جاء الحدث الكبير في 21 أكتوبر 1967 عندما تصدت لنشات الصواريخ المصرية في منطقة بور سعيد البحرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات فأغرقتها وعلي ظهرها 250 فردا بحريا إسرائيليا لتحدث القوات البحرية المصرية بهذه المعركة انقلابا في المفاهيم العسكرية العالمية. والحقيقة أن معارك رأس العش في أول يوليو, والاشتباك الجوي فوق القناة يومي 14 و15 يوليو, وإغراق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967 وكانت هي المدخل لبدء مرحلة جديدة هي مرحلة التصدي والتعرض لأي عدوان اعتبارا من مارس 1968, وبلغت هذه المرحلة ذروتها في التحول لأعمال الدفاع النشيط من خلال اقتحام النقطة القوية في الدفرسوار في أكتوبر 1968, ورغم أن هذه الإغارة لم تنجح في الحصول علي وثائق أو أسري ورغم تكبدنا بعض الخسائر فإن هذه الإغارة علي موقع حصين ليلا أعطت قواتنا الثقة في إمكانية العبور بقوات كبيرة والقيام بأعمال قتال مؤثرة. كان بدء عمليات الإغارة ضد النقط القوية بمثابة إعلان اكتمال التأهل العسكري لخوض حرب الاستنزاف التي شهدت معارك لا تنسي مثل معركة كل يوم لسان بور توفيق, ومعركة الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة ورادار خليج السويس في إطار الرد الإسرائيلي ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان, وصاحب كل هذه المعارك تزايد ملحوظ في حجم العمليات الجوية الإسرائيلية ضد قواتنا بشكل عام وضد أضخم عمل عسكري إنشائي لبناء حائط الصواريخ الذي اكتمل بناؤه تماما يوم 30 يونيو 1970 ثم تكلل ذلك الجهد العظيم بتحريك حائط الصواريخ إلي حافة القناة ليلة8 أغسطس.. 1970 وكانت تلك هي اللمسة شبه الأخيرة في تهيئة الأوضاع ليوم الثأر ورد الاعتبار في 6 أكتوبر .1973 خير الكلام: عليك أن تحفر البئر قبل أن يصيبك العطش! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله