قال مدير هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بالفيوم ان نسبة الأمية بالمحافظة قد وصلت الي 34.19% بحيث وصل عدد الأميين إلي 700 الف مواطن يجهل القراءة والكتابة أغلبهم من الإناث وطالب الأحزاب والقوي السياسية بعد ثورة يناير ان تتحد معا في مشروع قومي لمحو أمية المواطنين في مصر، مشيرا إلي ان الهيئة قامت لأول مرة بافتتاح فصل لمحو أمية وتعليم الكبار في الفيوم ان الهيئة قد بدأت في عام 1994 وكانت وقتها نسبة الأمية قد وصلت الي 63.7% وبدأت نسبة تقل مع مرور السنوات حتى وصلت الي 34% في عام 2012 مشيرا الي ان السبب وراء عدم انخفاض نسبة الأمية بالشكل المطلوب يرجع الي عدة عوامل اجتماعية واقتصادية مثل الفقر والبطالة التي تجعل المواطن الأمي غير مال بتعليمه خاصة بعد ان يكبر سنه فكلما زاد الفقر في المدينة تقل عن 12% كما ان اكثر المحافظات الأخرى فقرا قد تكون الأمية مرتفعة جدا. -- ما هي أسباب انتشار الأمية في الفيوم؟ - قال: ان احد اسباب انتشار الأمية في المحافظة ايضا هو التسرب من التعليم في مراحل دراسية مختلفة وغالبا ما تكون في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية منوها ان نسبة التسرب من التعليم وصلت الي 15% وقد ارجع سبب التسرب من التعليم الي رسوب الطالب اكثر من مرة بسبب مشكلات قد تواجهه في عملية الاستيعاب بالإضافة إلي الفقر الذي يجعل ولي الأمر يمنع طفله من استكمال مراحل التعليم ليخرج الطفل ليعمل مساعدا لوالده في زراعة الأرض أو عامل في إحدى الورش الحرفية. -- ما هي أهم المعوقات التي تؤثر سلبيا علي عمل هيئة محو الأمية وتزيد من عزوف الأميين عل بالتعلم لمحو أميتهم؟ - قال أن فرع الهيئة بالفيوم يواجه الكثير من الصعوبات بخلاف التأثيرات الديموغرافية كالظروف الاجتماعية كالفقر والبطالة، فهناك تقصير حكومي يعتمد علي عدم تقديم الامكانات اللازمة لمشروع قومي لمحو الأمية تسخر له كافة الاعتمادات المالية، مشيرلا أن خطة محو الأمية بالفيوم تنفذها الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني بنسبة 80%، الأمر الذي يشير الي تراجع دور الدولة والحكومة متمثلة في أجهزتها ومؤسساتها الرسمية عن هذا المشروع القومي لمحو الأمية بالمحافظة، مشيرا الي أن دور مديرية التربية والتعليم وجامعة الفيوم في مشروع محو الأمية ضعيف للغاية.وأضاف أنه من ضمن المعوقات المهمة أيضا هو وضع المعلمين المتعاقدين مع الهيئة ويبلغ عددهم ما يزيد عن 400 معلم يتقاضوا مكافأة شهرية 210 جنيهات، ولم يتم تعديل عقودهم، وذلك المقابل المادي لا يتناسب تماما مع الدور القومي الذي يقوموا به كما أن المعلمين الذين يعملون مع الهيئة بنظام التعاقد الحر الذي يحصل فيه المعلم علي 100 جنيه عن كل مواطن يتم محو أميته، في حين أن المعلمين التابعين للتربية والتعليم تم عمل كادر خاص بهم وتم إهمال المعلمين المتعاقدين مع هيئة محو الأمية وطالب الحكومة بالنظر في أمور هؤلاء المعلمين وتخصيص ميزانية خاصة لمحو الأمية وتحسن أوضاع المعلمين بها وخاصة أن هؤلاء المعلمين يقومون بتدريس 3 مستويات بالإضافة الي انه يتحمل عبء احضار الأميين وفي النهاية يتحصل علي مبلغ زهيد للغاية. -- ما هي الجهود التي تبذلها الهيئة بالفيوم لخفض نسبة الأمية؟! - قال: إن الهيئة أنشأت ألف و700 فصل للذكور والإناث بالإضافة الي ما يزيد عن 95 جمعية أهلية تقوم بإنشاء فصول لمحو الأمية وتجهيزها في مناطق متفرقة من مدن وقري المحافظة، وتقوم بإحضار المتعلمين والمعلمين وتقوم الهيئة بالإشراف عليها برعاية الدكتور مصطفي رجب رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار. وأكد أن الفصول الدراسية التابعة للهيئة بالفيوم مجهزة بكل وسائل الايضاح والتعليم من كتب دراسية ومناهج خاصة بكل الفئات الدراسية. مشيرا انه يتم توفير ذلك كله بالمجان، كما أنه يتم منح 700 جنيه مكافأة سنوية من المحافظة، للمتعلمين المستثمرين بشكل منتظم. وأضاف أن الهيئة نجحت في محو أمية 13 ألف مواطن فيومي أكملوا تعليمهم ومنهم من يعد الدكتواره والماجستير ومن بينهم طبيبة وصيدلي ونجحت الهيئة في توفير مكافأة لهما بلغت 9 ألاف جنيه. وأشار أن الهيئة تتعاون مع العديد من الجهات الرسمية والأهلية للاستكمال مشروع محو الأمية بالمحافظة ومنها المساجد والكنائس ومديرية الاوقاف والصندوق الاجتماعي والمجندين بالقوات المسلحة والجمعيات الأهلية والصندوق الاجتماعي. وقال أن الهيئة قامت بإنشاء فصول جديدة لمرحلة الصف الأول الاعدادي للمساهمة في استكمال، مراحل محو الأمية، والقضاء علي ظاهرة التسرب من التعليم، وقد بلغ عدد هذه الفصول ما يقرب من 50 فصل بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير. كما أنشأت الهيئة فصل لمحو أمية المكفوفين، باستخدام مناهج خاصة بطريقة برايل، ومعلمين مدربين علي التعامل مع المكفوفين علميا ونفسيا، مشيرا انه تم محو أمية 9 مكفوفين حتى الآن ويتم صرف مبلغ 50 جنيه شهريا لكل كفيف يتقدم للفصل بالتعاون مع جمعية التواصل. كما طبقت الهيئة تجربة جديدة بالتعاون مع المشروع المصري بالبريطاني تعقد علي التعليم المرتبط بالبيئة، حيث يقوم المعلمين باصطحاب المتعلمين إلي اماكن ترتبط بصلة وثيقة بموضوع الدرس، فمثلا عندما يكون الدرس عن القمح يتم اصطحابهم إلي حقول القمح ليتعرفوا عن القمح وكيف يزرع ومتطلبات الانتاج وغيرها بشكل واقعي، وقد لاقت هذه التجربة نجاحا كبيرا وساعدت الكثير علي محو أميتهم. رابط دائم :