أربعون عاما من تزييف الحقائق وممارسة أحقر الدعاية لتزييف التاريخ الحقيقي من أجل تاريخ يقلب الحقائق فتنقلب هزائمهم إلي انتصارات لهم يمجدونها بالرغم من أنهم يعانون المرارة والانكسار. هذا ماجبلوا عليه علي امتداد تاريخهم إنهم الإسرائيليون وقمة انكساراتهم وذلهم وكشف حقيقة قوتهم المزيفة الوهمية بانت مع حرب أكتوبر.37 ولكن كما يقول دكتور الحسيني الحسيني معدي في دراسة لمذكرات موشيه ديان عجب أمرهم فهم يكذبون وبإصرار ونسوا المثل القائل( إذا كنت كذوبا فكن ذكورا), يقول ديان في الساعة الرابعة من صباح6 أكتوبر37 أفقت من نومي علي رنين التليفون بوصول معلومات عن أن مصر وسوريا تعدان لهجوم قبل غروب الشمس وبعد تأكدي من المعلومات أخبرت رئيسة الوزراء جولدامائير, في السادسة طلبت حضور جميع القادة لمكتبي. لم تكن تلك المعلومات الأولي بل ترددت كثيرا من قبل ولم تتحقق, وكانت الدلائل تشير وقتها إلي أن السادات قد غير رأيه عندما اكتشف اننا عرفنا بالأمر وفقد بذلك عنصر المفاجأة. ولكن تلك المرة كانت أيضا هناك تقارير عن عمليات إجلاء الأسر السوفيتية. تم الاجتماع ومناقشة رئيسة الوزراء وتم اتخاذ القرارات من تعبئة وتجهيز الدفاعات والخطط. ولكن الأمر المؤكد أن هذه الليلة سوف تكون أقسي الليالي وكنت آمل في أن يتأخر العدو أيضا في حشد قواته ليعطي الفرصة لقواتنا للوصول إلي المواقع وتدعيمها. ويشير ديان إلي أن القلق قد ملأ قلوبهم فهم غير معتادين علي خوض حرب لاتكون المباداة لهم. ويستطرد موشيه ويقول لقد جاء الهجوم المصري السوري مفاجأة لنا لقد جاء يوم كيبور( الغفران) وقوات اسرائيل غير معبأة ولا موزعة وأنا شخصيا لم أكن أتوقع أن يقبل المصريون تخندقنا علي حول قناة السويس وكنت أشعر أن وجودنا هناك معناه تجدد الحرب إن آجلا أو عاجلا. لقد بدأ العدو هجومه بقوة من المشاة تصل نسبتها01 مقارنة مع رجالنا المهم أن مشاة العدو المصري كانوا علي عكس ماكانوا عليه سابقا كانوا مزودين بأعداد هائلة من الأسلحة المضادة للدروع ويحملون الصاروخ السوفيتي استريلا الذي يستخدمه الفرد ضد الطائرات. أصبح العبور الأن حقيقة واقعة ولم تعد مواقعنا الحصينة سوي فخاخا للموجودين فيها ويعترف أيضا ديان بأن الجيشان المصري والسوري ليسا هما الجيشان اللذان عرفنا هما في76 بل هي قوات جيدة مدربة ومجهزة ويملؤها التصميم والأصرار. ويشير ديان الي الانهيار العسكري والنفسي بقوله لقد بدأت الهجوم المدفعي والقوارب تعبر القناة لقد بدأت الحرب الجادة وزاد الضغط العسكري والنفسي عندما تدفق الجنود ومعهم الدبابات واقتحموا الاستحكامات واخترقوا حقول الألغام وأخذت خطوط دفاعاتنا تسقط وأصبح موقف جنودنا يزداد سوء او أن احتمال وصول إمدادات لهم أصبح سرابا. لقد كانت كل تقديراتنا خاطئة علي كل المستويات بدءا من قادة الاستحكامات إلي قادة الأولوية إلي رئيس الأركان لقد كان الجميع يعلق الأمال علي إعادة المصريين إلي الضفة الغربية بل الذي حدث هو استسلام مواقعنا ونفاد ذخيرتها. ويكشف ديان عن حقيقة أيقنها واعترض عليها الوزراء الاسرائيليون إنه اذا استمرت خسائرنا في القتال بهذا المعدل فإننا سوف نجد أنفسنا بدون قوات فعالة في الوقت الذي يملك المصريون قوات ومعدات بكثافة رهيبة نتيجة فتح الترسانات العربية لهم.