27 مرشحا سجلوا اسماءهم لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجري في أفغانستان في الخامس من إبريل.2014 قائمة طويلة ومتنوعة من المرشحين ولكنها غير مبشرة حيث تضم كثير من امراء الحرب الأفغانية وقادة عسكريين وأمنيين ممن ارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ورموز للفساد وعلي الأقل5 وزراء من إدارة الرئيس الحالي, حامد كرزاي, بينهم من قدم استقالته قبل ساعات فقط من انتهاء مدة الترشح. وعلي الرغم من أن القائمة النهائية للمرشحين الذن سيخوضون الرئاسة بالفعل لن تصدر قبل السادس من الشهر المقبل, بعد الانتهاء من النظر في الطعون,إلا أنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل ازاء ما ستسفر عنه الانتخابات التي توصف بأنها فاصلة في تاريخ افغانستان حيث تعد أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد بعد الاطاحة بحكم طالبان في.2001 كما أنها تأتي في نفس العام الذي ستنسحب فيه قوات حلف شمال الاطلنطي' الناتو' من أفغانستان. ومما يعمق الشعور بالاحباط واليأس من التغيير لدي كثير من الأفغان هو ترشح قيوم كرزاي الشقيق الأكبر للرئيس الحالي حامد كرزاي قبل سويعات من اغلاق باب الترشيح. قيوم(66 عاما),الذي حرص علي أن يكون آخر المرشحين, ذهب إلي مكتب التسجيل في موكب من السيارات المصفحة برفقة عدد من الحراس الشخصيين مثله في ذلك مثل بعض المرشحين الآخرين ولكن اللافت أن بعض سيارات الموكب كانت تحمل لوحات حكومية وذلك رغم أن قيوم لا يتولي أي منصب حكومي مما يعكس تفاقم نفوذ' آل كرزاي' وادارتهم للسياسة في أفغانستان وكأنها' شأن عائلي'. خوض قيوم, الذي قضي معظم حياته في ميريلاند بالولايات المتحدةالأمريكية, للسباق الرئاسي جدد الشكوك في امكانية التخلص من سيطرة آل كرزاي علي مقاليد الأمور في افغانستان وأكد التوقعات بأن حامد كرزاي(55 عاما) سيكون الرئيس الفعلي في البلاد رغم تصريحاته بأنه يتطلع لمغادرة القصر الرئاسي والتمتع بحياة أكثر هدوءا. ويري المراقبون أن كرزاي و اشقائه حرصوا علي تجاوز الخلافات والصراعات الحادة بينهم في الوقت الراهن واتخذوا كافة الاحتياطات لضمان عدم حدوث أي مفاجآت تفشل خططهم في استمرار سيطرتهم علي مفاصل الدولة والحفاظ علي الثروات الضخمة التي جمعوها خلال فترتي حكم حامد. ليس هذا فقط بل يري بعض المحللين ان هذا التحالف العائلي الغرض منه حماية الرئيس كرزاي بعد خروجه من السلطة من الملاحقة القضائية بتهمة الابتزاز والفساد. ولتحقيق خطط العائلة دأب حامد كرزاي, الذي يمنعه الدستور من الترشح لفترة ثالثة,خلال الأشهر القليلة الماضية علي تعيين الموالين في مناصب لها علاقة مباشرة بادارة وتأمين الانتخابات المقبلة مما ينذر باتساع عمليات التزوير.ففي الشهر الماضي اختار عمار دودزاي كبير موظفي الرئاسة والسفير السابق في باكستان لتولي منصب وزير الداخلية وقبل ذلك عين9 اعضاء بلجنة الانتخابات تربطهم علاقات وثيقة بقصر الرئاسة.كما رفض كرزاي دعوة البرلمان لضم خبراء اجانب للجنة المكلفة بالنظر في الطعون الانتخابية خشية تكرار ما حدث في انتخابات2009 حيث اضطر حامد كرزاي لخوض جولة ثانية بعد استبعاد آلاف الأصوات التي اشتبه في تزويرها. ووفقا لكثير من المحللين فان المشكلة الكبري التي تعرقل تحقيق الديمقراطية في أفغانستان هي المحاباة والمحسوبية وأن الرئيس كرزاي بموجب الصلاحيات التي يخولها له الدستور امضي السنوات الاحدي عشر الماضية منذ توليه السلطة في2001 في تحديد من يحصل علي أفضل الوظائف ومن يفوز بأكبر قدر من الأموال وبالتالي خلق جيوشا من الموالين.وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلي أن حامد كرزاي ادار رئاسة افغانستان بنفس أسلوب زعيم القبيلة وان حتي خصومه يعترفون بأنه نجح في احكام سيطرته عن طريق توزيع الخدمات والهبات لتحييد المنافسين وتحجيم امراء الحرب.ونتيجة هذا الاسلوب في ادارة البلاد أصبحت الحكومة وكل المؤسسات تتمحور حول كرزاي بل أصبح البعض لا يتصور امكانية ادارة البلاد بدون وجود حامد كرزاي وهو ما جعل قيوم لا يخجل من التصريح بان شقيقه سيكون له دور اذا ما تولي الرئاسة قائلا في حديث لوكالة أنباء رويترز'اعتقد أنه يستحق دورا... افغانستان في أمس الحاجة لخبرة الكبار مثل الرئيس الذي عمل علي مدي13 عاما للابقاء علي وحدتها واستقرارها' في المقابل يري بعض المحللين أن ترشح قيومي قد يكون له آثار سلبية وخيمة وانه قد يزيد حنق الكثير من الناخبين الذين عانوا الويلات في ظل حكم حامد كرزاي خاصة مع تغلغل الفساد بصورة غير مسبوقة.وقيومي نفسه,الذي يفتقر للخبرة السياسية واشتهر بعدم الالتزام اثناء عضويته بالبرلمان لفترة واحدة, يعد بالنسبة للكثيرين تجسيدا حيا للفساد حيث يسيطر علي قطاعات البناء والأمن والاعلام والدعاية في البلاد بل يقال أنه هو الذي يختار الوزراء ورؤساء البلديات ومدراء الأمن. ويشير دوجلاس ويسينج الصحفي الأمريكي في كتاب' تمويل العدو' إلي أن' ما أن تم التحالف بين الأخوة كرزاي وامراء الحرب والمؤسسات متعددة الجنسيات بدت دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين وكأنها تمول نظاما كاملا للفساد'. ففي حين يكسب الأخوة كرزاي,الذين كانوا مجرد رجال اعمال عاديين من الطبقة المتوسطة قبل تولي شقيقهم الرئاسة, مليارات الدولارات سنويا نتيجة سوء استغلال النفوذ يبقي42 في المائة من المواطنين الأفغان تحت خط الفقر حيث لا يتعدي دخلهم دولارا واحدا في اليوم. وفي ظل استمرار الفقر المطبق وانتشار الفساد ودعم امراء الحرب وزعماء المليشيات يختار كثير من الشباب الافغاني الانضمام لصفوف طالبان احتجاجا علي الظلم الاجتماعي في ظل حكم آل كرزاي مما يوسع دائرة العنف. والسؤال الآن هل تنجح الانتخابات المقبلة في تخليص افغانستان من قبضة الأخوة الاعداء أم سينجح كرزاي في ان يبقي مستشارا رئاسيا مدي الحياة ويدير الأمور من منزله الضخم ذي الطراز الأوروبي الذي يقع علي مساحة1300 متر مربع خلف القصر الرئاسي؟