في تأكيد لرفضهما للتسلط الغربي وتصعيد لتحديهما للقوة الأمريكية, رفض الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز تحذيرا أمريكيا أمس من إقامة علاقات وثيقة مع إيران, وندد بما وصفه محاولة واشنطن الهيمنة علي العالم. وتزامن هذا التصريح مع استقبال شافيز للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي بدأ أمس زيارة لفنزويلا, في بداية جولة لاتينية لحشد تأييد زعماء المنطقة اليساريين في مواجهة عقوبات غربية جديدة تهدف إلي عزل إيران واستهداف صادراتها البترولية المهمة. وأشار شافيز- في كلمة بثها التليفزيون المحلي قبل ساعات من وصول نجاد لكاراكاس- إلي أن متحدثا أو متحدثة من وزارة الخارجية أو البيت الأبيض في واشنطن قال إنه ليس من الملائم لأي دولة توثيق علاقتها مع إيران.. حسنا.. الحقيقة هي أن ذلك يجعلك تضحك. وأضاف قائلا لن يستطيعوا الهيمنة علي هذا العالم.. فلتنس هذا الأمر يا أوباما.. من الأفضل لك أن تفكر في المشكلات الموجودة في بلادك, وهي كثيرة.. إننا أحرار.. فشعب أمريكا اللاتينية لن يركع من جديد أبدا ولن يهيمن عليه الأمريكيون الإمبرياليون.. مطلقا أبدا. وفي مواجهة حالة التضامن الإيرانية- الفنزويلية الصريحة, أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية اعتزامها طرد قنصل فنزويلا في ميامي, ليفيا أكوستا نوجيرا, ووصفتها بأنها شخص غير مرغوب فيه, وأمرتها بترك البلاد قبل اليوم- الثلاثاء- ولم يتضح سبب طرد الدبلوماسية, إلا أن صحيفة ميامي هيرالد أفادت بأن هناك ادعاءات بأنها ناقشت هجمات إلكترونية محتملة علي الأراضي الأمريكية, وهو ما اعتبره البعض رد فعل أمريكي سريع علي زيارة نجاد غير المرغوب فيها للمنطقة. يأتي ذلك في الوقت الذي حظي فيه الرئيس الإيراني باستقبال رسمي حار لدي وصوله إلي مطار سيمون بوليفار الدولي بالقرب من العاصمة الفنزويلية كاراكاس, حيث من المقرر أن يلتقي خلال ساعات مع تشافيز قبل أن يتوجها إلي نيكاراجوا للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس دانييل أورتيجا لفترة ولاية جديدة. وتشمل جولة نجاد اللاتينية كل من كوبا والإكوادور, بالإضافة إلي فنزويلا ونيكاراجوا, حيث تهدف لتوقيع عدة عقود وتدشين مشروعات. وتتزامن هذه مع حالة من التوتر تتزايد بين طهرانوواشنطن بعد المناورات البحرية الإيرانية والتي استخدمت فيها دروع محلية الصنع للمرة الأولي, وهو ما اعتبره الغرب استعراض جديدا للقوة وتحدي لأي عقوبات مرتقبة. ومن ناحيته, وصف أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني إرسال مدمرة بريطانية متطورة إلي الخليج بأنه إجراء تافه لا يعتد به. ونقلت شبكة برس تي في الإخبارية الإيرانية عن وحيدي قوله إن مسألة إنقاذ قوات من البحرية الأمريكية ل13 بحارا إيرانيا من أيدي قراصنة صوماليين مؤخرا لا يمنح الشرعية لوجود القوات الأمريكية في الخليج العربي. وعلي صعيد آخر, قضت محكمة إيرانية بإعدام مواطن أمريكي من أصل إيراني بتهمه التجسس لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي.آي.إيه. وذكرت شبكة إن.بي.سي الأمريكية أن المحكمة اعتبرت أمير ميرزاي حكمتي من المفسدين في الارض لتعاونه مع السي آي إيه وتحركه ضد الأمن القومي الإيراني. وكان حكمتي-28 عاما- قد اعتقل في طهران في منتصف ديسمبر الماضي, فيما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بعد ذلك بأن حكمتي اعترف بأن مهمته كانت اختراق أنظمة وزارة المخابرات الإيرانية لمصلحة المخابرات الأمريكية. وفي فيينا, صرح مصدر إيراني مسئول في البعثة الدبلوماسية بالعاصمة النمساوية فيينا بأن وزير المخابرات الإيراني حيدر مصلحي أعلن أن أجهزة المخابرات الإيرانية اعتقلت مجموعة جواسيس كانوا يعملون لحساب الولاياتالمتحدة بهدف التشويش علي الانتخابات التشريعية في إيران المقررة في مطلع مارس المقبل. وأشار مصلحي إلي أن المعتقلين كانوا ينوون تنفيذ مشاريع أمريكية للتشويش علي الانتخابات البرلمانية عبر استخدام الانترنت والشبكات الاجتماعية, ولم يحدد مصلحي عدد المعتقلين ولا جنسيتهم ولا تاريخ اعتقالهم.