكذلك الأوراق الثبوتية كشهادة الميلاد بالتعاون مع جمعية ربوة الزهراء. وكان المحور الثاني: الاهتمام بأصحاب الورش وتنظيم لقاءات لهم عن الصحة والسلامة المهنية وتدريبهم علي الإسعافات الأولية وتزويدهم بطفايات الحريق مشيرة إلي المردود الإيجابي الذي ظهر بزيادة تفاعل أصحاب الورش مع الجهات المنفذة للمشروع لدرجة استجابة البعض منهم لعدم تشغيل الأطفال لديهم وآخرين قللوا ساعات عمل الأطفال لديهم وسمحوا لهم بالانضمام إلي فصول محو الامية والمدارس المجتمعية. وتؤكد أمل أن المشروع لم يغفلأسرة الطفل العامل بل وضعها محور ثالث حيث يتم التواصل مع أمهات الاطفال من خلال برامج توعية حول مخاطرعمالة الأطفال وحقوق الطفل وحمايته والتغذية السليمة له ومكافحة الإدمان ونظافة الأسطح, وتنفيذ مبادرات للأطفال تحت شعارإبدأ بنفسك لربط النظافة الشخصية بسلوكيات حميدة وتنفذه جمعية الرقي. وتوضح سيسيل حلمي مدير المشروع بمؤسسة قيم الحياة أنه تم التعاون كمؤسسة مظلة مع منظمة بلان الدولية لتنفيذ هذا المشروع من عام واحد فقط لرفع قدرات مجالس إدارات الجمعيات الشريكة ورفع قدرات البروموتر( المحفزين علي العمل) ومنسقي المشروع وتدريبات للجان الحماية وتجهيز وتأثيث مركز مجتمعي للأطفال العاملين يحتوي علي مدرستان مجتمع وفصول محو أمية.وتضيفسيسيل أن القائمين علي المشروع أدركوا أنه لكي يؤتي ثماره الحد من عمالة الاطفال كان لابد من تمكين أمهات هؤلاء الأطفال اقتصادياحتي يقل اعتمادهم علي أطفالهم كمصدر دخل خاصة في الأحياء الفقيرةالمنتشر بها ورش السمكرة والدوكو والنجارة والخشب, فتم تدريبهم علي تجهيز وتسويق وجبات سريعة وعمل المخبوزات والفطائر والأكسسوارات والمشغولات اليدوية وتسمين الأرانب كزيادة للدخل. وتشير ميري عياد مسئول لجان حماية الطفل بمحافظة القاهرة إلي أهمية دور هذه اللجان في حماية الطفل بموجب تعديلات قانون حماية الطفل رقم126 لسنة2008 بنص المادة197 بأن تشكل بكل محافظة لجنة عامة لحماية الطفل برئاسة محافظ الإقليم تعاونه الأمانة العامة واللجان الفرعية وتعرب عن أسفها من تجاهل وسائل الإعلام لخطورة دور هذه اللجان التي تعمل كالجندي المجهول في صمت والتي تهتم بكل ما يتعرض له الطفل من مشكلات سواء كان الخطر أو التهميش أو أطفال الشوارعأو المتسربين ومحاولة الوصول إلي حلول مع الجهات التنفيذية. وتقول فاتن أحمد عضو لجنة حماية مصر القديمة ود.وفاء إسماعيل من اللجنة العامة للحماية ومديرة الصحةأنه يتم التغلب علي مشكلات الأطفال من خلال14 مركزا علي مستوي القاهرة تؤدي خدمات بلا مقابل من فحوصات وكشف طبيوكلها محاولات لعودة هذه االزهور إلي التفتح مرة أخري.