القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر- سبحانه وتعالي- ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب الي أحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. إذا كان مجلس الشعب يأتي بالانتخاب (قوائم أو فرديا) محسوما بقدرة الدعاية وتكاليفها وحاجة الناخب المعيشية, والتأثير المباشر للإرث الانتخابي العائلي والقبلي والفئوي, بغض النظر عن قيم المرشح الذاتية وتفاعله الاجتماعي مع المصالح المجتمعية الوطنية, فالعدالة التشريعية تقتضي الحفاظ علي مجلس الشوري, باعتباره الغرفة التشريعية الثانية التي تأتي بالانتخابات وتتيح العضوية المكملة للحياة النيابية بإفرازاتها وبإتاحة فرص التعيين بالاختيار والاستفادة من الخبرات العلمية والمهنية في معظم المجالات, تجاوزا لعدم اهتمامه بالعملية الانتخابية( وكل له اسبابه!!) بالإضافة الي طاقات الأقليات غير القادرة علي الحشد وتكاليفه وخاصة المرأة والشباب بحكم الإقصاء أو التخلف العقائدي والحضاري. احذروا التعطيل من اي مسيرة تسير عكس الاتجاه فلا مفاوضات ولا تنازلات او حوارات جدلية حول الدين والمدنية والسياسة, فإهدار الوقت والجهد هدف ليتدهور بنا الحال من السييء إلي الأسوأ ونصبح في وضع كارثي- لاقدر الله- (التجربة) حكم أتي عبر شرعية الصندوق بالتزييف والتدليس, ومشروع النهضة (وهم), وتمكين لشعب عاش عاما كاملا في نفق مظلم تحت حكم الفاشية الدينية الراعية للإرهاب لتروي الأرض بدماء الأبرياء والجلوس علي عرش مصر 500 عام (وعيد). الان اصبحت مصر للمصريين ليصيغوا بإرادتهم الحرة نصوصا مضيئة تملأ دستور 2013, فلا مكان لدستور ولا حكومة ولا دولة فاشلة, فالشعب أصبح غير قابل للتجارب قال الشعب كلمته في 6/30 يسقط حكم المرشد وارحل للحاكم بأمره, ولا للدستور المسرطن, فقد تعافت مصر بشعبها وجيشها العظيم بدستور امة 2013 لرسم طريقها للمستقبل بإذن الله. ( للحديث بقية) http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم